الصفحات

الاثنين، 30 مايو 2011

السلمية والشرعية!!


السلمية والشرعية!!


من معضلات العقل البشري وسبب تأخره هو أخذ الأشياء لذاتها لا لإستخدامها ، فنجد ذلك في شتى المجالات الدينيه وثقافة القبيله وحديثا ديموقراطيتنا الفريدة اعني الديموقراطيه اليمنيه.. لست هنا بصدد مناقشة هذه المعضله على المستوى الديني فالوقت لا يسمح ولا يُناسب ومستعينا بالله سأحاول ملاسمة هذه القضيه من زاوية واقعنا السياسي.


الشرعية والسلمية طرفا نقيض واُستخدما لذواتهما ولمعناهما المجرد اي ان من ينادون بهذين المصطلحين لا يخضعانهما لعوامل الوقت وتغيراتها ، بل اصبحا مصطلحين جامدين لا يتغيران بتغير الوقت والوضع والحاجه.. حقيقة ، لقد ألف الناس المتعاطفين مع هاتين الفكرتين ترديدَهما واسرفوا في ذلك فأصبحت الفكرة مقدسة ولا يجب نقضها مهما كانت الحاجة لذلك مما مهد لسفك الدماء وقتل الأنفس وسلب المال فقط لمجرد ان اتباع هاتين الفكرتين قرروا تحويط المناطق المحيطه بهما بأسلاك شائكة .


وفاءً لدماء الشهداء التي سُفكت البارحه في الحالمة تعز لن اخوض في الشرعية وتفاصيلها ، فالقضية تسبب اكتئاب عند مناقشتها لانها مجرد فكرة سطحية وجُدت لتُبرر سفك الدماء فحسب... 
السلمية وسيلة للوصول الى عدم سفك الدماء والحفاظ على النفس البشريه ولذلك وجب الحفاظ عليها فقط حين تكون كذلك ومتى ما اصبحت وسيلة لسفك الدماء وتمكين سفاكي الدماء من رقاب الناس فعندئذ تُصبح لعنة شيطانية وجب الإنقلاب عليها ، فلا حاجة لسلمية تساعد القاتل على قتل الضحية بدم بارد وبأقل التكاليف .

السلمية وسيلة للوصول الى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامه ، للحفاظ على المنشأت العامه التي هي ملك للشعب ، للحفاظ على الإقتصاد الوطني ، وعندما لا تحافظ "السلمية" على هذه المعاني فعندئذ تصبح لعنة شيطانية تساعد على الإفساد في الأرض وتمكن الفاسدين الحقيقين من الإضرار بمصالح الناس وسكينتهم العامة.


السلمية وسيلة للوصول الى الحفاظ على الأمن العام للناس ، في تحركاتهم وفي بيوتهم ، في قوت عيالهم ، وعندما لا تحافظ السلمية على هذه الأشياء فعندئذ لا معنى لها بل تساعد على نشر الذعر والتقطع وانتشار العصابات المتعطشه للدماء ولعصابات السلب والنهب.


سلميه سلميه سلمية رددوها ثلاثا ولا أرها اليوم الا مطية لسفك الدماء ولسلب الناس امنهم وممتلكاتهم ، سالت الدماء في كل مكان وقُتل الناس في كل مكان ، واستبيحت النفس البشريه وكلٌ يستغل سملية الناس وبساطتهم... نعم لا تنجروا نحو الحرب ولكن دافعوا عن انفسكم بطريقة منظمه ، لا تحملوا كلكم السلاح ولكن انشئوا لجان تدافع عن سلميتكم ، لا تعتدوا على احد ولكن كونوا قوة ردع حتى لا تُستباح الدماء فتسفك ، اجعلوا من الظالم أن يراكم اقوياء لا بصدور عاريه وبأفواه مفتوحه تنادي سلميه سلميه سلميه...


نحن ضد العنف بكل اشكاله ولكن السلمية في الوقت الراهن هي من تدفع الظلمه لسفك الدماء فلا تتشبثوا بالفكرة لذاتها ولكن بمدى خدمتها للقضيه الكبرى وهي حفظ النفس المكرمه ، انا على ثقة بأنكم قادرون أن تنظموا انفسكم فأنتم شباب ثوره ولكن بادروا في تكوين لجان تدافع عنكم لتحافظوا على سلميتكم فلا اهون على على صالح ان يأمر بقتلكم فالموضوع اصبح موضوع عناد وفرض هيمنه.


اخيرا ، الله خلق القوه لا لتُسخدم لإرهاب الناس والجانب السيئ من القضيه ولكنه كذلك خلقها لتُستخدم كقوة ردع تساعد في نشر قيم الخير والمحبة والحريه ، فاستخدموها ولا تسرفوا ، وآمنوا بها ولا تتطرفوا ، فحق عليكم حماية الناس والشاب العُزل الذي خرج ابتغاء الحرية والكرامه بأدنى مستواياتها ... اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

السبت، 28 مايو 2011

المرحلة القادمة : منافسة برامج لا ايديولوجيات!!



المرحلة القادمة : منافسة برامج لا ايديولوجيات!!


لا شك في أن قيمة الإنسان هي القضية الكبرى والأساسية لدى كل القوى التي تتواجد على هذه الأرض سواء كانت هذه القوى دينيه سماويه او وضعية او غير ذلك . ومما لا شك فيه ايضا ان كل البرامج التي قامت والأنظمة السائده والمتعاقبة عبر مراحل زمنية متلاحقة كانت تسعى وتهدف الى الحفاظ على قيمة الإنسان كمبداء اساسي لإستمرارها والحفاظ على ديموميتها ، كل هذا يمكن ملاحظته عبر دراسة حياة هذه الأديان والأنظمه على حد سواء.


الإسلام بطبيعة الحال جاء ليحافظ على النفس البشرية باعتبارها الخليفة التي تعمر الأرض وتحافظ على استقرارها ، وكل المبادئ والتشريعات جاءت فقط لتخدم هذه الفكره ، فشُرعت الحدود والتشريعات التي تنظم كل ما يتعلق بالإنسان وتجريم وتبشيع كل ما يجعل من الإنسان غير ذي قيمة كالتهاون في قتل النفس او هتك العرض او سفك الدماء او استباحة الأموال. واستنادا على ذلك فقيمة الإنسان تكمن في توفير الحياة الآمنه ، الرغيده –ان امكن- ، توفير الأشياء الأساسية للحياة مرورا باستغلال كل الوسائل لتحقيق ما هو متاحٌ تحقيقه والتقصير في ذلك يعتبر إخلالاً في احترام هذه القيمة وما افسد قليلُه فكثيره غير مرغوب فيه ويجب نقده ومحاربته بشتى الوسائل.


وتمهيدا للولوج في خفايا هذه الفكرة المترامية الأطراف ، لا بد من الإتفاق على أن لا قيمة لدينٍ او نظامٍ أيا كان سماويا او بشريا او حتى تخيليا لا يُحافظ على الإنسان ومصالحه ولا يحمل تشريعات او قوانين واضحه تبين كل العلاقات المتعلقه بالإنسان وقضاياه الأساسيه ، ويدخل في عدم كفاءة هذه الأديان أو الأنظمه وجود قوانين او تشريعات ضبابيه غير واضحه يمكن تأويلها ولي عنقها بسهولة لتكون لينة مطاوعة للإستخدام ضد الإنسان وإستقراره بشكل عام.


التنوع الحاصل هو من روعة وسمو الفكر البشري الإنساني وسيظل كذلك ما لم يحدث تحوير للفكرة الأم التي أُنشئت من اجلها هذه الكيانات، ومتى ما حصلت عملية التبادل وإهمال مبداء التكامل فان الصراع سيفرض نفسه على ارض الواقع وسينتهج المراحل الطبيعيه التي تبدء بالإقصاء فالتهميش فالصراع الفكري فالصراع بالعنف وختاما سقوط قدسية النفس البشريه والإنسان كقيمة أساسيه في الحياة.


إسقاطا على أرض الواقع ، نحن بحاجة في المرحلة القادمه- أعني ما بعد الثورة- الى ان نحاكم الأحزاب بناءً على برامجها ومدى وجود إحترام الإنسان كقيمة في هذه البرامج ، وكما اشرتُ سابقا بأن معنى احترام الإنسان يعني توفير الأشياء الأساسية للحياة من مسكن ومأكل وتعليم وصحة وأمن ومستقبل آمن لأولادهم هذا على مستوى الأفراد ، وعلى مستوى الوطن بناء وطن قوي باقتصاد قوي ، وببرامج وخطط مستقبليه تنمويه تجعل الوطن قادرا على المشاركه في بناء الحضارات والإنسان ككل في كل بقاع الأرض.


معتقدا ، لسنا اليوم بحاجة ان نقدم برامج الأحزاب تحت غطاء ديني بحجة الدفاع عن الإسلام او بغطاء قبلي مناطقي بحجة الحفاظ على مصالح مناطق معينه، ولا بغطاء تحرري بحت يسعى لتطبيق الحرية المفرطه ، ما نحتاجه اليوم هو الإهتمام بالإنسان وإعادة كرامته من خلال تغيير بعض الثقافات السائده والتي تستهين في دم الإنسان وماله وحقه في الحصول على حقه في التعليم والتوظيف وكل الحقوق المشروعه.

آن الأوان ان نهتم بأهدافنا ومشاريعنا على مستوى اوطاننا حتى تصبح قوية يسود فيها العدل وقيم التسامح والمحبه والإنصاف ومن ثم التفكير بمصلحات أخرى تسعى للم الشمل وتجميع الشتات كالوحدة العربيه والخلافه الاسلاميه-المعتدله- وحتى الوحدة الإسلامية الشامله. هي اذاً دعوة صادقة لتهيئة النفس بطاقاتها وامكانياتها للسعي نحو الإصلاح الحقيقي والبناء الحقيقي والخلافه الحقيقيه في الأرض المبنيه على العدل والإنصاف الإلاهي الذي يحترم حق كل ذي حق في هذا الوجود

الثلاثاء، 24 مايو 2011

التحول المُفاجئ!!

التحول المُفاجئ!!


شيئ متفق عليه أن التحول المُفاجئ دائما تكون نتائجه كارثية وسلبية للغاية وإن كان هذا التحول الى شيئ ايجابي وذلك لان التغيير السريع يعتمد على انفعالات آنيه وتناسٍ للحقائق والماضي الذي هو في الأساس مكون أساسي للعقلية والكيان الذي تحول بسرعة.


