الصفحات

السبت، 10 سبتمبر 2011

الى مدونتي في عيد ميلادها الأول : أحبُك جدا يا أنا بلغة الحروف!!

الى مدونتي في عيد ميلادها الأول :


أحبُك جدا يا أنا بلغة الحروف!!


يومٌ إستثنائي تتراقص فيه حروفي طربا و فرحا و إبتهاجا ، هو يوم عيد ميلادها الأول ، يوم قررتُ أن أهبَ لها حُريتها و أن تنطلق كالحمام البيضاء ترفرف في سماء الفكر و التلاقح الإبداعي المتسامح ... طربٌ و فرحٌ و إبتهاجٌ و غناءٌ يليق بهذا اليوم و بالفكرة الأم ، فكرة التشارك لأجل الآخرين...


"الإنسان تراكمٌ ثقافيٌ وخليطٌ من مشاركة الأفكار وتفاعلها وتلاقحها... قد ترتقي أفكارُنا - يوما ما- لتُكَوِن إنسانا يعي معنى االحياة ، معنى الحُب والتسامح ، معنى العيش من أجل الآخر... هي رسالة أحرُفها من نور لتجعل المجتمع نورا على نور ، تحت كنف الرحمان الرحيم الودود" ، هكذا هو مكتوب في الصفحة العليا من المدونة لتُمثل فاتحةً لكل التراتيل المندثرة على صفحاتها : سياسة و أدبا و نثرا و شعرا و فواصل مختلفة..


الإنسان إبداع رباني يتجسم بأشياء كُثر ، بخلقه و خُلقه و حتى في حروفه ، بيد أني تجسدتُ تجسدا حقيقيا في تلك الحروف المُعبرة عن عالم مخفي في هذا الجسد النحيل ، حروفٌ كانت أعظم من دلالات الحروف ، كانت تأخذني لأتحول بفعل قوانين الإنحلال الفلسفي لنورانية الكلمات فأجدني قد أخذت شكل حرف فكلمة فجملة فمقالا ، كنت أنا هناك حيث كانت كتاباتي تحاول أن تبتسم كما تعودتْ ، تحاول أن تتسامح كما تعودت ، تحاول أن تنشر الخير للجميع كما دأبت عليه...


وفاءً لتلك الأحرف لن أُطيل أكثر لأدعها تتوغل في فرحها  و غنائها ، فهو يوم مشهود بالنسبة لها على أن التقي بها غدا لنكمل الرحلة بخطة جديدة   و بأساليب جديدة و أفكار جُدد...

عيد ميلاد سعيد وكل عام و أنتِ تقتربين أكثر من حلمك و من تأدية رسالتك في الحياة...

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

استريحوا كي لا تضيع البقية

استريحوا كي لا تضيع البقية!!

عبدالرحمن العسلي

ما من شك بأن تسابق الزمن مع عجلته بات أشبه بأساطير هزيلة لا ترتقي أن تُسجل في مُجلدات الواقع و التعامل المنطقي مع القضايا ، ذلك و بعد تسعة أشهر من عُمُر الثورة المُباركة بات المشهد السياسي ينتعل حذاءً من عهنٍ منفوش و أصبح الوطن – تبعا لذلك- بقيةً يجب أن نحافظ عليها...


في المشهد الحالي تتكرر تراجيديا "العناد" لكن هذه المرة بين فريقين ندين ، ليس هناك طرف –هذه المرة- سيفاوض  على تمديد زمني حتى يُنجز مهمته كما فعل إبليس بقوله " أنظرني" ، بل خصمان سَخًّرا كلَ شيء جميل ، كل شيء حي وقودا لعنادهما الطاحن الذي أُوقد عليه بوعود بصبغة قبلية تؤمن أن الكلمة أمرٌ إلهي صارمٌ كــ قول " كن" وليس هناك مجالٌ للتراجع...


أحمد علي عبدالله صالح و شيعته ، علي مُحسن الأحمر و مُريديه ، يبدون اليوم على أتم الإستعداد لتقديم ما هو ممكن للإنتصار للنفس و للهروب من عيب القبيلة المُخزي ، عيبُ الهزيمة الذي لا يؤمن بلغة الأرقام و فقه الواقع ، و كلا الفريقين يجذب أنصاره بطريقة تقليدية تبعث الحيرة و الإشمئزاز في أوقات كثيرة...


الى الفريقين بالتساوي : استريحوا كي لا تضيع البقية... لازال هناك أملٌ و أملٌ مُتفائلٌ ببناء هذا البلد المُنهك بعنادكم و إختلافكم وعقلياتكم التقليدية المحكومة بخلفيات الغالب و المغلوب ، لازال هناك أملٌ أن تتكامل كلُ ألوان الجمال في اليمن فتبدو كقوس قزح و تكفر باللون الأحمر القاتم ، لون الموت الزُعاف ، لازال هناك بقية من أمل بأن ينهض هذا البلد و يُعيد ترتيب أوراقة لمصلحة الفُقراء البسطاء...


استريحوا كي لا تضيع البقية فالبلد مُنهك بكل الحروب التي خيضت بإسم الدفاع عن كل شيء ، البلد مُحتاجة الى أن تأخذ قيلولة لتستجمع قواها و تُعيد بالتفكير جديا بهذا الإنسان الكنز ، تُعيد التفكير بالفقراء الذي يحلمون بوطن يحفظ كرامتهم ، يضمن مُستقبلا جميلا لأولادهم ، البلد بحاجة أن يمشي سويا على صراط مستقيم فينظر كيف تتسابق الأمم في الفضاء الفسيح ، فضاء العلم و التكنولوجيا ، فضاء النظريات النسبية و النانوتكنولوجي ، البلد بحاجة أن تكفر بكل هذا العبث الشيطاني المُمارس عليه من بيت آل الأحمر و الوشم الأحمر و اللحى الحمراء...


و إنصافا ، آن للقوى السياسية أن يُعيدوا رسم خارطة خططهم بغير أدوات العناد ، اليمن بحاجة الى كل فكرةِ خيرٍ حتى يتعافى من آلامه ، اليمن بحاجة الى كُلِ خطاب يدعو الى التسامح و حُب الوطن ، اليمن بحاجة أن توجه كل قنواتنا الإعلامية بكل أطيافها الى غرس القيم الإنسانية النبيلة و الكف عن التحريض و الإنتصار للذات ، الإبداع الأجتماعي في الكون كُله أختصر في الآتي " و اتقوا فتنة لا تُصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" ، الدمار سيحل على الجميع إن أراد ان يقدم ضيفا غير أنيق ، لن ينجو منه أحد ولو كان يألف ترديد الأوراد بعد كل صلاة ، وما جارتنا الصومال عنا ببعيد...


أسرفنا الكثير في صقل سيوف ومعاول الهدم بحجة او بدون حُجة والآن علينا أن نستفيق ، لازال هناك بقية من وقت حتى نُعيد ترتيب أولياتنا الوطنية العليا ، لازال هناك بقية من الوقت لأن نُجاوب ، مجتمعين ، على الأسئلة التالية : من نحن ، ماذا نُريد ، كيف نصل؟ ، لابد و أن نُغلب خطاب الجمع على الفرد ، فالوطن مجموعة أفراد لأجل الجميع ، هناك فرصة و قد تكون الأخيرة ، و بعدها سنغض أنامل الندم حين لا يغني شيئا...


لأجل الشُهداء ، لأجل الفُقراء ، لأجل البُسطاء ، أتقدم اليكم بكل أرقى معاني الخطاب الإنساني ، أتقدم اليكم بكل عظمة التسامح الإسلامي الحنيف ، أتقدم اليكم و أناشد فيكم إنسانية مدفونة ، ولا أجد غير تراتيل إبراهيم طوقان : في أيدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقية ، البقية تعني لشعبنا الكثير إن كانت لا تعني لكم شيئا ، خذوا دقائق معدودة و اغمضوا أعينكم و تخيلوا اليمن مُتقدما و متحضرا و لا معاناة لفقير فيه ، صدقوني ستشعرون بشعور ألذ من شعور الفوز بعد عناد ، شعور أسعد من إصدار الأوامر بالإجتياح و القصف و تعليم الناس الإحترام ، هو شعور أُقسم أنكم ستعيشانه لأول مرة في حياتكم ، فلا تخسروا حتى لذه المُحاولة!!


اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد!!

السبت، 3 سبتمبر 2011

يا شباب الثورة: الثورة تُغتال من ثلاث عصابات!!

يا شباب الثورة: الثورة تُغتال من ثلاث عصابات!!


بإنتظار مُفاجأة محمد قحطان الناطق الناري باسم اللقاء المُشترك ، يتراءى المشهد الثوري وكأنه في اللحظة الأخيرة من إتماما تجهيز دروع بشرية سيستخدمها اللواء علي مُحسن الأحمر بن الأحمر لفرض قناعاته وأجندته العسكرية التي تكونت على نار هادئة من العناد والتحدي بين أقطاب القوة ذوي العقليات القبيلية الرديكالية ، تلك العقلية التي تؤمن بالدوال التالية: حافي القدمين ، لن يحكم اليمن ونحن احياء ومن الجانب الآخر : علي محسن لا يستطيع الخروج من غرفته  ،  هو مُجرد ضابط عندي ...

اليوم شباب الثورة وخصوصا الحزبيين منهم أشبه بكبشٍ غيرِ عظيم يستخدمه الجنرال علي مُحسن للضغط على أحمر العيون من الفريق المُقابل تزامنا مع إنطلاق الناطق الرسمي ليُردد كالذي يتخبطه الشيطان من المس ، زحف الى المخادع ، مُفاجأت سترونها ، والرصاص المطاطي الذي سيرتد الى صدور طالقيه ... و اللهم لا شماته...

الجُملة الإستئنافية السهلة التركيب تقول إما أن نعترف -بصدق ثوري- أن الثورة سلمية أو عسكرية وعليه فإن لكل إعتراف صادق أدوات تحقيقه وسُبل للوصول الى الغاية ، فإذا كانت سلمية فلا معنى لوجود جيش يحمي الثورة كما هو مزعوم الآن لأن الثورة السلمية لا تتجه و لا تؤمن بالعنف أصلا بل لا تُبرره ، وإذا كانت عسكرية فلا داعي لكل هولاء المعتصمين في الساحات والذين أعاقوا أي حل يوصل البلد الى حالة الإستقرار ، أما ان تكون ثورة خلطت عملا صالحا وأخرا أحمرا فهذا هو التدليس والتضليل والفساد العريض...

تلك الجُملة الإستئنافية اليسيره تقودنا الى تسأؤل آخر وهو ما هو موقف الثورة من الحروب التي تدور على أرض أرحب وبعض مناطق محافظة تعز؟ ، إن كان هولاء يُضربون بسبب الثورة فلمَ تم السكوت عن عضو يُبتر ويُستأصل من جسد الثورة المترابط والمتراص البنيان؟!! ، و إن كانوا لا يضربون بسبب الثورة فما هي دواعي الحرب إذاً ؟!! ، إن الإجابة عن هذين السؤالين يختصر علينا مسافات ضوئية من فهم القضية ومن الدفاع المُقدس عن الثورة السلمية بعد تدخل هولاء المُفلسين تأريخيا وسلميا على حدٍ سواء...

و لِتوصيف ما يجري بِدقة ، تكونت عصبويات متناثرة  كلُ عصبة تدافع عن المصالح الشيطانية للأجندات المتنازٍعة لنهش جسد الوطن الطري ، فوجدت عصابات "الفيروسات" الثورية ، عصابات " المملسون" الثوريون ، عصابات "المريدين" للقيادات البلاستيكية ، ولعرض كل هذه العصابات سنحتاج لتناول كل عصابة على حدة كالتالي:

عصابات الفيروسات الثورية:

الفيروسات الثورية هي عبارة عن الأقلام الصحفية التي كانت تناصر النظام ولو سكوتا إبتغاء مصلحة و غالبا ما كانت مصلحة مالية ، خاضوا جُزءا كبيرا من معارك الدفاع عن النظام السابق بل وتزينه وتزيين مُلحقاته بشتي الطرق ، وأشهر هذه الفيروسات الفيروسات الصحفية -التي أصبحت فيروسات ثورية فيما بعد- خارج الوطن الذين كانوا يُزينون لمسؤلي النظام أعمالهم كشياطين شطنت فأصبحت قطعة نار ملتهبة لا ترى لها رأسأ ولا ذيلا...

خطر هذه العصابة يتمثل في خبرتها الموسوعية في التزيين والتخفي كالحرباء ، إنتقلوا نقلةً نوعية في دقائق معدودات من النظام الى الثورة فأصبحوا ناطقين رسميين و منظمي فعاليات و زعماء شباب تغيير و مالكي صكوك ثورية وتراهم بالغدو والعشي يسألون من شآوا سؤالهم المشهور : " هل انت ثوري والا عادك؟" كتلك اللعبة التي كان يهوها الأطفال في زمن غير بعيد ، لعبة "الغُماية" كما يحلو لذلك الجيل تسميتها....

عصابات المملسون الثوريون:

المُملسون الثوريون هم من حملوا على عاتقهم تلميع القيادات الفاسدة المنظمة للثورة كعلي مُحسن و شيوخ القبائل كعيال الأحمر وبعض أقرانهم ، شنوا ثورة مُضادة لتلميعهم بطريقة التلميس الناعمة ، ومن آيات تلميسهم المُقدسة التي اشتهرت " هم بيوت الثورة من عام 1948 الى 2011" ، " لتُجعل بيوتهم مزارات بعد سقوط النظام" ، "هولاء من نصر الثورة " ، " هم الأنصار الغير صحابيون لهذا القرن" ، وغيرها من الجُمل الإعتراضية المُتطفلة على لُغتنا العربية وعلى ثورة الصدق والصراحة ، ثورة الفُقراء والبسطاء والمساكين...

وللإنصاف كان تلميعهم ذلك بطريقة التمليس هادءا تارة و مُقززا تارات كثيرة ، ومن اهم منجزات هذه العصابة المُنظمة أنهم عملوا على صرف براءات إختراع لمن يصفونهم بأنهم ثوريون نُضج أي من يدافع عن كل مُنتجات هذه الفرق المنظمة للثورة ، فمن دافع عن المجلس الوطني فهو ثوري بحت ، ومن لم يرضَ به فهو مارق عن الثورة وأهدفها ، و مَنْ مَلَسَ لفاسدٍ فهو في التبرير أشد مكرا وتمليسا...

عصابات المريدين:

هذه الفئة هي من مُريدي الأحزاب يُصفقون لا يدرون لمَ ، يتعصبون لقرارات وتصريحات قادة الأحزاب البلاستيكيين خوفا وطمعا وخيفة ، لا هدف لهم و غاية سوى أن يُقال عنهم هولاء أتباع منظبطون تنظيميا ، يُجيدون التصفيق والهُتاف من غير سبب و بلا سبب و بإشارة كإشارات السِرك الخاطفة ، يتخذون قاداتهم آلهة ولا يشعرون ، جُلَّ ما يُدركونه هو إعلان التأييد و عمل ضجه وشوشرة في حالة إصدار بيان او تصريح ...

ما اتفقت عليه كلُ العصابات الغبية هو نصر الجنرال والشيخ والقائد البلاستيكي و نسوا هموم البُسطاء وتطلعهم ليمن جديد ، يمن يؤمن بالتعدديه والشراكة و حاجة الكل للكل ، اتفقوا حول هولاء الذين لم يُقدموا شيئا لليمن بل كانوا شُركاء لعلي عبدالله صالح في فسادة وتدميره للبلاد ونسوا ان يُساندوا من يمتلكون روؤى جديدة و تطلعات وطنية تسعى لإعادة اليمن الى دوره الحضاري و العالمي العريق...