الصفحات

السبت، 4 سبتمبر 2010


بسم الله الرحمن الرحيم
ايها اليمنيون الطيبون :استعينوا بالله واصبروا
جميل ان يحيا الانسان بالامل , وجميل كذلك ان يجنح بخياله اينما شاء, لكن ثمه في الامر شئ كامن, وامر محير, واسرار مدفونه. تفاءلت ردحا من الزمن متعمدا تاره وساهيا تاره اخرى اذ كان الامل هو رفيق دربي الاوحد فتعاملت مع الناس كل بقدره اوزع الابتسامات هنا وهناك , افرح هذا واشد على عضد ذك, اسرح وامرح معهم في اوقاتهم العصيبه وما اكثرها ولاول مره طيله حياتي اخذت نصيب الاسد في ادخال السرور الى القلوب ولله الحمد والمنه. بداء جنين الامل يكبر يوما بعد يوم لازلت اتذكر كلماته الاولى حيث كان لا يستطيع النطق بفصاحه كان يقول الحياه مفعمه  بالصعوبات والالام والحياه معادله متوازنه احد طرفيها انا – يقصد نفسه- فاذا ما فقد احدهما كانت الحياه كالانسان الاعرج او كالذي فقد احدى حبيبتيه , طالما استمتعنا بكلامه وتوصياته فخلتني لا ابرح الحياه الا غانما وما ظننت يوما ان يركب الياس سفني او ان يرسو على شاطئ.
اخذ يكبر ويشتد عوده ومع اخذه بالازياد اخذت الحياه تشتد صعوبه وعنادا , كثير ما تناقلت الافكار الاماكن داخل عقولنا من كل الاتجاهات, الثقافات , الديانات, ولكن ما وقر في عقولنا سوى قول الرحمان الرحيم" لقد خلقنا الانسان في كبد" فتلاشت كل الكلمات العاطفيه , الرنانه , الخادعه امام هذا الاعجاز الشامخ فما لبثت الا ان صارت حقائق واضحه , بينه اخذت مكانها في ساحات الحياه الزاخره بفنون واصناف متباينه من التحديات والصعوبات.
بصراحه كثير ما هي العقبات الكؤوده على طول مراحل الحياه ولعل اصعبها هي التي تنال من احبابنا البسطاء على ارض الوطن هناك  حيث الوطن الام , هناك حيث تتعانق الارواح المنسجمه والتراب المترابط والنفوس المتزاوجه. هناك حيث انسجام الطبيعه يشعرك بان الارض كرويه باختلاف الناس وتركيب اجسادهم المتكونه من تربه الارض التي يعشون عليها فايقنت ان تربه وطننا تربه خاصه ,متميزه, مكرمه بتكريم الله الكريم لها فقلت بصوت حزين ما اشقى الساسه حيث لم يجدوا الا المواطن اليمني الطيب الشفيق ليظلموه , ليُذلوه , ليُجوعوه, ليُنقصوا من قدره, فو الله الذي لا اله الا هو لو رايت احد الطيبين  لانتابك شعور عجيب ولأحسست بشئ خفي يخاطبك من بعيد : هولاء قوم رحماء لينوا الافئده رقيقوا القلوب ولما انتابك شعور الخوف والوحشه.
في احد برامج رمضان المسابقاتيه شاهدت شيبهً ضاغنا في السن على وجنتيه ابتسامه هادئه حزينه يتحدث مع المذيع بلغه والله ما عهدتها لغه بسيطه سهله يسيره اختلطت فيها الحكمه ,البلاغه, الرافه, الدعاء وعمق الفكر ومظهره مظهر المتواضع ووجهه متفائل مستبشر غير مقطب الوجه او الجبين فقلت سبحان الله لقد خاب وخسر من اظمر لهولاء الناس سوء فكيف بمن ظلمهم وفرض عليهم الذله والجوع والجهل والخوف كتابا مفروضا.
نعم انهم اناس طيببون رحيمون, الطيبه والرحمه فيهم فطره الله التي فطر الناس عليها فلا تكلف ولا تصنع, شعب جمع من المكرمات افضلها ومن الاخلاق احسنها , لله درهم وما اعظم ابتلاءهم وصبرهم فعسى الله ان ياتي بالفرج او امر من عنده فيصبح كل ظالم شارك في تجويعهم وفي تخلفهم وهوانهم على ما صنع ودبر من النادمين الخاسرين الصاغرين.
انه درس يعلمنا قوله تعالى " استعينوا بالله واصبروا" فما اجمل الاستعانه بارحم الراحمين والصبر فما عسى المساكين امثالنا ان نفعل والكروب صوبت نحونا من كل حزب على سدره الحكم ومن كل طرف يتربص من بعيد تربص الذئب بفريسته الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل وعلى الله توكلنا وربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق .
ان الامل لم يبرح مكانه وان الازمات لن تزيدنا-باذن الله – الا ايمانا بوجود الخالق المطلع على كل شئ وان التفائل والوثوق بالله هو خير وسيله واشرف طريق الى ان نصحح اوضاعنا وتُبدل سياتنا حسنات والفساد اصلاحا وتقويما والجوع شبعا وشكرا والخوف امنا وسلامه والوطن من خير الى خير فنعلي اسلامنا و قيمنا ويمننا الحبيب و ابناء شعبنا الطيب على رؤوس الاشهاد اعلاء حق واستحقاق بجد وعمل وبذل جهد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق