الصفحات

الأحد، 6 مارس 2011

يا شباب التغيير : الإحراق ثقافه عمياء!!


يا شباب التغيير : الإحراق ثقافه عمياء!!
لم يجد ثلةٌ من الشباب المتحمسين للثورة  التعبير عن غضبهم سوى إحراق بطاقة المؤتمر الشعبي العام وهذا إن كان جزء من التعبير عن الأحاسيس الكامنة بلغات البعض الا أنه يعتبر إقصاء وفعل أخرق لا يعبر عن تطلعات شباب يقودون التغيير أملا في قيادة بلد يضم بين جوانحه أطياف مختلفه وأفكار متباينه. نعم أحرقت البطائق اليوم وستحرق الأجساد غدا إذ أن منطق الإقصاء والغلو في الإنتماء يبدء من أشياء صغيره لا تكاد يُعمل لها أي حساب وسرعان ما تتطور الى أن تصبح فتنة عظيمة وفساد كبير. لنتفق كلنا أن الوقت حان لرحيل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ولنتفق كذلك إنتقالا سلميا للسلطة يتم عن طريق حفظ حق الشعب بإختيار ممثله ولنتفق أكثر على البعد عن النكايات السياسية وخلط الأوراق.
في الثقافه الحزبيه لا بد احترام حق الآخر في الإنتماء ، في إختيار توجهه ولا ينبغي بحال من الأحوال إلصاق التهم جزافا على حزب من الأحزاب إجمالا بصنع أشخاص معينين وفئة قليله ، كيف لنا أن نؤمن بالحرية والإقصاء المشين لحزب المؤتمر بعيدا عن فاسديه يحدث عيانا أمام الملا ولا أحد يحرك ساكنا إزاء هذا الفعل الذي لا يُسيئ لحزب المؤتمر ولكن يُسيئ في الدرجه الأولى للديموقراطيه والحريه والعمل الحزبي الراقي. حقيقة تُقال ، لم يحسب على حزب المؤتمر أنه قام بإقصاء أحزاب أخرى على مدى العمل الحزبي ، نعم هناك فساد يتحمل الجزء الأعظم منه حزب المؤتمر كونه الحزب الحاكم لكن ما يُحسب له هو حفاظه على حقوق الخصم في الإنتماء الحزبي والتعبير عن الأراء الحزبيه بحياديه تامه.
على بعد عشية أوضحاها تفصلنا عن قوى جديده قد يفرزها المجتمع نرى أن مقدمات هذا التحول تتسم بالغلو والتطرف ، كل الأعمال البلطجيه تنسب لحزب المؤتمر ظلما ، بطائقه تُحرق أمام الجموع المحشوده ، وكل أنواع التضليل والتخوين تنشر ولا عاقل ينتقد ذلك إنطلاقا من الحفاظ على الوعي الحزبي وإحترام إنتماءات الناس. لنواصل الرُقي في المطالبة بالحقوق والسعي نحو التغيير ، ولننبذ الغلو والتطرف في نقل الأفكار ، فلكل واحد حرية الإختيار وعلى الآخر إحترام حرية الآخر وكل هذا من المسلمات التي يجب الإيمان بها للوصول نحو مجتمع راقي يحترم بعضه البعض غير مغلبين لغة التطرف والإقصاء والعنف.
كلمات لا توصف مليئة بالروعة والدقه قالها القائد الراحل رحمه الله تعالى الشهيد إبراهيم الحمدي في خطاب ألقاه قبل إستشهاده بحوالي أسبوعين حيث قال" لست ايها الاخوة اليوم منتهزاً للمناسبة لاتحدث مزايدة عن الديمقراطية يعلم الله ان الديمقراطية والعدل يجريان في دمي ، ولكنني أتحدث عنهما وأقول لكم ان من قد يتظاهرون بالتمسك بهما لو اتيحت لهم فرصة الوصول الى السلطة لذبحوهما من الوريد الى الوريد.." ولم يكن مخطئا حينها لأن ثقافة الإقصاء والوصول على حساب الآخرين لازالت متأصله في المجتمع كتفكير فلن تستطيع الحصول على شيئ الا اذا تم تشويه الآخر وهلم جرا.
تقديم النفس أو الخطاب السياسي على انه الخطاب الأصلح والمثالي وما عداه فهو الدمار لا شك بأنه سيجعل من القوى الساعيه لنفس الهدف أن تفكر بنفس الأسلوب وسيعم الفساد السياسي الذي لا نتمناه لا سيما ونحن نتطلع لبناء دولة مدنيه قادره على المنافسه في المنطقه والعالم ، وبالتالي الإبتعاد عن التخوين والإتهامات المبالغ فيها طريق لإحقاق وتمكين العدل والإنصاف الذي بهما ينال الأنسان حريته الحقيقيه الكامله.
ولا أجد ما أختم به سوى أسس وقواعد صاغها الصحفي فكري قاسم في إحدى مقالاته قائلا" انه من الواجب علينا جميعا أن نقدم للناس خطابا معززا بقيم المحبة والجمال.. علينا أن نبتكر العبارات الأكثر جمالا ونبتعد قدر الإمكان عن صيغ التخوين والتقليل من شأن الاخر ايا كان طرحه."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق