الصفحات

الجمعة، 29 أبريل 2011

الأزمات الفاصلة حتى نُريد ما نشاء!!!



في الأزمات الفاصلة يكون الأكثر جُرأة هو الأكثر أمانا في أغلب الأحيان ، هنري كسنجر....
لا بد أن العلم قد نبع من الإحساس بأن هناك خطأ ما (توماس كارليل)...


الأزمات الفاصلة هي التي تمثل تحول في وضع ما ، في حالة ما ، وعلى مستوى الشعوب قلما تتكرر مثل هذه الأزمات الفاصلة وذلك لسببين إما ان الشعوب تكون قد حددت أهدافها وخططها وهي تستهلك الوقت للبناء ولتنفيذ هذه الأهداف ،أو ان الشعوب تقبع تحت إستبداد يسلب الحريات ويحجم قناعات الناس. وبين ذلك وذاك، قد تتوفر أزمات فاصلة للشعوب المستَبده وعليها فيجب تسمية هذه الأزمات بالفرصة النادرة.


أتفق مع الكثيرين أن الأزمة كما يدل معناها فهي قاسية ، بطيئ وقع دقائقها وثوانيها ، لكن علينا أن نفطن أن الأزمة قد تتوالد وتتكاثر إذا لم تُستغل وإذا لم نكن جريئين على مستوى يؤهلنا لتفادي الأزمات التي ستكون بالتأكيد موجعة . ولذلك إقترح لإستغلال هذه الأزمة أشياء تبدء مبنية على قاعدة الإنطلاق من السهل حتى الوصول الى الجبل ،أي البدء من القاعدة للوصول الى الهرم.


تعليم العسكر ، ترشيد الخطاب الديني ، الإهتمام بالذائقة العامة ، الإحسان بالإحسان ، نسيان ثقافة الهنجمة ، الصدق فالصدق فالصدق ، الإعتراف بالأخطاء.


ولتوضيح الفكر اعلاه علينا ان نقتنع بالأتي:


تخطي الهدف مثل عدم بلوغه (كونفوشيوس)


اعتمد الرجال الذين لا يترددون أمام واجبات صعبة تبدو لك لأول وهلة، أنها أعلى من قدراتهم، وليس أولئك الذين يختارون منها ما هو أقل من قدراتهم (صدام حسين).


الظلم موجود بوفرة، ولكن الشر لا يمكن أبدًا أن ينجح على المدى الطويل (بتاح حتب - حكيم مصري)


الحكمة هي الإلمام بالكُليات (إدوارد ينج)


لستُ مؤمنا بشيء ، ولدي القليل من الأمل ، ولدي إحسان بقدر ما اطيق (توماس هنري)



بإمكان المرء ان يصنع ما يشاء إذا اراد ما يشاء ، ولن يُريد ما يشاء حتى يعقِل ما يحتاج ، وقليل من الأخلاق النبيلة يمكن إنتاج مجتمع راقي يعطي الإنسان حقه ، ويحترم إنسانية كل إنسان ، وبالتالي تنشئ حضارة عظيمه. الأمر ليس صعبا ولكن فلنستغل الأزمة وننطلق بجرأه ونُريد ما نشـــــــــــــــــــــاء!!






الثلاثاء، 26 أبريل 2011

الي المعارضه: روغي جعارِ وأنظري اين المفر

 من بديع ما أنتجه موروث الأمثال العربية المثال العربي الشائع "روغي جَعارِ وانظري أينَ المفَرُّ" والذي غالبا ما يُضرب للجبان الذي لا مفر له مما يخاف ، والروغ هو الإقبال والإيتان ، وجعارِ إسم من أسماء الضبع ، والخلاصة هو أن لا مهرب ولا سبيل سوى المواجهه والتخطيط الدقيق والمتقن لكل خطوه.

على الساحة اليمنيه مشاريع تلتقي كلها حول التغيير وإسقاط نظام صالح ، تتعدد هذه المشاريع وتتمثل بقوى مختلفه ، فكريا وتنظيميا ، لكن من المؤكد أن هناك "جعارِ" أي ضبع واحد. ما يميز هذا الضبع هو مراهنته على إختلاف المشاريع وأصحابها ، وبالتالي سعى بشتى الطرق الى إختراق هذا الترابط الذي بدا وبشكل مُبهر قويا سميكا ، ومما يؤسف القول أنه الضبع بات قاب قوسين أو أدنى على إتمام مشروعه الخاص بتفكيك تلك الأواصر التي جمعت الجميع ، والمقصود بالمعارضه المشترك والشباب المعتصمين.

إتفاقيات تحت أغطيه خليجيه وبصبغات أورو-أمريكيه كانت فيما يبدو مستغلة من طرف صالح للفتك بالمشترك التي بدا متخبطا تارة يذهب لمناقشتها ، يتردد في قبولها ، يقبل  البعض ويترك البعض ، لكن من المؤكد أن الشباب يختلفون هنا مع المشترك ولو من باب أنه كان ينبغي أن لا يُساوم أو أن لا يرقص مع الضبع الأكبر لاسيما مع خبراتهم الماراثويه التي خاضوها وحصلوا على درجات "بروفيسوريه" جراء رقصهم مع صالح لسنوات طويله.

صالح لا يظهر عليه أن يريد مخرجا سلسا ولكن من قراءات الأحداث يبدو أنه يراوغ لكسر ثورة الشباب وتقليصها عن طريق دحرجة كومة الثلج  (المبادرات الخليجيه) ولو من باب تحوير مصطلح الثورة الى أزمه سياسية ، ولم يجد سوى المشترك ليمتطيه معلنا مهاراته بالفروسيه وتاركا مهارات الرقص الى أجل مسمى.

النجاح النسبي لصالح لاح بالأفق إثر رفض الشباب لقبول المعارضة وبالتالي يراهن كثيرا على إثارة الخلافات والسعي نحو تفكيك الشباب إعتمادا على مداعبة التعصب الحزبي لدى الشباب ، أي سيعمل على إيجاد فريقين : فريق لا يتعصبون للحزبيه يهاجمون المتحزبين ، وفريق يتعصب لقرار الأحزاب ويتهمون الشباب الغير متحزب بجر الوطن الى الإقتتال الأهلي وسفك الدماء وهذا الطرف هم يمتازون بالإنضباط التنظيمي الحزبي. لا شك أن الوسائل التي تُمكِن الرئيس من نفث السموم والنار بين الشاب ليست تلك المعقده بعد لمس وجود أرضيه خصبة لنشوب مثل هذه الخلافات والذي كان قد تأكد منه بعد الفتوى الشهيره فتوى الإختلاط التي وصل صداها لساحات التغيير في صنعاء.

لا مفر من مواجهة صالح وأساليبة لا عن طريق الإنصياع للأمر الواقع والمشاركة في مناقشة المبادرات والتذبذب في إصدار قرار نهائي بل عن طريق إشراك المعتصميين كلهم للخلوص الى موقف موحد وبالتالي يكون المشترك قد كسب الشعب ويكون الشعب كسب الجولة الأولى من مراوغات صالح والتي ترتكزعلى الإختلاف بين المشترك والشباب. الوصول الى حل وقرار نهائي يمكن تنظيمه اما عن طريق المنظمات الممثله للشباب او عن طريق تصويت سريع وديموقراطي يضم كل الشباب المعتصميين .

لا أشك ان المعركة الآن معركة تقليص او تكثير الأطراف في الساحة وبقدر تحديد عدد الأطراف تكون الغلبة ، وعليه على المشترك أن يتنازل عن "العناد" السياسي ويستشير الشباب حتى يكونوا طرف واحد ، المهمة الآن هي توحيد الجهود والروؤى وعلى كل الأطراف – الممثله للشعب- أن تتعامل بليونه مع بعضها البعض. المشترك والشباب إن أرادوا أن تنحج الثورة والحلم ببناء اليمن الحديث عليهم أن يكونوا طرفا واحدا مهما كانت الصعوبات فالوقت يمر وساعات القرار النهائي باتت تقترب بسرعة جنونيه والحفاظ على الدماء والإنتصار يُحتم عليهم جميعا التوافق حول قرار واحد هو اما القبول او عدمه.

"جعارِ" اليمن لا بد أن يواجه في هذه المرحلة بطرف واحد ولا غير هو طرف الشعب ، ولا أخفيكم أن خبراته الطويلة في المراوغة ليست بسيطة وإن نجح في إحداث صخب بين المشترك والشباب سيكون بذلك قد قطع شوطا نحو اما سفك الدماء او إفراغ الثورة الشبابية من محتواها وبالتالي ستكون قضيته معهم حول أشياء أخرى هو من يختارها حينئذ. إن صوت العقل يقول أن العناد والإستكبار سواء من الشباب او المشترك لن يكون في مصلحة القضية التي يتفق اليمنييون عليها و لا مفر إذا من رؤية الدماء تنزف -لا قدر الله- وتفريخ مشاريع أخرى في الساحة.

الأحد، 24 أبريل 2011

الرموز الوطنية وتيه التقليد



لفت إنتباهي في فعالية أُقيمت في ماليزيا مناصرة وتأييدا للثورة الشبابية صورة الثائر جيفارا والتي كانت تتوسط العلم الوطني من الحجم المتوسط. لا أُنكر كان هناك تناسق في الألوان إذ أن الصورة كانت ملونة ودخان السيجارة العريضة كان باللون الرمادي مما أضاف على اللوحة تلك جمالا يضاف الى إسوداد شعر الثائر المتدلي.

تلمستُ المكان والحيطان لأرى علماً آخرا أكبر حجما عليه صورة الشهيد الحمدي مثلا او الثائر الزبيري او احد الثوار اليمنيين فلم أجد أحدا كان له نصيب الشرف في تلك الأمسيه سوى الثائر " جيفارا"!!!!. بحقيقة الأمر هو ليس إنتقاص من قيمة الرجل بقدر ما هو تغييب للثائر الوطني" المحلي" أو إستخفاف بثورانهم ونضالهم الذي أفنوه لأجلنا حتى ولو من باب تشجيع الثوار المحليين إن صح القول.

الشهيد الحمدي كان مؤسس الدولة اليمنية الحديثه في وقت كان من أحلك الظروف إذ ان التخلف كان على اعلى مؤشراته ، القبلية المسيطره ، الإقتصاد المتدني ، كل هذه العوامل المعيقه كانت تدفع لأن يُصيب قلبه التردد من الشروع في بناء الدولة المدنيه ، لكنه وبالرغم من كل هذا شرع في المشروع الأعظم ودفع حياته ثمنا لذلك.

الشهيد الزبيري هو المثال الآخر لقيم التضحية والإيثار ورفع مبادئ الحرية خافقة عالية في مجتمع يكاد لا يُدرك هذه القيم بعد ان خاض معارك على مدى سنوات طويلة كانت تستنزف كل هذه المعاني طيلة سيطرتها. الأسماء كثيره والثوار كثيرون والمضحون من أجل الدولة المدنية لا يُحصون عددا.

غاب أيوب والنعمان –الشاعر- كذلك عن الحفل ، وبالرغم من روعة الحفل والتكاتف المبهج الا ان الحفل كان ناقصا شيئا ما ، أدركتُ بعدها ان ايوب لم يكن حاضرا بصوته وتغنييه بالكلمات الثوريه التي لا مثيل لها ،أشتقنا أن نسمع حينها " وهبناك الدم الغالي وهل يغلى عليك دمُ" يا الله ما اشجى هذه الكلمات ، ما أعظم معانيها ، ما أشد وقعها على القلوب والعقول ، ما الذها للأسماع ، هي تعني اليمن واليمن إذاً يعنيها ، فيها التضحية الخالصة لا حب الظهور والبروز وركوب الموجات ، فيها معاني الولاء المطلق للأرض ، للإنتماء ، للإعتزاز ، هي ماضية مستمرة في الثورة وبعد إنقضائها ، بإختصار ليس كلمات قيلت لتأجيج الناس لإتمام الثورة فحسب بل هي ممتدة مستمرة بعد الثورة لتذكريهم بالحب الأزلي ، بالوفاء بالأهداف التي سُقيت بالدم لبناء اليمن الحديث.

إن وضع الشخصيات اليمنية الثائرة وأبطال الثورة الحقيقيون محل إحترام يجعل من صوره ورمزياتهم تتصدر كل فعالية وكل حفل يتصل الى الثورة بصله، لا ينقصنا ثوارا حتى نرفع صورة جيفارا ، ولا ينقصنا مناضلين حتى نجعل صورة جيفارا تتوسط العلم اليمني الذي سُقي بدم أمثال الحمدي والزبيري وغيرهما. هو إذا حق لهما ومن العدل توفيتهما حقهما كاملا ، هو إذا إمتداد لمشروع كان لهم الأسبقيه في البدء لإتمامه ، كانوا هم الضوء المضيئ وعلينا فقط إن أردنا النصر وتحقق الثورة ان نتمسك بمنهجهما وبأهدافهما النبيلة.

رحمة الله تغشى كل الشهداء والثوار اليمنيين الذين بذلوا دماءهم رخيصة فداء للوطن من لدن قديم الزمان الى يومنا هذا ، والحرص كل الحرص على عدم تهميش دورهم الغالي بأي صورة من الصور وإن كان غير متعمده ، ولنحفظ لذوي الفضل فضلهم

السبت، 23 أبريل 2011

على هامش فعالية شباب التغيير في ماليزيا : الغائبات الثلاثة!!

من أجمل ما يرى الإنسان في حياته ، جمع بريئ طيب ثائر ، تجمع حول هدف واحد ، لا إختلاف ولا افتراق ، الهتافات المتناسقة مصدرها قناعة وحاجة، الحقوق والحرية في أروع صورها ، روعة لا توصف وإنسجام منقطع النظير. جميلٌ تجمُع قوى المجتمع كله حول غاية واحده بكل أطيافه وفي كل مكان فالحال والمآل والمصير واحد ، وجميلٌ كذلك إبراز معاني الثورة ومشروعها الصعب الذي يحتاج الى جهد والى تكاتف القوى لبناء اليمن الجديد ، اليمن السعيد.

حضر كل شيئ في فعالية شباب التغيير بماليزيا لكن كان هناك غياب لثلاثة عناصر ، قد يبدو غياب هذه العناصر مُعللا بالوقت وبالتنظيم لكني أراه غيابا تغلب عليه الأنانية المختزله أو عدم وعي لمعاني الثورات بشكل عام. غاب عن الندوة الشباب-بكلماتهم- ، الكفاءة بماهيتها ، قصيدتي اليتيمه.....

من بديع الأشياء هو حماس الشباب الأيجابي وحبهم تجاه وطنهم وتخطيطاتهم المسئوله عن تصورهم لليمن الجديد ولذلك يصيغ الشباب كل ذلك بكل الوسائل ، بكلماتهم الحماسيه ، بشعرهم ، بمقالاتهم ، وفي نقاشهم. الكبت لهذه الأشياء تؤدي نتيجة سلبيته كما يقول علم النفس ، وعدم اتاحة المجال لها تُفسر على انه غير إهتمام او أنانية مفرطه.

لم نرَ كلمة للشباب المتطلع ، كل ما رأيناه هو خطاب ممزوج تم تلاوته من قبل الدكتور الخرباش ، فيه من الخلط الكثير وفيه من المراوغه الكثير – أقصد الخطاب- فيه تذبذب تجاه القضية الجنوبيه وابراز ان المشكلة كلها تكمن في علي عبدالله صالح وبرحيله سينسى الجنوبيون مصطلح الجنوب العربي ، فيه غموض حول القضية الحوثيه وتفسيرها بالاسلوب ذاته الذي فُسرت به القضية الجنوبيه ، وفيه عتاب جاء متأخرا لإقصاء الإشتراكي-بالذات- متبوعا بالأحزاب الأخرى لدرئ الشبهه.

من أشد الأشياء التصاقا بالشباب هو الوضوح والمواجهه لكل القضايا أبتغاء حلها لا لتأجليها لمرحلة قادمه ، هذا الفرق الجوهري الذي يجعل من الشباب وكلماتهم محل دراسة المتخصصين وثقة من العوام ، كلنا يعلم أن القضية الجنوبية قضية حق وأن حلها لن يكون بمجرد رحيل فخامة الأخ الرئيس -وإن كان هو الخطوه الأولى- ولكن الحل بإنشاء دولة مدنية لا تقوم على إقصاء الثقافات فضلا على إقصاء الكفاءات. القضية الحوثية هي لُغز وبالتالي القول بأن رحيل الرئيس سيجعل من الحوثيين مواطنين صالحين منصاعين للقانون قول فيه شك ، وإن كنت لا أجزم بإمكانية حدوثه.

العنصر الفني يتمثل في المهارات الفنية والتي هي من العمق الأهم في الثوره ، يبغي أن تكون المهارات الفنية هي التي تفصل في إعتلاء المناصب ، الوظائف، المهمات ، ويسقط كل شيئ ما عدا ذلك ، أي الجانب الإنتماء الأسري ، المناطقي ، وغيرها .. لا أجد مبررا أن يُلقي البيان الختامي –مع جل الإحترام للملقي- ملقٍ لا يتمتع بأساسيات الإلقاء ، القدرة على توصيل المعلومه ، التفاعل من الجمهور وغيرها من المهارات الأساسيه... هناك من الشباب من يمتلك المهارات التي تؤهله لإلقاء مثل هذا البيان فماذا لم يتم إستدعاؤهم ، الأسماء كثيرة والمبدعون أكثر ، فالثورة هي تحرير للطاقات من الإستعباد الفكري والإقصائي...

قصيدتي التي أسميتها باليتميه كان تسعى لأن تنال حريتها أن تنال حقها وان تضع بصمتها إذ أنها ثمرة تطلع نحو مستقبل نحلم به نحن الشباب ، وهروب من واقع كان يُقال لنا أنه قدرنا وعلينا الصبر عليه ، كانت تتزين وتحلم ذات يوم أن تكون عروسة مبتسمة لتنقل رسالة الفرح والتفاؤل والثقة بأن الشباب لم يعودوا مغلولي الأيادي نحو واقع متحجر ، كانت تأمل أن ترسم ألوان ثورتها في وجوه الشباب الثائر النقي ، كانت تهيج وعبر قائلها وتناشد كل المنظمين أن أناشدكم الله أن تجعلوا لي طريقا لأرى النور ولا تزرعوا في جنبات حروفي اليأس والنفور والإحباط.. كانت تنادي لكن دون جدوى ، كانت تستغيث لكن دون جدوى ، كانت تتوسل- أحيان كثيره- لكن دون جدوى ، كانت تُحرقني وتُعذبني بتأنيبها لكن دون جدوى... لك الله يا قصيدتي ، فعندما يكون هناك تقدير للثورات الداخليه الشبابيه سترين النور بإذن الثوار الحقيقيين. فلا عجب من غياب قصيدتي فلقد غاب عن الفعالية نجوم في السماء مضيئه ، أيوب طارش عبسي وعبدالله عبدالوهاب نعمان بالكلمات والألحان والأغاني الثوريه.

كلمة الشباب الغائبة ، المهارات الفنية المتوسطه ، قصيدتي اليتميه ، كل ذلك عناصر فقدناها البارحة والأمل كله أن يتفادى المنظمون لمثل هذا التغييب إن هم هموا بإقامة فعاليات ثورية حقيقية تعبر عن تطلعات الشباب وتخدم قضاياهم الحقيقيه..
الشكر موصول لكل من نظم ، شارك ، حضر ، بذل جل وقته لإتمام هذه الفعالية التي نعتز بها ونفتخر بها ونضعها وسام شرف على صدورنا في كتب التاريخ التي لا تضل أبدا.

الخميس، 14 أبريل 2011

لحظات موقوته!!


لحظات موقوته!!

إنسياب هادئ للأفكار ، تجليات تُضرم الحيرة في الأرجاء ، تباينات مريبة ، لا شيئ واضح جلي ، صراعات مع الذات ، تردد مُهيب يبعث الخوف ، إنسحاب جُزئي من المنطقة ، أنات تُحاصر المكان ، وأفراد من القوات العاشقة للإنتقام تجوب الحواري ، الخطاب  المُغذى بكلمات الرب يعلو في الأرجاء ، أُخذت – على حسب ظني- من سورتي الأنفال والتوبة ، كون القوم لايحفظون سوى بضُع آيات من هاتين السورتين ، إذ أن كلمة "وأغلظ "من الكلمات المحبوبة لآذانهم كي تُسمع، هبات الشجاعة كانت من نصيب الأعراب ، الجلفاء النشفاء الشجعان، تجمْهُر "للإطاحة" عبر ترنيمات العنف ، "زحفا و إخراجا " لكنهما لا يلتصقان هذه المرة بالذلة والصغار تماشيا مع ما حفظوه ، هواة الكلمة والتنظير كانوا في خضم الجمع ، منظرون على أعلى المستويات لكن تنظيراتهم السلمية حُفظت في الأدراج ، لم نسمع سوى "الزحف" "24 ساعة" مصطلحات يغلب عليها الحماسية منقطعة النظير.
على الجانب الآخر ، إيمان تعلو وجنتيه إبتسامة صادقة ، شموخ لا يُطأطئ الرأس ، حب وخوف على مجاميع الناس الحاضرين منهم والغائبين ، شباب في مقتبل العمر ، لا يشطحون نحو الخطاب الزاحف ، يحفظون أيات الرحمة والحب لاسيما تلك الأيات التي كانت في آخر سورة التوبة ، يكادون يُدركون معاني التسامح المثالية والخوف على من يتكلمون بآسمائهم ، بمستقبلهم ، هم كالماء البارد المناسب على جوف ضمآن حُرم الماء أياما ، وكنسمة هواء جاءت لتُطمئن خائفا قد أحرق الخوف كبده، هم الشاب الرائعون ، الحريصون على مصلحة الوطن.
من بديع الأشياء التي قلما تتكرر ، قوة الشباب وحبهم للتسامح ، فالتسامح هو القوة الحقيقية التي تبني ، تُعمر ، تُنشئ الأشياء الخيريه ، الأشياء الجميلة ، فالقوة منفردة لا يمكنها صُنع ذلك ، والتسامح بخوف وضعف لا يمكنه فعل ذلك ، لكن وبغرابة متناهية وجِد الشباب المعتصم الجامع بين القوة ، الطموح ، العزم ، الأمل ، وكذلك التسامح ، المقصود بالشباب هم الذين لا تبعون أجندات الأحزاب التي تمولهم فكريا ، أي لا يتلقون أوامرهم من غرف مغلقة بل قناعاتهم تأتي من تفكيرهم ومن قرأتهم للأحداث والواقع ، أقصد بالشباب الذين رفضوا دعوات الزحف في جُمعات خلت ، هولاء هم الشباب الذين يُعول عليهم حمل مستقبل اليمن السعيد.

يتراى اليمن السعيد وكأنه على بعد خطوات لا أقل ولا أكثر من التتويج ، من الإنطلاق من نقطة البداية الجديدة ، ولمست هذا ولأول مرة في حياتي في الاسبوع المنصرم ، حينما بدا الرئيس علي عبدالله صالح متخبطا لا يدري ما يفعل ، ولكأنه نسى أبجديات المراوغه المشهور بها لبعض ساعات ، فاصدر إتهاماته لدول ونسى الأخريات وحاول أن يعزل بعض تفاصيل القضيه بعضها عن بعضها ظنا منه انه بهذه الطريقة سيصل لمراده.
هي إذا لحظات ما قبل الوصول ، لحظات ما قبل الشروع في التحدي الأكبر الا وهو بناء اليمن الحقيقي ، اليمن السعيد ، إعادة الأخلاق العامة التي عمل الرئيس على إسئصالها طيلة فترة حكمه ، إعادة نشر قيم العدل والإنصاف والإحترام المتبادل ، ونبذا لمفاهيم السلب والفيد ، وقوانين الغاب التي طغت طيلة حكمه المسمى بالرشيد. وإيقانا بان اللحظات باتت وشيكه ، علينا ان نشرع في التهيئ والتجهيز لمراسيم الإحتفال العظيم ، أظنها تلامس كل واحد يحلم برحيل علي عبدالله صالح ، يحلم برحيل قيم الغطرسة والعنجهيه وتسلط العسكر على الرقاب ، رحيل الشعور بالخوف والقلق على مستقبلك لمجرد انك مبدع وناجح لا تجد من يسندك ويدعم بورقة او برسالة.
أذكر مقولة تقول أن "السعادة يبدوا أنها وجدت لكي تُشارك"  بمعنى ان السعادة بمختلف تعريفاتها وجدت لكي تُشارك بين الناس ، ولا أعظم من الشعور بسعادة التغيير ، الشعور بقرب التحول من حال أسوء صعب الى حال تقول بوادره بانه سيكون أكثر عطاء وتفاءلا. وهي لحظات الآن أحق بأن تُشارك بين كل الناس ، بالإبتسامه ، بالتفاؤل ، بالتهيئ للمستقبل القادم ، مستقبل العدل ، والإنصاف ، وتوفير الحياة الكريمة التي تليق بنا كيمنيين.
الفضل بعد الله للشباب المعتصمين الصادقين أن جعلونا نفكر بالإبتسامه ، بالتفاؤل ، بالحلم في مستقبل أفضل ، والفضل الأكبر يتجلى في صمودهم ، في سلمية ثورتهم ، في الإصرار ليس عنادا ولكن دفاعا عن حقوقهم المسلوبه، هو تسجيل يُحفظ لكم ويزيد من رصيد شموخكم ايها الشباب المنقذ.


السبت، 9 أبريل 2011

فضيع ما يجري يا حالمة!!

فضيع ما يجري يا حالمة!!

تختلط نسمات الحالمة المنطلقة من مشكاة العلم والثقافة والمدنيه والسلم والتسامح بروائح الدماء وإنبعاثات الحرية في أيامنا هذه ، وأقل ما يُقال عن هذا الإختلاط العنيف أنه غموض يكتنف المسببات والدوافع ، ولو افترضنا غباء الآمرين لمثل هذه الأوامر الإبادية الدمويه عدم علمهم لمكانة العلم وأهله ، الا ان حرمة الدماء تكاد تحتل كل العقول والضمائر من المهد الى اللحد. من البديهي أن حرمة الدماء شيئ مقدس ، والأماكن التي تُسفك فيها الدماء تجعل الحرمة مضاعفة ، والدوافع لسفك الدماء تزيد الأمر تقديسا ، كل هذا مع قدسيته الا ان حرمة سفك شاب اعزل يطالب بحقوقه وعلى ارض الحالمة شيئ لا يُمكن تخيله.

وبالمناسبة اي مجتمع ينشر التعليم ويُقدسه لا يُمكن هزيمته بحال من الاحوال بالقوة ومهما كانت التحديات لانه يزداد قوة مع ازدياد الضغوط عليه ، لا ينثني المجتمع المتعلم والناشر للتعليم سوى للاقناع فالاقناع فالاقناع ، القوة في عُرف المتعلمين بغي وطاغوت وبالتالي التنازل لها تنازلٌ عن قيم ومبادئ وقناعات تخص حرية الانسان وكرامته. وبالمثل سلمية الشباب لا تعبر بحال من الاحوال عن ضعفهم ، عن هوانهم ، عن جبنهم ، فلكم حلمت الحالمه قرونا عديده واتُهمت بالجُبن والخنوع على لسان الكثيرين لكنها ثارث ثوره الكريم كما حلمت حلم الكريم ، فتعز كما ذكر الشاب المثقف احمد شوقي احمد اذا ضربت اوجعت فكان الحال حال مجتمع سُلب حقوقه وعاش -كما الثائرين في كل المحافظات- مسلوب الحقوق ومنزوع الآمال ومحبط الفكر ، فهي ثورة ليست ضد علي عبدالله صالح فحسب بل ثورة ضد الظلم ، ضد الفشل ، ضد التخلف ، ضد المكابره ، ضد كل ماهو سيئ في المجتمع.

لا أثقل َعلى الإنسان من إجتماع وضعين عليه وضع حتمية وضرورة التغيير  ووضع رؤية الدماء تسيل، فلا يستطيع تأجيل والتنازل عن إحداهما لصالح الآخر  ، فالتغيير من أولى الأوليات لأنه يشمل فئات المجتمع التي تئن وتعاني من فشل الحكومات المتعاقبة والسكوت المشين لرئيس الجمهورية إزاء ذلك ودعمهم وعدم محاسبتهم ، ولما كان الفقر والجوع والإقتصاد المتدني والمتدهور والحروب المتلاحقة قد أثقلت كاهل الشعب فكان من الضروري التغيير لبناء الدولة المدنية ولتقليل معانات الناس المتزايده يوما عن يوم وسنه عن سنه.

ما أغرب الأشياء لا تكون ثقيلة على النفس إلا عندما تجمع بين النقيض ، تحاول تسخر من المعقول واللا معقول ، بين المؤمل والضروري وبين الأهواء والنزعات ، كثيرون هم الذي يحاولون إنتزاع لقمة العيش من الرئيس ، كثيرون يريدون انتزاع التطور والتقدم وإظهار اليمن كما هو رائع ومالك للحضارات ، وكثيرون يبنون أحلامهم على قاعدة التفاؤل والطموح ، ولكن سرعان ما تشوه  كل هذه الطموحات والآمال على أنها محاولات لإنتزاع الملك ، للوصول الى الكرسي المبجل ، محاولات لقلب الطاولة والإرتداد على الشرعية.

