الصفحات

السبت، 26 مارس 2011

صدق رسول الله...كذب الرئيس!!


صدق رسول الله...كذب الرئيس!!
جميلٌ أن يُنسف تأريخ العظماء من جاهل وذلك لإيجاد مبرر لمثل هذه الجهالات ، ومن المهين فعلا أن يُنسف تاريخ شعب وحضاره من جاهل لأن في هذه الحالة لا يمكن إيجاد مبررات من قبيل تلمس العُذر لأن تأريخ الشعوب لا تخفى على أحد.. هذه المره مميزه للغايه لأن بطلها القائد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إذ طالعنا في مقالته بالأمس على قناة العربيه قائلا : " الشعب اليمني قنبلة موقوته" ولا أدري والله هل أبكي أم أضحك!!.
منذ زمن كنتُ مشغوفا بقراءه مقدمات ابن خلدون فوجدت فيها ما يُبرر الكثير من الحماقات المنتشره في أوساطنا وذكر بالتفصيل المنطقي والمرتب الشعوب وميلانها وتركيباتها الجيوغرافيه والسيكيولوجيه وغيرها وكان اكثر ثناء على شعوب الجزيره العربيه. بيد أني اعدت قرأته وتفتيشه مرة أخرى لأجد تفسيرا لهرطقات " القائد" فوجدت تفسيرا منطقيا للقضيه عنده وعند الفيلسوف الآخر عبدالرحمن الكواكبي وبإختصار تكمن مشكلة فخامة الأخ الرئيس على مستوايين.
المستوى الأول يتعلق بثقافته القبليه والعسكريه حيث اجتمعتا معا مع جهل مركب الذي لم يستطع التخلص منه لعدم اكماله للمرحه الاعداديه حتى وهذا ما جعل الرئيس لا يُفرق بين التسلسل المنطقي للقضيه وتحور تعريف المشاكل عنده من – كما عرفه علماء مناهج البحث- أسئلة تحتاج لجواب ، او امور معقده تحتاج لتفكيك لأولوياتها او غموض يحتاج لأن يُكشف سره ، بل اصبح تعريف المشكله بالنسبه له هو رقص و مكر وخداع ولعب بأوراق وكروت ، فترتب على ذلك عدم الوصول الى الحلو بل ذهب الأمر لأبعد من ذلك فاصبح المشكلة غموضا يكنفه غموض ، وتعقيدا يعتريه تعقيد أكبر منه.
والمستوى الآخر وهو مترابط مع التفسير الأول الا انه يزيد عليه بوجود الحلقات المحيطه في فخامة الرئيس. فبحسب ما فهمته هو تأثير المحيط على الفرد ويُصنف التأثير إما سلبا واما ايجابا ، فمع وجود الجهل المذكور والاسباب المذكوره آنفا جعل من المحيط به أن يؤثر فيه سلبا عبر الولوج اليه من باب أن الرئيس أذكى وأشجع القوم فتُرجمت الأشياء هذه في العقل الباطني لفخامة الرئيس وأصبحت حقا يقينيا لا يقبل الشك وعلى إثر ذلك يتم حقنه بأفكار يرُيدها المحيطون فتبدو لفخامته أنها افكاره ومن عبقريته فيظن انه المخرج لكل الاحداث.
تفسيران يبدوان من وجهة نظري أنهما ينطبقان لحد معقول على فخامة الاخ الرئيس بعد النظر الي تصرفاته وتصريحاته الغير معده والغير مرتبه. ينتقل بين المواضيع والفكر بشكل غير منطقي وبغير ترابط موضوعي الى درجة يصل الى التناقض والهذيان في مواقف مختلفه. واذكر لكم على سبيل المثال ما ذكره بالامس من ان الشعب اليمني قنبلة موقوته وفي هذا تعد على حرمات وعلى طاقات وعلى حقوق لا يُسمح لاي كائن من كان التعدي عليها وان كان من كان ، لكن فخامة الرئيس يطلقها ببلادة مُحيره لكونه لا يعرف تأريخ اليمن ولا تأريخ شعبه ولا حتى ما يتحدث عنه ابن خلدون ان كان يعرفه.
فخامة الاخ الرئيس ذُكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وصف اهل اليمن بلين الأفئدة وأرق القلوب ومن يملك هاتين الميزتين لا يمكن ان يكونوا قنابل موقوته لأن القنابل رمز للعنف والقتل والدم فكيف لرقيقي القلوب وليني الأفئده ان يتجهوا نحو العنف ويتخذوه منهج حياة.
فخامة الاخ الرئيس ورد عن رسول الله صلى الله علية وسلم ان قال الايمان يمان والحكمه يمانيه فكيف لاصحاب الحكمه والايمان ان يكونوا قنابل موقوته تهدد السلم العالمي فالايمان والحكمة لا يجتمعان الا في شعب يحترم الآخر ويحفظ حقهم ، فوالله لن تجد احد خالط اليمنيين الا وقال عنهم انهم ارقى الناس كرما وتعاملا وحنانا وحكمة ورقة و امنا.
صدق رسول الله وكذب الرئيس فشعب اليمن شعب له تأريخه وحضارته التي ادهشت العالم وله عقلياته  وعلماؤه-التي لا يعرفها فخامة الرئيس- منتشرة في العالم كله وفي كل المجالات. في الختام كان قد خطر لي خاطر ان الرئيس ربما كان يقصد باليمنيين اي من يعرفهم ويخالطهم فعرفت ان هذا الخاطر من الشيطان لانه وحتى الذي يخالطهم لن يبلغوا ان يكون قنابل فهم يمنيين وان سرقوا وفسدوا فلن يصلوا الى ما وصفهم الرئيس به.



الأربعاء، 23 مارس 2011

الجمع بين التغيير والديموقراطيه نحو دولة مدنيه...


الجمع بين التغيير والديموقراطيه نحو دولة مدنيه
التغيير شيئ حتمي ، والديموقراطيه أساس الأمن والعدل والإستقرار المثالي الذي يضمن لكل طرف التعبير عن حقه وأخذه كاملا ، وللعمليتين كليهما ترابط لا ينفك مطلقا الا بإنتشار الفوضى والمصادره. من ضروريات التغيير أن يكون سلميا اي أن يكون عن إقتناع وبدون توجه وتفضيل للعنف المفرط ، ومن مقومات الديموقراطيه التفاعل وتغليب خطاب التسامح البناء لا لغه التخوين والعنف.
من أهم العوامل المؤثره على التغيير هو الوقت والالآلية ، فحتمية التغيير تقول أنْ لا حد سيتمر حتى النهاية ولو دامت الأمور لما وصلت لمن يملكها في الوقت الراهن ، والالالية قد تكون سلمية بوسائل إتفق عليها الناس وإما ان تكون بالقوة والإرغام . والديموقراطية تتطلب في الأول والأخير وعي يؤمن بحق الآخر ، وعي يضع نُصب عينيه أنه كما لي الحق بالتعبير عن حقي فللآخرين حق لتعبير عن أرائهم وحقوقهم.
ما يدور الآن في الساحة تغيير غير مقترن بديموقراطية سمحه ، تغيير مستمد حماسته من قهر عاشه الناس لسنوات متعاقبه ، تغييرٌ يُهيج بتذكر أيام الشقا والجوع والفقر والموت والحروب ، وإن كان حقا ، لكن في الوقت الراهن نحن نحتاج الى خطاب مُرشد مهذب. لا يعني بحال من الأحوال تقديم الثورة على أنها المخلصه والناجيه وبعد رحيل علي عبدالله صالح بإذن الله ستنقلب البلاد الى بلدة طيبة ورب غفور بعد الإعلان مباشرة وهذا من وجهة نظري لن يتحقق لعدة أسباب رئيسه تنقسم على مستوى معقد مركب ومستوى ثانوي.
المستوى المعقد المركب هو أن بناء الدولة يحتاج لجهد شاق من كافة أطياف المجتمع ، يحتاج لحس وطني عال ، يحتاج للتضحيات تلو التضحيات ، يحتاج لخطط وبرامج ودراسات تتوزع على المدى القصير والمتوسط والبعيد ، تحتاج لعمل دؤب من كل كافة المجتمع الصغير مع الكبير ولتآز الجهود كلٌ حسب موقعه. وقبل ذلك يحتاج الى إيمان عن إقتناع بضرورة بناء الدولة المدنيه التي تحفظ الحقوق وتوزع الواجبات وتكافئ على قد الإنجاز. ويناء الدولة كذلك يتطلب فرض هيبة الدولة والقانون بطريقة تمنع أي إحتكاك خاصة بعد الظروف الراهنه ، إنه يعني إستخدام الحوار ثم الحوار ثم الحوار بدون حتى التفكير للجوء للعنف وقوة السلاح وهذا بلا شك يتطلب وقتا وجُرعات تُعطى بنظام دقيق. وبالمثل كل الجوانب الهامه والحيويه كالتعليم والصحه والأوقاف ينبغي أن تأخذ الإهتمام الأوفر بعد التركيز على الإقتصاد والأمن وهذ من شأنه سيُمكن للأمور ان تتكامل ولكن ينبغي أن يكون تحت خطة زمنيه مدروسه بعنايه وهذا بالتأكيد سيأخذ وقته وزمنه.
قد يبدو المستوى المعقد المركب معقدا ومركبا لدرجة خطيره لأنه مربوط بقيادة لا بد وأن تمتلك ثلاثة أشياء رئيسيه هي الولاء الوطني المتأصل ، الحكمة المتزنه ، والتسامح وتغليب الحوار عما سواه ، وهذا وإن وجد لا بد أن يُساند ويؤاز بكل أطياف الشعب عن طريق وسيلتين : النقد البناء والمحاسبه الرقابيه. فبدون توفر قياده تحمل هذه الصفات يجعل من الصعب بناء الدولة الحديثه وإن حدث التغيير المنشود أي بعد رحيل علي عبدالله صالح.
المستوى الثانوي والمقصود به الثقافة الحزبيه الممهده للإنتقال للدولة المدنيه والتي وحتى هذه اللحظه تبدوا هشه رخوه بفعل الإنتقام الممنهج التي تستخدمه الأطراف السياسيه المتناحره ، بعلمٍ او بغيره، ما يحدث الآن هو تدمير للديموقراطيه التي هي جُل ما خرجنا به من حكم علي عبدالله صالح ، فعلى سبيل المثال أصبح كلُ شيئ سيئ يُنسب لحزب المؤتمر وتصويره أمام الناس بأنه حزب قائم على السلب والنهب والبلطجه والفساد بغير تخصيص . نعم قد أتفق معهم في بعض ما يقولون لكن حزب المؤتمر حزب له مبادئه التي تتناقض مع ما ذُكر آنفا وهو حزب الشعب والأقرب الى التسامح وعدم الإنخراط في أيديولوجيات عقيمه كما أنه الحزب الوطني الذي لا يرتبط الى قوة في الخارج لا فكريا ولا تنظيميا. وبالتالي عملية الإقصاء التي تتم لن تطال حزب المؤتمر فحسب ولكنها ستطال أحزابا وتنظيمات بنفس الطريقة إعتمادا على التضليل والإرهاب الفكري.
ما أريد قوله هو لندع العمليه الحزبيه والتعبيريه مفتوحه ولا نشركها في الإنتقام الأعمى ، وفي الوقت الراهن إن كان ثمة إنتقاد منطقي لا بد أن يوجه لمبادئ الأحزاب لا لأخطاء الاشخاص المنتميين ، حتي نمهد لأرضيه خصبه نستفيد منها بعد التغيير لبناء الدولة المدنيه التي لن تقوم الا على ارضيه الاحزاب والتعبير ضمن نطاق التعدديه والإيمان برأي الآخر وبحقه.
إن توضيح هاتين النقطتين للناس المحتشدين والمؤملين خيرا والمتفائلين يجعلنا أقرب للصدق منه للكذب وبالتالي نكون قد وضعنا اللبنات الأولى المبنيه على الصدق والوضوح للدوله المدنيه بتبين أن الأمر يحتاج لمزيد من الصبر والعمل ولن يحدث التغيير بمجرد رحيل علي عبدالله صالح حتى يتهيئ الناس للمرحلة المقبلة لا أن يُصابوا بالإحباط واليأس المدمر.