التحول المُفاجئ مضرٌ لأنه مبنيٌ على العاطفة ومتى ما كانت العاطفة هي المُغذي الوحيد للتصرفات والأفكار فثمة تكمن الطامة الكُبرى والخطر المحدق فالعاطفة بدون عقل وتروٍ تهور أحمق وعجلة توصل الى ندامة ، والتحول المفاجئ كذلك خطر لأنه يستند على قاعدة حرق المراحل وتجاهل الماضي والعوامل المؤثره التي تؤثر سلبا او ايجابا على العملية برمتها ، فمن حكمة الخالق ان خلق التدرج في كل شيئ حتى في التحول من الليل الى النهار فالكون قائمٌ على نظام دقيق بديع.


التحول المُفاجئ لا يلبي حاجة ماسة خضعت لدراسة ومراحل يتبلور فيها  العامل الزمني وحجم الحاجه والأهداف المرجوه من تحقق هذا التحول والمرحلة القادمة التي ستعقب هذا التحول وبالتالي التحول المُفاجئ يُنتج في الغالب فوضى وعشوائية على مستويات عده ، أي أن لكل تحول حاجة –اي هدف- وعامل زمني ومرحلة ما بعد التحول وكل هذه العناصر مفقودة في التحول المُفاجئ.


التحول المُفاجئ كالتوبة المُفاجئه لا تلبي الشروط الأربعه وهي الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة اليه والندم وكذلك رد المظالم ، ولكنه تخلصٌ من جُرم أقترف وأخطاءٍ أُرتكبت بطريقة سريعة قليلة الجُهد ويسيرة التكاليف ، وبالتالي الهروب من تبعات هذه الأعمال المرتكبه بطريقة سريعة مريحه ، ولذلك وإن بدا هذا التحول خيَرا وصالحا في بادئ الأمر الا أنه ليس كذلك لأن نتائجه وتبعاته ستكون أكثر تدميرا واكثر فتكا.


التحول المُفاجئ هو انتقال من مكان الى مكان أملا في المصلحة المحصوره ، فمنطقة الأعراف هي عاصمة التحول المُفاجئ والمقر الدائم وحين تتبدل القوى يتجه قاطنوا هذه المناطق للطرف الأقوى ولكن عن طريق اعلان تحولا مُفاجئا يَظهر في بادئ الأمر انه مناصرة للأهداف النبيله وتوبة صادقة ولكنه في حقيقة الأمر غير ذلك بل لهثٌ وراء مصلحة ومنفعة يُخاف انقضاؤها وفواتها.


التحول المُفاجئ يُمكن أصحابه من ممارسة إرهاب العاطفه ويبدو أصحابه وكأنهم ملائكة نزلوا من السماء ، فتتعلق بهم الآمال ، ويؤمنوا الناس بهم كمنقذين ، وتتجه اليهم البنان فخرا وزهوا ، وتُرجع اليهم المسائل العظام ، والقرارات المصيريه ، بيد أن ذلك كله لا يصب في المصلحة العامة التي وجد من أجلها التحول الحقيقي بل هو تربصٌ ماكرٌ يظهر أثرُه الفتاك بعد مرور الزمن وبعد انقضاء مفعول العاطفة .


التحول المُفاجئ يظهر أصحابُه على أنهم وطنييون في الدرجة الأولى وهم ليسوا كذلك ، على أنهم حرصيون على رفاهية الشعب وتقدمهم ولكنهم ليسوا كذلك ، على أنهم خير من يُعول عليهم وهم ليسوا كذلك ، وبناءً على ذلك يتم تجاهل الشخصيات الحقيقية التي يمكن ان تحقق أهداف التحول الحقيقي ، الشخصيات التي يمكن ان تبني وتُشيد بكفاءة متناهيه ، يمكن ان تحافظ على كل النجاحات وان تحافظ على الحقوق وان تُقسم الواجبات بشكل عادل ومتساوي.


إذاً، الثورة تحول حقيقي جاء لتلبية حاجة ماسة تبلورت اهدافها على مدى العشر السنوات الأخيره وصيغت أهدافها نتيجة لقناعة الناس الذين طالهم الفقر والجوع والوضع الإقتصادي المزري ، وجاء خروجهم نتيجة لذلك فبدت وكانها بلغت سن الرشد حين اجتمع الناس حول هدف واحد وتحت رأية واحده.


لزاماً، على الثورة وأهلها أن يأخذوا حذرهم من اصحاب التحول المُفاجئ الذين ملاؤا الساحات وبات التعاطف معهم واقعا مُعاشا وهذا بالتأكيد –كما أشرتُ- سيُكلف الثورة والناس البسطاء ثمنا باهضا علهم لن يُدركوه في اللحظة الراهنه ولكنه سيُصبح عما قريب حقيقة مُشاهده. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد...

السبت، 21 مايو 2011

لهذا دمعي يسيل!!

لهذا دمعي يسيل!!


غريبون ولا يُجدي العجب ، متناقضون ولا يجدي تفاصيل السبب ، سرابيون في اهدافهم في آمالهم في كلامهم في عقلياتهم ، يا الاهي ما هذا الغباء المُركب ، لا تنفع معهم تجربة سالف ، ولا مايجري من حولهم ، بنتِ العنكبوت بُيوتها ، وتجمعت الكلابُ الضواري حول فريسة واحده تتقاسمها بالتساوي ، نظمت النحل حركة طيران جناحاتها ، وبتنظيم رهيب كانت اسراب النمل تتهادى بين نقطتي تواصلها ، حركات الموج تتبادل الأدوار لتصنع موجات متجدده ذات قوة متجدده ، الملائكة ذوات اللباس الأبيض تترتب على شكل صفوف مترتبه لتأدية وظائفها ، السموات الطباق سبع ، الأرضون ذوات الصدع سبع ، كل شيئ مرتب منظم ، الأمم تفقه أهدافها تنظيما وتطبيقا ، والرؤوى والأفكار تتكامل لا تتبادل ، كل شيئ من حولنا يُنبئ عن تنظيم يفضي الى هدف ، كل خطوة لها معنى ولها ثمن ، كل شيئ يقول لا معنى للوجود بدون تنظيم ، بدون أهداف نبيله لترى سبيلها المستقيم للتنفيذ.


هكذا نحن ، كالشتات في مكان مغلق ، كالتناقض في صُلب حقيقة مجرده محضه ، كالرشد بمنطق الغي ، كالصدق بكلمات وتعبيرات الكذب والدجل ، لاشيئ يُقنعك سوى الشعور بالحيره والذهول ، اللعنة !! خيرات حسان الفشل الإنساني البشري البشع موجود بيننا ..جوع .. تخلف ... ضياع للقيم... كساد أخلاقي مُقيت ... كل معاني الجمود بأسمى معانيه نراه كشيخ سلفي طويل اللحيه بكثافتها وبسوادها الداكن اللون يملئ أركان فكره ظلام دامس ، فكر عدائي ، وإفتراس لا حدود له.


ايتها اللا حقيقه لا تُجادليني فلقد صار الجدال بيننا إلاها معبودا ، ووطنا مقصودا ، ورجاء لا يخيب ، وهدفا لا يُخطئ ، ما أوصلنا الى ما نحن فيه سوى المجادله ، المكابره ، عدم الإعتراف بالأخطاء ، وعشق حياة الغاب حيث القيم تُصبح عارا لا بُد وأن يُدفن ، وخزيا عظيما لحق بكل شيئ ، لا قيمة لذي القيمة لكونه متعلما ، مثقفا ، او مسالما مدنيا ... استبدلنا الطيب بالخبيث ، استبدلت العفويه والتواضع بثقافة حمران العيون ، والقوي الذي لا تصله إرادة الرب ، والمُبندق الذي بنى له الى رب البساطة صرحا ليطلع الى اسباب القيم الحيوانيه ليجعلها عروسا بلباس أبيض تجلب الحسد والغبطه.


لا أعلم ما الجدوى من العلوم والمعارف التي تم إخراجها للوجود  من علم تنظيم الذات ، علم المنطق ، علوم الطبيعه ، والميتافيزيقيا ، العلوم التطبيقيه البحته ، والعلوم الإنسانيه ، كل المهارات التي تجعل من اللاممكن ممكنا ، ومن اللامحسوس محسوسا ، نعم نتعامل معها كالحمار يحمل أسفارا ، ماذا عملنا بكل هذه العلوم؟!! لم نقرأها بعد!! لم نستفد منها على الإطلاق!! والدليل لم نبني وطنا ، ولم نبني مجتمعا ذا قيم ، لم نصنع شيئ سوى التناحر والكلام المسرف الذي يستحي العقل من التفاعل معه ، عنصريه في البيت الواحد ، وتحارب في البيت الواحد ، وتناحر لا يحده اي حد ، ولا يصفه وصف.


واسفاه على وقت أضعناه بغبائنا ، وااااسفاه على جهد تبدد بغبائنا ، وااااحسرتاه على ثروات لم نبني بها اوطاننا ، واخجلاه من اهات الفقراء البسطاء حين انطلقت ، وفضيحتاه من فقرائنا حين لم نجد أحدا يلبي احتياجاتهم ، يداوي أوجاعهم ، يسمع أنينهم ، يقف مع مرضاهم ... جُرم كبيرٌ أن يحدث كل هذا ولا زلنا نكابر ، ولا زلنا لم نعي الدرس ، ولم نفقه أهدافنا وواجباتنا تجاه الوطن ، تجاه الفقراء البسطاء المساكين.


كم أشعر بالمراره وألآم الكبت عندما أرى البسطاء وهم شعثٌ غبرٌ غير نظيفين ، غير مرتبين ، مواد تجميلهم التراب الناشف ، وكريم وجوههم شحوب باهت ، وصورهم تكفي أن تحكي الحكايات المندثره وراء هذا الستار التخيلي... والأعظم من ذلك وجود تبرير لكل هذه العبث ومن جهات مختلفه ، ولا عجب إن كان بعض هذه التبريرات مستمدة من الدين الحنيف.


كفى عبثا بمقدرات البلاد ، كفى استخفافا بالملكات التي وهبنا ايها الله ، وكفى تبريرا للفشل الذي نحن فيه ، وقفا لكل هذا العبث المُركب ، لقد ضيعنا الكثير ، لقد أضعنا الكثير الكثير من الوقت ، من الجهد ، من الطاقات ، لقد نفد رصيدنا ولذلك هي فرصة الغريق للنجاة من الغرق ، الفرصه الأخيره للولوج الى عالم آخر مختلف تمام الإختلاف بتفاصيله ومعطياته.


أُقسم - ولا أظنني حانثا في قسمي- أننا لن نملك فرصة اخرى لتحول ، لتغيير الحال المزري هذا فالفرصة لا تتكرر ولذلك علينا أن نعض عليها بالنواجذ ونحدد اهدافنا بشكل أني عن إيمان وإقتناع مبنيان على  الحاجة والحتميه ، لأجل الأرض التي تستحق الكثير ، لأجل الفُقراء والبسطاء العفويين ، لأجل الناس الرائعين الفلاحين والمرابطين في محراب الفضيله ، فضيلة العمل والبحث عن لُقمة العيش الحلال لهم ولعيالهم.

الجمعة، 20 مايو 2011

علاقتنا بالآخر!!


علاقتنا بالآخر!!

العلاقة هي شيئ تربط شيئيين وتتطلب طرفين ولها واجبات وحقوق ، فالعلاقة قد تؤثر سلبا او ايجابا على احد الأطراف او كليهما إذ أن الطرفين يلمسان حاجة لإقامة العلاقه وبالتالي تحدد نسبة هذا التأثير مدى تعلق الطرف الأول بالثاني. بمعنى أن الطرف الذكي هو الذي يحدد حدود علاقته بالآخر بمقدار حاجته وتحقيق مصالحه حتى لا ينعكس تأثير العلاقة سلبيا عليه.

حقيقةً ، اليمن وجد نفسه تائها بتحديد علاقته مع الآخر والمقصود هنا بالآخر هو أي كيان او دولة او مجتمع دولي غير حدود اليمن ، فمع حتمية العلاقة التي ولا بد ان تتوفر نتيجة لطبيعة الحياة البشريه التي تتطلب التفاعل حتى تستمر الحياه كات المعضلة الكبرى لليمن وهي عدم تحديد علاقته مع الآخر بصورة واضحه جلية وذلك – باعتقادي- جاء كنتيجة لسبب هو عدم وجود الهدف على مستوى الوطن اي عدم وجود سياسات واضحه تسعى لتحقيق اهداف مرسومه على المدى القريب والمتوسط والبعيد.

ومقتنعا ، أقول ان عدم تحديد الهدف جعل الأطر العامه لسياسات الخارجيه تتبع أهداف وأهواء الآخر وهذا بالتأكيد جعل من تطور اليمن خاضعا لهولين رهيبين هما هول تحدي الذات لوضع الأهداف والهول الآخر هو التخلص من الأنقياد والأنصياع للآخر وبالتالي خُلقت علاقة جديده مركبه للغايه مقتضاها علاقة تبادليه لا تكامليه بين الصعيدين الخارجي والداخلي مما ترتب عليه القول بأن من الصعوبة بمكان وضع الأهداف على المستوى الداخلي دون تدخل القوى الخارجيه بصورة او بأخرى.

تتعدد القوى الخارجية بتعدد مصالحها وتتفاوت سيطرتهم بدرجات متفاوته ، فمن المملكه العربيه السعوديه ونزعتها الشهوانيه لوضع اليمن تحت السيطرة القسريه حتى لا يتم الإخلال بتوازنهم-على حسب زعمهم- الى النفوذ الخارجي الممثل بامريكا والقوى الأوروبيه المتطلعه للسيطره على مجريات اللعبه من جديد وانتهاءً بإيران ومخططاتها المصبوغه بصبغة دينيه.

الكلام يطول عن القوى الخارجيه ومشاريعها واسبابها وطموحاتها ولكن وجود تأثير هذه القوى على الساحة سواء كانت السياسيه او الثقافيه او الاقتصاديه ملموسا ومُدركا بصورة لا تستدعي كثيرا من التعب او التأمل ، وأنكارها انما هو كمثل من يدُس رأسه في التراب كالنعامه ظنا منه ان ذلك سيُنجيه من التعرض للصيد.

وبعقلانيه تامه أصبح لوم والقاء العتب على القوى هذه وجعلها كشماعه لتحميلها الاخطاء والفشل هو نوع من الحمق الغير مُبرر ذلك أن خيوط الحل ومفاتيحها بأيدنا نحن وكما قيل لن يستطيع احد ان يركب ظهرك مالم تنحني له وبالتالي يتلخص الحل لكل المعضلات والفشل الذي نحن نستنشقه بكرة واصيلا بتحديد العلاقة وحدودها وما نريد ان نحصل جراء اقامة مثل هذه العلاقات الضروريه ، ان ذلك يتطلب باختصار وضع أهداف على المستوى القومي ، وبلغة البسطاء الخاليه من التكلف نحتاج ان نجاوب على الأسئله التاليه : ماذا نُريد ؟ ماذا نُريد أن نكون؟ وبماذا نطمح؟

مما لا شك فيه أن اليمن اليوم بامس الحاجه الى ان يُحدد هدفه ولا ضير إن أخذ وقتا طويلا للقيام بهذه المهمه إذ أنها مهمة جدا وهي اللبنة التي ستُبنى عليها الدولة اليمنيه الحديثه ولا جدوى لإلقاء اللوم على الآخرين فتارة نقول أن سبب فشلنا المُقذع سببه الجاره أو الخليج او الاتحاد الأوروبي أو أمريكا او حتى الصومال والقرن الأفريقي!!

كما قال المرحوم الفيلسوف الكبير عبدالله البردوني أن عدونا هو من بيننا وهو بين ضلوعنا ولا غيره -وقد صدق بالفعل- فعدونا هو  عدم فهمنا لحاجاتنا ولوضعنا ولأهدافنا وبالتالي أعتقد أن من أولى الأولويات هو تحديد الهدف ولوم النفس والسعي لحل المشاكل التي نحن سببها والتي لن يحلها سوانا لنكون قد خطونا خطوه نحو بناء الهوية اليمنيه التي أساس رسالتها التشارك والإنتاج الحضاري لا هوية سؤال الآخرين وتصدير المشاكل وزعزعة السلم العالمي.