يا فخامة الرئيس : قد يتحول الحمل الوديع ، والأستاذ الذي يحمل حقيبته وطبشورته راجلا الى المدرسة لتعليم النشئ قواعد الحساب والقراءه والكتابه ، والطبيب المصاحب لسماعته لتفقد الناس ، والدكتور في الجامعه محاضرا ومعلما ، سائق التكسي المكافح ، المزارع الصادق والطيب ، خريج الجامعه سائق الدراجه الناريه طلبا لرزقه  ، قد يتحول كل واحد الى مدافع عن حقوقه وبصلابه لأنهم بغيره لن يكونوا شيئ ، وبتنازلهم عن حقهم الأساسي يكونوا قد تنازلوا عن حريتهم الموهوبه من ارحم الراحمين ، وهذا ما تسطره مواقفهم على ارض اليمن اجمع وخاصة مدينه تعز الحالمه.

يا فخامة الاخ الرئيس : أعذرني لكنك فهمت القضيه بالمقلوب ، الإنسان حين يُسلب لقمة عيشه وكرامته لا يُفكر في أي تخويف او تهديد ، لن يستسلم لانه لا يملك شيئا ليخسره ، لن يستمر الطيبون في طيابتهم المُفَسره على انها جُبن وخوف الى الأبد ، كان لا بد عليك فهم هذا الشيئ قبل ان تقذف نيرانك عليهم ، قبل ان تفكر في قتلهم وسفك دمائهم ، لن تُسعفك الأيام لتفعل ما تشاء ، صدقني الحياة لا تتملق لأحد ولا تجامل أحد ، ضياع الفرص ستندم عليها لان الفرص محدوده وقليله ولذلك سُميت فرصا فعليك اعتنامها ، لقد سلبت مدنية تعز مدنيتها ، لقد ملاءت شوارعها دما ينزف بعد ما كان في شوارعها نور السلام والعلم يقرء كل من يجول في ارجائها الامن والايمان والجد والمثابره.

لن نعذرك نحن الشباب على سفك دماء الناس وهذا حقنا ، ولك مع الله حوار هو اعلم به ، هاهو الكبر والمكابرة يدفع بالوطن نحو سفك الدماء ، تبا للكبر لقد اخرج ابليس من مكانته ، واخاف ان يُخرجنا الكبر نحن اليمنيين من نداءات العقل والحكمة وحقوقهما المحفوظه لليمنيين ، اخاف ان تُسفك مزيد من الدماء بسبب الكبر والعناد.

رحماك يا الله فلقد رجوناك بحفظ دمائنا ، بإصلاح الحال والمآل ، رحماك يا من لا يُسترحم سواه ، ولا يُرجى الا هو ، رحماك رحماك بالشباب ، بالناس الخارجين دفاعا عن حقوقهم ، دفاعا عن مستقبل عيالهم ، فأنت خير من يُسترحم ولك يُرجع الأمر كُلُه علانيته وسره.


الثلاثاء، 5 أبريل 2011

عشر حقائق والخلاصه : الدماء لا تصنع حلا!!


عشر حقائق والخلاصه : الدماء لا تصنع حلا!!

سأعرض في هذا المقال- على عُجاله- حقائق هي في غاية الأهمية في أيامنا هذه لطرفي النزاع ، الشعب من جهة والرئيس من جهة أخرى ، فصوت العقل لا بد أن يُسمع ، والخروج بأقل الخسائر هو الهدف الذي يجب أن يسعى نحوه الطرفان لا لإبراز القوه والغلبه بل لتغليب المصلحة العامه ، مصلحه الوطن.

الحقيقة الأولى: على مدى ثلاث وثلاثين سنة  حكم الرئيس علي عبدالله صالح اليمن ، تخلل هذه الفتره أشياء وانجازات عظيمه تحسب له ، ولا يُنكرها أحد ، فتحقيق الوحده وارساء اللبنات الأولى في بناء الوطن ، والشروع نحو تأسيس دولة مؤسسات ، كل هذا من الإنجازت الجباره التي وبكل تأكيد أصلت لحدود الدولة المدنيه الديموقراطيه فتواجدت الأحزاب وعم الأمن وحرية التعبير و بعض الحريات التي كانت مسلوبه أبان حكم أسلافه.

الحقيقة الثانية: على مدى ثلاث وثلاثين سنة كان حُكم الرئيس يتجه للأسوء وفي نهايات حكمه تم تشويه كل ما هو جميل صنعه بإنتشار الفساد بكل أنواعه ، وكما هو معروف أن الفساد قرين الفشل ، فأصبحت اليمن دولة فاشلة دخلت وخاضت عدة حروب ونزاعات كان بالإمكان تفاديها ، فانتشر الظلم والفساد والجوع والخوف –في مناطق معينه- وأنحسرت الدولة المدنيه التي كان قد شرع في بنائها ، كان هذا الإنحسار  لصالح الثقافة القبليه المتعنته التي تعتمد على القوه والبسط وفرض الأمر الواقع ، وأصبح معنى الدولة مغيبا وفي كثير من الأوقات بات يُستخدم لصالح القبيله لتمركز أبناء القبائل على رؤس المؤسسات وخاصة العسكريه منها.