الجمعة، 18 مارس 2011

يا فخامة الأخ الرئيس: لا تكذب!!


يا فخامة الأخ الرئيس: لا تكذب!!
هي دماءٌ والدماءُ مقدسهٌ ، وهي حقوق والحقوق مقدسه ، هو عمل راقي والعمل الراقي لابد أن يُحترم ، هي تعابير ولابد للتعابير أن تأخذ وقتها . قد ألتمس لك العذر في كثير من الأشياء لكن هذه من الصعب تبريره ، من الصعب تصديقه ، من الصعب التضليل. حقائق تعلمتُها عن طريق البحث الطويل المدعوم بالتطبيق العملي وهي أن الكذب لا يُنجي ، فلا تكذب!! وأن القتل لا يُبقي فلا تقتل ، وأن الشعور بالذكاء هو غشاوة على العقل وأٌقل ما تُشبه به دفن النعامة لرأسها في الرمل وهي تظن أنها ذكيه.
المشهد منذ بداياته يحمل إدانتك ، تنقُلك من خطاب الى خطاب وإستخدامك لكل الأوراق يدل على إدانتك ، بدأت بالبلطيجه على تدرج ، فانتقلت للعلماء وتحميلهم المسؤوليه ، إتجهت لأنصارك ، فأرسلت البلطجيه ، فلجأت الى مالكي البيوت وقد يكونوا أدعياء ، وفي كل هذا إدانة لك. صدقني يا فخامة الأخ الرئيس الحل كل الحل ليس بالقتل ، وأعيدها للمره الألف لقد جربت القتل والرقص على رؤوس الرصاص في صعده ففشلت ، في الجنوب ففشلت ، لأن سُنن الكون تقول وبلكنة عربيه واضحه لو أن القتل هو الحل لصار العالم اليوم خاليا من البشر والمخلوقات ، الحل كل الحل بإحترام حقوق الناس ، دمائهم ، حريتهم ، وحقهم المشروع في الحياة كباقي الخلق ، لا يتذمرون من جوع فاتك ، ولا مرض لا يملكون علاجه ، ولا من بطالتة تأكل الأخضر واليابس . الناس يتطلعون لتشجيع إبداعهم ، لإعطاء كل إنسان مكانه المناسب فينتشر الإبداع لأن الكل يشعر بالمساواه فيتجه الكل نحو التطوير ، نحو التأهيل ، نحو البناء ، نحو الإعمار ، نحو الهجوع تحت كنف واحد وهو كنف الوطن ، وتحت إسم واحد هو إسم الوطن ، وتحت إنتماء واحد هو إنتماء الوطن.
يا فخامة الأخ الرئيس لا تكذب فإن الكذب هو المبرر وهو المحفز لسفك دماء الناس ، لا تكذب لأن الكذب هو تضليل النفس في المرتبة الأولى ، الكذب خداع للقيم والمبادئ قبل خداع الآخرين. لا تعبث بأرواح الناس لإقتناعك بانك قادر على الكذب فهذا أشنع الجرائم ، قد أعترفُ لك بقدرتك على الكذب ولكني أعترف أكثر بأن الناس قد أصابهم الملل من كثره أكاذيبك !! قد سمعوا شتى أنواع الكذب والتضليل من فمك... فمحاولة الكذب مجددا تُبرز غباء متعتقا ، وإستخافاً لا يُغفر ، وعدم إدراك لما يجري...
فخامة الأخ الرئيس ما يسطره المعتصمون هو نقطة تحول في تاريخ اليمن ، هو إنتقال من حمل السلاح في وجهك الى حمل الافتات المعبره ، هو إعتراف واضح من الكل أن العنف والقتل لا يأتي بخير ولا يوصل الي نتيجه ، واعجباه!! لقد فهم  هذا المنطق ملايين من الناس من شتى الخلفيات الفكرية ولم تستطع أن تفهمه أنت. والحليم من أعتبر بغيره لا من يُكابر ويستخدم التضليل والكذب.
قد تُدرك ما أقول آجلا أو عاجلا لكني والله أني مشفق على تاريخك الذي كان يشوبه بعض البياض والإيجابيات ولا أراه اليوم إلا متلونا بألون مختلفه أغلبها اللون الأحمر والأسود

فلتُعلموا كل المخافر


"فلتُعلموا كل المخافر
ليُهيئوا كل المقابر"
هو خطابُ المشيرُ!!
قد عمدته الأسره الحاكمه
وخُتم بخواتيم ملونه
كتلونِ كوافيهمُ العسكريه
هذا أمن عام ومركزي
وهذا قومي ونجده
وهذا قوات خاصه مدربه...
المهم أنه خُتم بكل الالوان
إلا لونٌ واحد أنكر البيان
وبدا كإنفصالي يفقه كل شيئ
بدا كبرغلي يكره المجامله..
بدا كقبيلي يكره الإستعباد..
بدا كشاب يحلم بمستقبل أفضل..
هو اللون الأبيض قائد المسيره
لقد نسي المشير تجنيد اللون الابيض..
********
و لُون البيانَ بالأحمر ، بالأخضر
وكذلك اللون الأسود الداكن...
وبعد ختمه بكل الالوان المذكوره
وبدت في البيان أنيابٌ مسعوره
تلى النجلُ الأكبرُ مطلعَ البيان:
"أن بسم الله وأنه من المشير
فلتعلموا كل المخافر
ليهيئوا كل المقابر"
وخُتم بتوقيع لا يُفهم منه شيئ
كأنها رساله لا يفهمها سوى العسكر
وقليل من البلاطجه المتأهبون
وثله قليله من الأصحاب بالجَنب..
*****
بدتْ قطراتُ الدم تسيل...
وهُيئت الأكفان ذوات اللون الأبيض
وبدا اللون حزينا لانه قرر الصمود
لكنه ومن جهالته نسي ان القتيل شهيد
وانه لن يُكفِن سوى المشير ذات يوم
لينتقم منه على قدر حقده
ويتهيأ لتكفين بنيه من بعده
فكلٌ حسب ما اقترف قتلا وسفكا
فالدماء لا تموت ، والارواح لا تموت
والحريه لا تموت ، والكرامه لاتموت
فاستعد يالونَ الابرياء للإنتقام
ولتهيئ  كلُ المخافر لتسلم البيان
ولتهيئ كل المقابر لتقبيل الأنام...




الاثنين، 14 مارس 2011

النعمان ومفهومي الكرامة والحرية!!


النعمان ومفهومي الكرامة والحرية!!

الفرق الجوهري بين كثير من الإنتماءات البشريه بجانب العوامل البيولوجيه والجينيه هو ثوارنهم تحت خط مختلف بحيث لا يقبلون ما وراءه. قد يغضب العجم على مال مسلوب ، وقد يغضب الأفارقه على لقمه عيش ومما يُميز العرب والمناطق المجاوره لهم هو ثورانهم على كرامتهم والشعور بالذل.

قد يصبر الإنسان على أقوى وأصلب أنواع الضغوط حتى إذا ما جاء الأمر لموضوع الكرامة والحريه فقد لا يستطيع الصمود سوى ثوانٍ حتى يُسلم نفسه لثوران الداخلي المعبر عن قوى كامنه تعشق الكرامه التي وهبها الله للإنسان . وبين ذلك وذاك ، قد يُعلل كل شيئ بالكذب والتضليل إلا تعليل إحتكار الكرامه والحريه لدى اي جهه وإن كانت دينيه او ربانيه فحينها فلا قيمه للكذب والتضليل لأن الكرامه والحريه نابعه من الذات فلا تقبل اي تدخل خارجي ولذلك سُميت حرية اي تحرر من كل القوى الخارجيه التي تحاول مسك زمام الإنسان والتحكم به وفق هوى تلك القوى وسعادتها.

وإنطلاقا من ذلك ، ممارسة الكذب والتضليل على ذوي الفضل والسعي لتشويه تاريخهم هو أعتى وأشنع الجرائم التي تمارس ضد الحرية والكرامة لا سيما إذا كان الكذاب والمُضلل ذي باع في مجال الكذب والتضليل وأصبح كعرقوب يضرب به المثل بين الناس. لفت إنتباهي خبر ورد في الصحيفة الإليكترونيه " المؤتمر نت" ليوم 15 مارس 2011 تحمل خبر تكذيب إستقالة عبدالله احمد نعمان ومنتقصين بنفس الوقت من قيمة الخبر. أنا لست هنا بصدد الدفاع عن رموز كهذه -لإنها لا تحتاج لدفاعي أنا - بقدر ما أستهجن بما تُملي عليَ كرامتي وحريتي بعض ما جاء في الخبر.

ضمن الخبر المنشور " وذلك حتى يتمكن من الاقامة والحصول على إعانة مالية شهرية وجه بها فخامة رئيس الجمهورية له تقديرا لظروفه ومن جانب انساني" وفي هذا تضليل محض وجب دحضه ، متى كان الوطن ملكا لعلي عبدالله صالح حتى يمنح من يشاء ويقدر ظروف من يشاء ، لقد تناسى كاتب الخبر أن الرئيس علي عبدالله صالح فردا من أفراد هذا الشعب وإن كان منح السفير السابق شيئا – كما ذُكر- فمن خيرات الوطن التي هي ملك لليمنيين لا لعلي عبدالله صالح.

من المعضلات المزمنه نسيان التأريخ والحقائق ، ومن الخزي والعار نسيان أن من يتكلمون عنه هو  السفير عبد الله النعمان، نجل احمد النعمان، عضو المجلس الجمهوري ورئيس الاسبق وشقيق الشهيد محمد احمد نعمان، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي اغتيل في بيروت عام 1974 وحفيد الشهيد عبد الوهاب النعمان الذي اعدمه الامام اثر فشل الثورة الدستورية عام  1948 ، هو من أعرق الأسر على الإطلاق في تأريخ اليمن ، لم يؤخذ عنهم يوما سرقه مال عام أو نداء بطائفيه او تعصب أعمى ، كل ما قدموه هو وطن بمعنى وطن ، كل ما قدموه هي دماؤهم الطاهره في حين أقرانهم من الأسر الأخرى كان كالطفيليات يقتاتون من دمائهم ليصلوا الى الحكم. عجبا! كم هوالظلم عندما تُشوه هذه الحقائق على مرى ومسمع الكل من دون حياء ولا حتى إستحياء!!  ولا أجد أروع من وصف الموقف ألا بكلماتهم حين قالوا هم:

تمشي الوقاحة في ارضي مبجلةُ *** كأنها تحفة من اندر التحــفِ

أقولها كشاب يُقدر لآل النعمان حقهم ، كشاب حُر لا يقبل التضليل ولا الكذب حتى على الرئيس نفسه ، أقولها كيمني كريم تعلم حب الوطن من بيت النعمان لما سطروه من اروع المواقف وأثبتها على الإطلاق ، لقد والله قلتم وصنعتم وأتممتم واجباتكم على أكمل وجه ، وأنتم تاج يُوضع على الرؤس في زمن الكذب والتضليل وجعْلِ اليمن ملكا لعلي عبدالله صالح يهب من يشاء ويُقدر من يشاء وينزع الوطنيه من مَن يشاء وينسف تأريخ من يشاء.

لا بارك الله بمن يسمع الكذب والتضليل ثم يقبع صامتا ، ولا بارك الله في كرامة وحرية تختبئ في الأحشاء حتى يوم النشور ، ولا بارك الله في أيدٍ مارست ودعمت الكذب والتضليل زورا وبهتانا. ولا زلتُ أتذكر قول الإمام الشعرواي ، لا يوجد صراع بين الحق والحق لان الحق واحد ، لكن الصراع كل الصراع بين الحق والباطل وحتما سينتصر الحق لأنه لا يُمارس الكذب والتضليل فحبال الكذب قصيره مهما بدتْ للكذابين أنها طويله ممتده .





السبت، 12 مارس 2011

قد يكون الغلو حلاً!!


قد يكون الغلو حلاً!!

إثر التراكمات الثقافية منذ عقود سالفات التي جاءت نتيجة تفاعلات زمنيه قُيدت - آنذاك - بتأثيرات المحيط ولنوعيه التعامل مع الظرف ، نجد الآن نتاج تلك التفاعلات بشكل واضح وجلي على كل المستويات. ورد الغلو في مختار الصحاح بمعاني عديدة وكان من ضمنها الزيادة في الحد ، أي زيادة عن الشيئ الطبيعي ، والغلو في مجمله ممقوت وغير مرغوب ، لكن قد يكون ضروريا وملزما كحل معاكس في حال انتشار الغلو في اماكن اخرى ، فلا يقاوم الغلو الا الغلو المعاكس وهذا ما سنستفيد منه في نقاشنا هذا.

شهد العقدين الأخيرين سيطرة  ثقافات وأفكار مُختزله على الساحه الثقافية الحاليه ، فما بين تشدد أصولي ، وإقصاء مزمن ، وإنتماءات عصبويه ، وتغليب مبداء التضليل والخداع ، تنافست القوى المؤثره في المجتمع وكان تبعا لذلك تبديدٌ للطاقات ، وغلو في الحكم ، وتشتت يُرى بعين الأعمى!. . قد يبدو الأمر مستفزا نوعا ما حين تُناقش في مسألة معينه وعادة ما يُربط النقاش بحواجز وعوائق لا تستوعب العقل والمنطق.

قد يكون الغلو حلا لتفكيك مثل هذه الترسبات الثقافيه ، وقد تكون المواجهه مهمه للغايه مواجهه ليس بالقوة وبالعنف ولكن بالحجة والتفنيد... هناك ترسبات مزمنه جعلت من كل أنواع الإبداع مقيد بفكر معين هو الناطق بإسم الإلاه فلا يعطي الناس حرية او تعبير عن الشعور الا بقدر ويصاحب هذا إرهابا فكريا منظما لا يدع للمرء ان يصرخ امامه من الألم.. من الغبن إنكار هذا ومن ألا مسؤولية عدم مواجهة هذه الأفكار كل بحسب موقعه...

لقد حُرمنا الإستمتاع بالإبداع لمجرد أنها لم توافق موافقة البعض ، ولمجرد أنهم لا يُجيدونها ، كم شعرنا بأوجاع المعارك الضارية لمجرد سماعنا البلبل أيوب طارش وهو يصدح قائلا " يا حب يا ضوء القلوب" ، ولكم تعرض الموقف لمزيد من الإرهاب الفكري وربطه بكل انواع الإجرام لمجرد سماعنا للمبدعه روينا صلاح وهي تشدو بـ " عاده صغير يربونه" ، ومما يظهر لي أن التأصل في ربط الأشياء بعموم العموميات هو ما جعل المتربصون يجعلون من كل شيئ خطأً لا يُغفر!!.

في مجتمعاتنا البسيطة التركيب نجد الغلو في التصنيف والتشخيص يحتل معظم العقليات لا سيما في الجانب الإجتماعي ، فهذا "مطوعي" منعزل ، وهذا مؤتمري فاسد ، وهذا إصلاحي مصلحي ، وهذا إشتراكي يساري ملحد ، وهذا ناصري يسبح في سبات تمجيد عبدالناصر ، وهذا كله يستجلب الإقصاء ومهاجمة الآخر بدلا من إيجاد نقاط مشتركة للحفاظ على قوة المجتمع الواحد ، المختلف الروؤى ، ومما لا شد فيه ان هذا جاء كنتيجة للغلو في الحكم والتشخيص.

على الجانب الفردي ، إغتيال الشخصيات يعتبر من أهم الأشياء التي يُجيدها الكثيرون ، فلن تستطيع إبدا أبداعك الا اذا نسف الآخر لكون الوصول لن يكون الا على حساب الآخر وهذا من المؤسف القول أن هذه الثقافة شملت حتى مستوى الأفراد. من المبالغة نكران هذه التصرفات على كل المستويات والإقصاء المتعمد الذي لا يستفيد منه المجتمع على حدء سواء ولا الأفراد ولا أي قوى داخل المجتمع الواحد بقد ما يورث الحقد والكراهيه وهنا نرى نتائجه بيننا على كل المستويات.

قد يكون الغلو حلاً لحل مثل هذه المشاكل العالقة ،  فعن طريق الغلو في نشر كلمات الحب ، ونشر الموسيقى المعبره ،و إعلاء رايات الفن والأغاني المتزنه التي تملك هدفا ورساله ،و قد يكون الغلو حلا من خلال دعم الإبداع كل الإبداع بغض النظر عن بعض السياجات التي فعلها الفقهاء قديما والمقلدون حديثا ومهما كانت تبريراتهم المعتمده على الارهاب الفكري والنقاش من خلال " إتق الله " و " تب الى الله" لا من خلال النقاش المبني على الحجج والبراهين.

قد يكون الغلو حلا عن طريق تعفيل نشر ثقافة المسامحة وإلتماس العذر لكل طرف والسعي الحثيث برحمة وإحترام لنشر الثقافة والأفكار الإيجابية تعميقا لفطرة تكره الإقصاء والمراقبة الإلاهيه التي يقوم بها البعض تقيما وحكما وتشخيص الناس على نواياهم ألا مرئيه. إن الغلو في ذلك يعني الوصول للتوازن الذي يحفظ للمجتمع حقه ، ويساعد على البناء والتكامل في المجتمع الواحد ، تكاملا يشارك في كل فئات المجتمع والقوى المؤثره فيه وبالتالي بناء دولة ذات اركان قويه متكامله لا تشتت فيها ولا تفكك.













الثلاثاء، 8 مارس 2011

في يوم ذكراك يا حبيبه!!


في يوم ذكراك يا حبيبه!!

نعم نعم!! كن أكثر شجاعة ولا تبتئس بظنون البعض... لازلت أذكر فعل الأمر "كن" ولكأن العنفوان يبتسم ليحمي الجمال ولعمري أن كلماتها تلك تختصر جبالاً من الحكمة وإختصارات لم ندرك كنهها!!

نعم يا حبيبه.. الشجاعة هي إعلاني أني قتيلك وكفى .. عشتُ جبانا بما فيه الكفاية .. لم أستطع البوح ولكأني طائر يغرد وجناحاه داميتان... سحقا يا حبيبتي !! لقد جعلت منا ثقافة مجتمعنا " دمىً" بالية لا يُرى منها سوى هيكلٌ شاحب ، وتفاصيل مُختزله ، لا أنكر هي بلوى.. لم نمتلك الشجاعة الكافية للصراخ في وجهها قائلين " إرحلي وعطفي فرشك!!" لم نستطع أن ننتصر على أنفسنا لنقول لها وبصوت واحد لسنا مجرمين بقدر ما نحن عُشاق ، بقدر ما نحن مستجيبين لفطرة كامنة تمقت الجنوح الحيواني وتعلي من شأن السمو الروحي ... لم أحبك لكونك أُنثى – وإن كنت تُحَبين لذلك- ولكني عشقت روحاً ترسم ألون البنفسج في أرجائك ، وتنشر عبق "البُن اليمني " الداكن بين جناحيك ، يا إلاهي!! كم هي حلوة تخرج من ثناياك عندما تقولين " أعشقك لانك انت" ، هي كروعة قرويةٍ تحرث في الأرض إبتغاء رزقا حلالا ، وهي كجمال أمٍ تُعلم طفلها الأحرف الأولى من اللغة الإنجليزيه تمهيدا لتعليمه فنون الحساب وتعقيداته ، هي بإختصار بيانُ الجمال عندما يتلوه إنسان صادق فتتراءى نسماته كفراشات العالم الخفي تُصور إبتسامات الخلائق لتوثيقها في كتاب الروعة والجمال البشري..

صدقيني قد أبالغ لكني كنت صادقا ، لستُ من عشاق القدح الظالم ، لكني مصاب بروعة كلماتك المنطقيه ، بأناقة تعاملك ، وفك شفرات النفوس كفيلسوف قضى جُل حياته يبتكر نظريات جُدد... لانك أنت أسوق لك هذه الكلمات عساها تكون شاهدة لي على نشر الجمال إنصافا له بعد هجره ، ودفاعا على رسالات الإلاه التي تم تشويهها ، وشعور جامح نام خوفا منذ سنوات خاليات...

أيتها الشريفه ، قد حال المجتمع وثقافاته بيني وبينك لا لشيئ ولكن لقناعات تكونت في أفئدتهم ، وأوهام علقت في أذهانهم ، ليقولوا لي ولك أن لا مساس!! ولو من وراء حجاب .... لسنا شياطين لهذه الدرجة ، نحن بشر لا بد أن نحترم آدميتنا من تلقاء أنفسنا ، كنت مشتاق أن أخاطبك وأقول لك : كيف حالك؟! ماذا تحتاجين يا سيدتي!! مكرمة لا مهانه ... ذلك حقك علي وذلك واجبي تجاهك...

لا أملك أن أقولها لك إلا عبر هذا الفضاء المغلق ، هذا الفضاء الإفتراضي ... لقد حالوا بيني وبين قولها ... أقولها لك وأنا أومن أني أعظم من أنظر لك كأنثى ، أقولها مغلفة بكل معاني التقدير والإحترام والتكريم : كيف حالك؟!! ماذا تحتاجين يا سيدتي؟!!

سأقاتل ثقافة حالت بيني وبين قولها لك بصدق.. وسأحارب ثقافة جعلت مني مجرما حين أخاطبك عارفا حدودي ... سأقول لكل الثقافات تباً وسحقاً إن شكيتي في رُقي وإيماني بإنسانيتي ... سأفني حياتي أحاربها كتابة وتعبيرا في كل المجتمع حتى أرى الإحترام بين الذكور والإناث لا يتعرض للتشكيك ، وسأرتاح حين يخاطب الرجل في المجتمع نصفه الآخر ويقول : كيف حالك؟!! ماذا تحتاجين سيدتي؟!!

















الأحد، 6 مارس 2011

يا شباب التغيير : الإحراق ثقافه عمياء!!


يا شباب التغيير : الإحراق ثقافه عمياء!!
لم يجد ثلةٌ من الشباب المتحمسين للثورة  التعبير عن غضبهم سوى إحراق بطاقة المؤتمر الشعبي العام وهذا إن كان جزء من التعبير عن الأحاسيس الكامنة بلغات البعض الا أنه يعتبر إقصاء وفعل أخرق لا يعبر عن تطلعات شباب يقودون التغيير أملا في قيادة بلد يضم بين جوانحه أطياف مختلفه وأفكار متباينه. نعم أحرقت البطائق اليوم وستحرق الأجساد غدا إذ أن منطق الإقصاء والغلو في الإنتماء يبدء من أشياء صغيره لا تكاد يُعمل لها أي حساب وسرعان ما تتطور الى أن تصبح فتنة عظيمة وفساد كبير. لنتفق كلنا أن الوقت حان لرحيل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ولنتفق كذلك إنتقالا سلميا للسلطة يتم عن طريق حفظ حق الشعب بإختيار ممثله ولنتفق أكثر على البعد عن النكايات السياسية وخلط الأوراق.
في الثقافه الحزبيه لا بد احترام حق الآخر في الإنتماء ، في إختيار توجهه ولا ينبغي بحال من الأحوال إلصاق التهم جزافا على حزب من الأحزاب إجمالا بصنع أشخاص معينين وفئة قليله ، كيف لنا أن نؤمن بالحرية والإقصاء المشين لحزب المؤتمر بعيدا عن فاسديه يحدث عيانا أمام الملا ولا أحد يحرك ساكنا إزاء هذا الفعل الذي لا يُسيئ لحزب المؤتمر ولكن يُسيئ في الدرجه الأولى للديموقراطيه والحريه والعمل الحزبي الراقي. حقيقة تُقال ، لم يحسب على حزب المؤتمر أنه قام بإقصاء أحزاب أخرى على مدى العمل الحزبي ، نعم هناك فساد يتحمل الجزء الأعظم منه حزب المؤتمر كونه الحزب الحاكم لكن ما يُحسب له هو حفاظه على حقوق الخصم في الإنتماء الحزبي والتعبير عن الأراء الحزبيه بحياديه تامه.
على بعد عشية أوضحاها تفصلنا عن قوى جديده قد يفرزها المجتمع نرى أن مقدمات هذا التحول تتسم بالغلو والتطرف ، كل الأعمال البلطجيه تنسب لحزب المؤتمر ظلما ، بطائقه تُحرق أمام الجموع المحشوده ، وكل أنواع التضليل والتخوين تنشر ولا عاقل ينتقد ذلك إنطلاقا من الحفاظ على الوعي الحزبي وإحترام إنتماءات الناس. لنواصل الرُقي في المطالبة بالحقوق والسعي نحو التغيير ، ولننبذ الغلو والتطرف في نقل الأفكار ، فلكل واحد حرية الإختيار وعلى الآخر إحترام حرية الآخر وكل هذا من المسلمات التي يجب الإيمان بها للوصول نحو مجتمع راقي يحترم بعضه البعض غير مغلبين لغة التطرف والإقصاء والعنف.
كلمات لا توصف مليئة بالروعة والدقه قالها القائد الراحل رحمه الله تعالى الشهيد إبراهيم الحمدي في خطاب ألقاه قبل إستشهاده بحوالي أسبوعين حيث قال" لست ايها الاخوة اليوم منتهزاً للمناسبة لاتحدث مزايدة عن الديمقراطية يعلم الله ان الديمقراطية والعدل يجريان في دمي ، ولكنني أتحدث عنهما وأقول لكم ان من قد يتظاهرون بالتمسك بهما لو اتيحت لهم فرصة الوصول الى السلطة لذبحوهما من الوريد الى الوريد.." ولم يكن مخطئا حينها لأن ثقافة الإقصاء والوصول على حساب الآخرين لازالت متأصله في المجتمع كتفكير فلن تستطيع الحصول على شيئ الا اذا تم تشويه الآخر وهلم جرا.
تقديم النفس أو الخطاب السياسي على انه الخطاب الأصلح والمثالي وما عداه فهو الدمار لا شك بأنه سيجعل من القوى الساعيه لنفس الهدف أن تفكر بنفس الأسلوب وسيعم الفساد السياسي الذي لا نتمناه لا سيما ونحن نتطلع لبناء دولة مدنيه قادره على المنافسه في المنطقه والعالم ، وبالتالي الإبتعاد عن التخوين والإتهامات المبالغ فيها طريق لإحقاق وتمكين العدل والإنصاف الذي بهما ينال الأنسان حريته الحقيقيه الكامله.
ولا أجد ما أختم به سوى أسس وقواعد صاغها الصحفي فكري قاسم في إحدى مقالاته قائلا" انه من الواجب علينا جميعا أن نقدم للناس خطابا معززا بقيم المحبة والجمال.. علينا أن نبتكر العبارات الأكثر جمالا ونبتعد قدر الإمكان عن صيغ التخوين والتقليل من شأن الاخر ايا كان طرحه."

الخميس، 3 مارس 2011

الإستقالات الحزبيه والثقافه العقيمه!!