لا وقت نُضيعه لوماً للآخرين وتحميلهم نتائج فشلنا ، ولا وقت لتصفية الحساب والإنتقام الذي لا يبني أوطانا ولا يُقدم مشاريع بناءه ، وحان الوقت لتحديد أهدافنا وتحليلها تحليلا علميا ووضع خططا لتنفيذها بما يتناسب مع إمكانياتنا وطاقتنا حتى نكون إيجابيين لا سلبيين في كل شيئ ، والأمل  كبير لن يفارقنا مادام اليمن يتحسس طريقه ويتلمس سبيل الخروج من الكهوف المظلمه التي وضعه ابناؤه فيها ، وصدق البردوني حين قال مشكلة اليمن في اليمنيين!!!.


الجمعة، 13 مايو 2011

مرحلة عض الأصابع!!

 
مرحلة عض الأصابع!!


بعد جولات من الكر والفر ، والجُمعات بتسمياتها المختلفه ، والخليج المتقمص دور الشقيق الأكبر ، والرجل العجوز-أقصد المشترك-  وأمانيه الهزيله ، و الدماء التي سُفكت كورق ضغط ومحاولة تكتيكيه تحت قاعدة الجزء لمصلحة الكل والفرد فداء للشعب ، بات من الواضح أن الحسم لن يُتلى الا بلغة أخرى حروفها لا تحتوي على حروف الجولات المذكوره آنفا ، لغة عصية على منطق أقصر الطرق أكثرها إستقامة .


متفاعلين مع القضية ، ناقشتُ البروفيسور محمد المعمري ونحن عائدين من صلاة الجمعه برفقة سمير القرشي فتكلم عن الوضع مبينا نقاط القوة والضعف ولفت إنتباهي فكرة هي عميقة في معناها لكنها تتطلب تكاملا ينبغي ان يُدرس بدقة مع مراعاة عامل الوقت وأثره. فكرة البروفيسور هي إسقاط المحافظات إبتداء ، مع التنسيق مع كل المحافظات وذلك بجعل الفكرة والهدف واحد حتى لا يُفقد الإجتماع ويكون إسقاطها بشكل منظم مدروس ومصحوب كذلك بعصيان مدني خصوصا على المعسكرات والثكنات العسكرية فلا يُباع لهم شيئ ، ولا يُعطون أي شيئ حتى يذعنوا للأمر الواقع. هكذا فهمت مقترحه وربما يكون هذا المقترح مطروحا على الساحه ولكن التشديد على عملية التنسيق بين المحافظات وبين كل الثائرين حتى لا يتشتت الجمع وتسير الخطوات بشكل منطقي مرتب و تصل الى تأثير وفعالية حقيقيه.


وحقيقةً ، السير بخطى موحده هو وحده كفيل بأن يُسقط نظام صالح وتُرعبه وغيرها لا يُحبذ التعويل عليه إذ أن من يُمسك زمام أناس فقدوا الضمير والمقومات الإنسانية لن يتردد أن يعلنها صيحات دموية بلون الدم الغامق واللزج ، هو بالنسبة له شيئ من شيئين تبرير هو يُصدقه و أمل يراوده يشعر بحسيس ناره بين أضلاعه. وحدوا صفوفكم ، شعاركم ، قرع نعالكم ، نغمات بُكاؤكم ، وترنيمات ضحكاتكم ، والأهم خطوات العصيان المدني والزحف ينبغي أن تكون موحده بدقة متناهيه وبغير هذا سيعبث بما تبقى له في علم الغيب من وقت وسيكون حريصا ولأول مرة في حياته على شيئ إسمه الوقت.


بلغة الربح والخسارة يمكننا القول بأن دماء الثوار الطاهرة والغالية تنزف لكن بترتيب زمني لا يبدو منظما بمعنى أنه بقليل من التنظيم وتوحيد الزمن بساعاته ودقائقه وثوانيه في جميع الساحات يجعل من نزيف دم الثوار محدودا وذا فعالية ويقلل من حجم الخسائر مع تحقيق الأهداف وهذا غالبا ما يُنسب الى مثالية الثورات السلمية المباركة. لا شك في أن الثورة واحده ، والهدف واحد ، والتضامن والترابط واحد ، ولذلك ينبغي ان تكون خطوات الثورة في ما يتعلق بالزحف والعصيان موحدة منظمة كتنظيم وتوحيد الثورة بشكل عام.


وبلغة العصر والواقع النجاح عبارة عن إنسجام في الأهداف والآليات والتوقيت ، فبدون هذه العناصر لن يكون بلوغ مرتبة النجاح النسبي ممكنا ، وما أحوجنا في ثورتنا هذه الى إكتمال إنسجام التوقيت بإنسجام الأهداف والآليات كذلك حقنا لدماء الشباب الحُر والناس البسطاء الباحثين عن لقمة العيش والكرامة الإنسانية في وطن الإيمان والحكمة.


قُرابة الثلاثة أشهر وأعداد الشُهداء بالمئات والدم أصبح يُخضب ويروي تربة هذه الأرض في أروع الصور ، دخلت الثورة في مرحلة عض الأصابع وهي المرحلة التي تسبق النهاية بشعره ، فمن يصبر على العض يفز ويكسب الرهان والفوز هنا مقصود به إنجاح الثورة السلمية بلا دماء والهزيمة معناها إنجاح الثورة بمزيد من الدماء ، ولذلك لا معنى لأصوات السأم والملل في هذه الأثناء ، فالحق أنه لم يبق الا القليل فصبرٌ جميل مع تخطيط متكامل يدخل في إطاره المحافظات وساحاتها وسُبل التصعيد فيها حتى تكتمل الثورات وتتزين بالنصر الجماعي والمعنى الأعمق من الثورة وهي لم شعث الطاقات تحت هدف واحد هو اليمن وتطورة وإعادة بعثه من جديد على المستوى العالمي.


إقتربت ساعة الحسم ، وإقتربت الحاجة لإبقاء الثورة سلمية نقية ، وازدات الحاجة للتنظيم على مستوى المحافظات وتوحيد الخطوات والتوقيت ، فقوى الخير والجمال والحب والإبداع لا يمكنها بأي حال من الأحوال مساندة الشر والباطل وإزهاق الدماء لأن هذه سنة الله في الكون فهو رب الخير والجمال والحُب والإبداع سبحانه وجل في عُلاه.

الاثنين، 9 مايو 2011

الحالمه تعز ....

تعز الحبيبه تملكت القلب والفواد حتى صارت كلمات تحكى ومشاعر تسطر ...هذه ومضه وفاء لحبيبتي تعز اعترافا منى بالتقصير و طلب المسامحه من تخاذلنا تجاه قضاياها المصيريه...

ريح الصبابه لا قول ولا فعل ***
تطغى على القلب ارمحاً تــــرم
غزال العشق ملك الفواد فهل ***
عسى تُشفى اسقام كل ذي سقــــم
رماني فاصبحت اسير الجوى ***
ولرب عاشق اصبح من الرمـم
هي الحالمه كساها البهاء فلم ***
تبقي شبابا الا شاب حبا من الهرم

تعز يامن سكنتي مقلتي بك ***
نتوسل الرحمان لننتصر ونرتحم
يا عشيقه العشق الم تكتفي ***
ان جعلتي القلب تائها شـــاردا برم
تختالي على فوادي ساخره ***
ان الغرور عدلا يفني كل ذي حكم
يا نجمه زينت للسماء دجى ***
ان تتروكينا هُنيهَ نهيم بحبك نغتنم
يا زهره خضب الحب محياها***
تُرائين كحوريه زانها العقل والشيم
او كضبيه تركض زاهيه ***
حتي اذا ملت زهوها تنهدت لتبتسم

وما تدوير قطرات الندى الا ***
دليل على انك اميره الروابي والاكم
يا مسكن البسطاء لم نلام ***
في حبك ومن يذق هواك يدرك ويلتهم
يا مدينتي قد اسكر الحب من ***
ذاق شهد هواك فلا عقل هناك ينتقم
يامدينه التاريخ عذرا فكم ***
باع عزك بنيك من حاكم خائن ورم
روموك وياليت شعري كيف ***
داسوا شموخك فلا راس لك ولا قدم

من الماء سلبوك فعار حين ***
يموت بنوك عُطاشا فلا خصم ولاحكم
فلا اصحاب الشمال راضون ***
عنك ولاجنوب فكلا الحالين في عتـم
فلا طابت حياه وانت ذليله ***
و لا نرضي بحكم الاقدار والقســـــــم
اذا لم تنصف كل ذي مظلمه ***
وحقك في الاعناق والارواح والذمــم

ياقبله العلم غضي الطرف ***
فليس من خلق المعالي شكوى ولا لوم
الم تسمعي بحمله الاقلام قد ***
نور اليمن نحو العلاء قدما وراء قدم
الم تسمعي بجهابذه العلم من ***
قالوا لا للفساد هم صادقين
في الصرم

السبت، 7 مايو 2011

المشترك والحسناء


غلَقوا الأبواب
بخورٌ (كمبودي) مستورد
أناس يرتدون العقال والشماغ
وأخرون كالأشلاء المجمعه
كرافتات ملونه وشيلان باكستانيه
راودوا الحسناء فأبت
الفقيه يتلو عليها بضع آيات
فأبت أن تقبل
الأستاذ ردد زامل كان يحفظه
لم يُدرك أن الحسناء تكرهه
زادت عنادا فزادوا إغراء
وبخبراته الطويله ، جاء دور الإستدراج
بيد أنه نسي حيلة (الخيل والجُزر)
بالمناسبة ، هو لم يمارسها منذ زمن
فقد الفقيه صبره سريعا
غض بصره قليلا ، فاستعاذ!!
لكن دون جدوى ، فالحسناء مستعصمه
قالت معاذ الله فالدماء تسيل
والمستقبل المشرق يغني
البسطاء .. أمانيهم ، دموعهم
الفقراء .. أحلامهم ، أنغامهم
إنهم أحسنوا مثواي
فلن تغروني ... إني مستعصمه
أسبلت الدمع من مآقيها
قائلة المكر يُحيق بكم
وأنتظروا الأشد والأمر
لا تباري خائنا ولو تيقنت من قتله
ولا تحاور كاذبا ولو في بيت الله

الجمعة، 6 مايو 2011

الفن ابن الحرية!!


الفن ابن الحرية!!