الإستقالات الحزبيه والثقافه العقيمه!!
من أبجديات القول أن الفكر يعتبر أداة من أدوات الإنسان الراقي -كمخلوق- لتنظيم حياته بما يحفظ التوازن الذي لا بد أن يقوم لديمومية الحياة وإستمرارها. والفكر مجموعة مترابطة من الأفكار المتجانسه تُنظم الخطوط العريضة لتفاعل تأثيراً وتأثراً في المجتمع المختلف القوى والرؤى ، ومما لا شك فيه أن قدرة الناس على التفاعل تختلف بإختلاف البرامج والآليات المقدمة والمطروحة لهم ولذلك يزداد المجتمع قوة وتفاعلاً ديناميكياً بكثرة وحيوية القوى الموجودة فيه.
حزب المؤتمر الشعبي العام إحدى هذه القوى المؤثرة على أرض الواقع وله برامجه ومبادؤه التي ينضوي تحتها أي منتم لهذا النوع من التنظيم وتبعاً لذلك يُقيم المنتمون له وفق مبادئه وأدبياته الرئيسة وليس العكس ، لأن العكس لا ينطبق مع الواقع ولا يحقق الحد الأدنى من الإنصاف وهذا سائر على كل التنظيمات وحتى الأديان السماويه. ولعل من أشد الأمراض الفتاكه التي تؤثر تدميرا على الفكر هو عدم الفصل بين الرجل الأول في الأحزاب ومبادئها وقواعدها التي بُنيت عليه ، فكل نجاح يحدثُ ينسب للرجل الأول وكل فشل يحدثُ ينسب الى التنظيم وأفراده وبالتالي خلق عملية من التفريغ الديموقراطي والحضاري لمنطق الأحزاب والتنظيمات أيا كانت ، وهذا ما يُعرف بــ"النكاية السياسية" التي تتخذ من تدمير الآخر طريقا لأخذ مكانه من غير إنصاف أو إحترام لقناعات الناس والطريق المشروع لذلك.
ومن المؤسف القول أن هذه المعضلة تفاقمت حتى وصلت الى مستوى الأوطان من حيث أن الوطن لا يُمثل الا بشخص واحد وكذلك كل ما يُتعلق ببناء الدولة وتطورها مرهون برغبة شخص واحد وهذا تناقض لا يُغفر إذ أنه إستغلال للنظام الديموقراطي لفرض ديكتاتورية مغلفه بغلاف ديموقراطي ، ومن وجهة نظري جاء هذا كنتيجة لإفراغ العمل الحزبي والسياسي من محتواه فلا المنضون تحت مظلة الأحزاب حاسبت ممثليها على برامجهم المطروحه ولا الممثلون طبقوا تلك البرامج فأصبحت الرؤية ضبابية في فضاء معتم!!.. وهذا بصورة أو بأخرى – مع نكران البعض- لا يتعلق بحزب المؤتمر فحسب بل إمتد الى أحزاب أخرى وتنظيمات أخرى.
وفي خضم الأحداث الأخيرة تداعى عدد من المتميين لحزب المؤتمر على تقديم إستقالاتهم الجماعية والفردية وأُعطي الأمر أكثر من حجمه -مع كامل الإحترام الكامل للحرية الشخصية في الإنتماء- لكن هذه الظاهرة تُنذر بعقم سياسي وبثقافة سياسية تكون معدومة ولابد من مناقشة هذه الظاهره لأجل بناء مجتمع ديموقراطي. ما أستطعت فهمه من بعض المستقيلين هو رفضهم الكامل لقمع المتظاهرين السلميين وبالتالي هو تأكيد لدعم الثورة الشبابيه ، وفي وجهة النظر هذه تضليل محض إذ أن عملية البلطجة لا يقوم بها حزب المؤتمر، والكل يستنكر مثل هذا الفعل الا إنساني ، وإضافة لذلك، الوقع يتطلب رحيل فخامة الأخ الرئيس ولكن بطريقة سلمية، فجميع الشعب سواء كانوا مؤتمريين أو غيره متفقين أن البلد لا بد أن يتجه نحو البناء ومتابعة الخطى نحو ترسيخ مبادئ الديموقراطية والأمن والإستقرار ، وليس الأمر مقتصر على حزب دون حزب ولا لجهة دون أخرى .
ومما يجدر الإشارة اليه أن ما حدث من فساد هو نتاج ثقافة يتحمل وزرها المجتمع في المرتبة الأولى وإلا لما وجد فساد منتشر ولا رشاوي لا حصر لها ، لو أن ثقافة التوجه نحو بناء دولة مدنية موجود لما إستطاع فرد فاسد من مسك زمام الأمور في أي مصلحة حكومية أيا كانت ، وبالتالي الفساد مشترك يحتمل نتائجه كل من شارك فيه ونتيجة لذلك لا بد أن يُستنكر ويرفض الفساد بكل الوسائل والطرق بعيدا عن التحجيم وربطها في التأطير الحزبي فالفاسد فاسد ولو كان راهبا متنسكا.
إنه لمن غير المنطقي ربط كل ما يحدث في حزب المؤتمر بشخص فخامة الأخ الرئيس وبنفس الوقت لا بد وأن يتحملوا جزء من النتائج التي وصلنا اليها ، وكذلك ليس من الإنصاف إلصاق كل مشاكل الفساد والبلطجة بحزب المؤتمر وتصويره على أنه حزب لا يؤمن ألا بمثل هذه الأفكار فهذا ظلم محض ولن يؤدي الا الى تفكك في العمل السياسي وثقافته ونشر ثقافه "النسف" لكل تنظيم لم يؤمن بما يومن البعض ، إنه وبلا شك سيؤصل لثقافه ظالمة لا تقوى على بناء وطن قوي خالي من الجوع والخوف ، ولن يمكن الديموقراطيه كبديل منصف ومهيئ لعملية البناء والإنطلاق.
إجمالاً، ربط الوطن الواحد بشخص واحد ، وربط الحزب بفرد واحد ، وربط كل شيئ بأنسان واحد هو دمار يوشك أن يقع ولا بد من دحر مثل هذه الثقافه والدفاع قدر الإمكان عن الأحزاب ومبادئها عن أخطاء بعض المنتميين لها ، على أقل تقدير في هذه الأيام حتى نؤسس لعمل ديموقراطي يحترم أطرافه بعضهم البعض وبعد ذلك إرساء مكامن المسآءله على مستوى الأفراد كلٌ تحت إطار حزبه وتنظيمه حتى لا تُستخدم الديموقراطيه لإستعباد الناس والتضليل.