قد يبدو الكلام عن الحرية بمعناها التي أراده الأديب الألماني حين قال " الفن ابن الحرية" سابقا لأوانه لا سيما في مجتمع قبلي تحت غطاء ديني في اليمن. القداسة لا تزال حاجزا معيقا أمام تحقق الحرية على مستوى من التعقيد ، تعقيدها يأتي من إجتماع الثقافة القبليه والغطاء الديني المسدل والحزبية الإسلامية المسيطره. كان هذا التأطير مقبولا ومعترفا به الى قبل الثورة الحالية وصار في أثنائها محل تشكيك وأصبحت قداسة تناوله تصب في خانات أخرى لها حدودها ومضلعاتها وزواياها.


ما يفهمه الإسلاميون هو أن الحرية تخلُصٌ من نظام طال عهده وظلمه ، إسقاط نظام لم يستطيعوا تحت ظله الوصول الى الحكم مع إيمانهم بعد كفرهم بالديموقراطيه وأساليبها ، جُل ما يعتقدونه عن الحرية ضيق في ابسط ملامحه ، في توقعاتهم لنتائجها ، وفي تخيلهم لمعانيها. ما نفهمه نحن أن الحرية وسيلة لإرساء القيم، لنشر الفن ، لتشجيع المواهب ، لإتاحة الحريات الشخصيه ، لإبعاد القداسة من رجال الدين ، لتحرير العقول من التبعية لفكر معين ولأشخاص معينين ، لبناء دولة ، للنهوض بالمجتمع ، للجمال والروعة والإبتسامة .


ما دفعني للتصريح بهذا علانية هو الإستشراء المهدد بالخطر لفكر الإخوان الذي يفهمه المنتمون الجُدد بأنه الإنتماء للإسلام والدفاع عنه ، ذلك أن الليونه التي تتمتع بها الأحزاب السياسية الدينيه تجعل من تحقق الغايات الدنيويه والدينيه –بمصطلحاتهم- تجتمع لتصبح قابلة لتحقق تحت تنظيم واحد هو الآن على مشارف عهد جديد بعد الإجهاز على صالح وحزبه الحاكم. حاشا لله أن يكون- كلامي هذا- تعمدا لإقصاء أحد لكنه دفاع عن الحرية ، عن المصداقية في الديموقراطيه ، هو بصراحة دفاع عن حقوق باتت تخاف إقصائها إذا ما وصل الإخوانيون الى الحكم. لا أحد يُنكر تشددهم – الا ما رحم الله- في قضايا معروفه للكل لاسيما في ما يخص الثانويات والقضايا الترفيهيه مما يجعل مجرد التفكير بوصولهم الى تسيير حياة الناس كابوسا مفجعا أعاذكم الله منه.


 تحامل الجمع المُرَبى على الإقصاء لوجهة نظر الإعلامية منى صفوان حين انتقدت – علانية- الأخطاء المتعلقة بالنهج الأصولي المتشدد الذي ضاق به المجتمع ذرعا وعمل بشتى الصور والوسائل على تفكيك الروابط والقوانين الإلاهيه التي تنظم المجتمع وتحافظ على توازنه تفكيكا رهيبا عمل على إعادة ترتيب الفهم المؤسِس لمجتمع يحترم أطرافه ، والأطر العامة فيه. مما لا شك فيه أن سيطرة الفكر المتشدد سواء المستند على الدين او القبيلة عمِل على إنهاك مواطن القوة في المجتمع وبالتالي نشأ الإنفصام الذي نعيشه الآن على المستوى العام. 


أصبحت علاقة الرجل بالمرأه علاقة حساسة تكتنفها غيوم الظن والميول السلبي وتُفَسر هذه العلاقة تبعا لذلك ، من السهل ملاحظه هذه الثقافة المزمنه في أماكن مختلفه لعل أبرزها مواقع التواصل الأجتماعي كالماسنجر والفيس بوك وغيرها حين ترى شغف الفضول يسيطر على مرتاديه وخاصة من الطبقة الوسطى للتعرف على البنات لغرض معرفة تفكيرهن واقامة صداقات مجرده بحته.


يُحزنني القول أن هذه الثقافة جاءت نتيجة لإرهاب الثقافة التي قادها الأصوليون الدينيون والقبليون ضد المجتمع ، فمنعت المرأه من حقها كمرأه وصورت في أذهان الأوساط أنها مجرد أنثى عليها ان تظل حبيسة البيوت ، فلا خروج حتى يأذن من لا يُرجى إذنه ، وبالتالي نشأ تصور يقود الناس الى التفكير وتحجيم المرأه بصفتها الأنثويه فحسب وكان تبعا لذلك حالة الإنفصام التي يُصاب بها كلا الطرفين حين تواجد فرصه او متسع من تبادل الآراء.


لم تُخطئ الإعلامية منى صفوان في توصيفها وإعلان إبتهاجها بالنساء اللواتي خرجن الى الشوارع مطالبات بحقوقهن ، كانت لفتة منها كريمة تستوجب الشكر لا الحشد وتناقل الفاظ البذاءه وإخراجها من الملة لتناولها حقائق لا تخفى على أحد. وبصراحة ، ما يجعل أكثر المتشائمين متفائلا بالثورة هو تعريف العلاقة بين قوى المجتمع والإعتراف بمواطن القوه والسعي نحو إستغلال هذه الطاقة لبناء يمن حر جديد شامخ ، ولعلني هنا أبارك للنساء الإعتراف بحقهن وبواجبهن في المجتمع كعامل أساسي وهذا من بوادر الخير التي تُرغم كل المترددين بالتفاؤل تجاه الثورة السلمية وصف الصفوف نحو الشروع في البناء والعمل.