الحقيقة الثالثه: كانت مساعي المعارضة بشكل عام متفاوته وخافته الى وقت قريب أي قبل تكوين اللقاء المشترك ، وبالرغم من التحالف الذي كان يؤمل فيه خيرا لكن إقتصر دورهم على مفاوضات موسميه كمواسم الإنتخابات او مواسم الحروب ، فاكتفوا في معظم الأوقات بإصدار بيانات شجب وإستنكار ، كثيرة كانت مفاوضاتهم مع الحزب الحاكم وبين الوصول الى إتفاق يُجهض في المراحل الأخيره وتشكيلهم ملتقيات ومنتديات وحوارات وطنيه خاصة بهم لم يصلوا الى نتيجه يلمسها المواطن لا على المستوى الإقتصادي ولا غيره.

الحقيقة الرابعة: الرئيس وحلفاؤه والمعارضة ومكوناتها لم يعودوا يفكرون ببناء وطن حقيقي لاسيما بعد حواراتهم الماراثونيه التي غالبا ما تنتهي بنوع جديد من الإتهامات ولا شيئ يُذكر ، ونتيجة لذلك فقد أصبحت الصراعات بينهما لا على أساس وطني ولكن من يكسب الرهان ، فالعناد أصبح محل التوافق من أجل الوطن ، والضغط بالأطراف المختلفه لا للوصول الى حل ولكن للي عنق الآخر ، وبالتالي كان من الطبيعي وجود قوة ثالثة تدافع على مصالحها التي تجاهلها الطرفان.

الحقيقة الخامسة: لم يعد بالإمكان التخلص من هذا العناد المزمن ، ومع إقتناع الأغلبية بأن طرق الحوار وخاصة التي كانت تمارسها المعارضة لن تصل الى حل ، أصبحت المعارضه بين فكي كماشة ، ما بين تسطير موقف مشرف ، وما بين فقدان جماهيرها التي طالما راهنت عليهم ، فبوجود قوة ثالثه تصبح المعارضه في عداد التحلل الداخلي وهذا ما يُسمى في عرف السياسيين "الإنهيار" ، وبالتالي لم يكن أمامهم الا طريق واحد لا ثاني له وهو الدخول في حوار مع الرئيس وبعدها تقديم مبادره تكون عذرا ومبررا لهم إن اتجهت الأمور نحو الشارع وصار الشارع يقود نفسه بنفسه.

الحقيقة السادسة: بعد التمويه الذي مورس على الرئيس من قبل اتباعه وإقناعه بأنه يمثل الشعب والشرعية الدستوريه أصبح من الصعب التراجع ووضع الرئيس نفسه أمام خيار وحيد وهو تفضيل العنف بفريق يُدار من جماعته المقربين والذي كان قد إخترهم في أوقات سابقه ، كل هذا كان مدعوما بحجج تقول ان كل مايحدث وما يفعله الرئيس هو دفاع عن اليمن والوحده والشرعيه وأمن الناس والإستقرار، هو دفاع عن السكينه العامه ، هو دفاع عن مكونات الشعب ممن تم توصيفهم على اساس انهم خارجون عن القانون وقطاع الطرق.

الحقيقة الثامنة : في الحقيقة أجد صعوبة في قولها لكن بإختصار تم تغليب العنف والدماء من كلا الطرفين ، ولا يوجد بوادر لحل الأزمة وذلك كما أسلفت سابقا أن الرئيس دخل في سلسة من المكابرات التي تغذيها النزعة القبلية والنزعة العسكريه ، وكذلك المعتصمون بعد كر المشترك وخروجهم بالشكل المرتب قد هيأوا أنفسهم لمثل هذا اليوم ولمثل هذه المواقف من أكثر من شهرين وليس في داخل حساباتهم أي فكرة للتراجع وفض الإعتصامات ، وهذا بالتأكيد مؤشر للأسف خطير سيكون لونه القادم أحمر اللون وغالي الثمن.

الحقيقة التاسعه : الدماء لا توصل لحل ، لن تبقي الرئيس ، لن تحافظ على الشرعية الدستورية ، ولن تُرحل الرئيس من على كُرسيه ، الدماء لن تؤسس لوطن خالي من الأحقاد ، لن تصنع يمنا جميلا متقدما ، الدماء ليست الحل لكل الأطراف فهي أقرب لتأسيس الحقد والكراهيه أكثر من تأسيسها للحرية والكرامه ، قد يتنافى هذا الكلام  مع التنظيرات الفلسفيه لكن مُثبت في قواعد الحياة.

الحقيقة العاشرة : لا فائدة من تعنت الرئيس وشيعته ، ولا فائدة من التفكير بإهدار الشباب المعتصمين من قبل المنظمين والمرتبين للثوره ، فالدم ليس الحل ، وعلى كل الأطراف التفكير بخيارات وبدائل غير سفك الدماء وغير دفع الطرف الآخر بسفك الدماء.

إكاد أجزم إن فهمنا هذه الحقائق سنجد الحل والطريق الأمثل للخروج من هذه المصيبه ، فدماء الناس غالية لا تُقدر بثمن ، وكل الأطراف بلا إستثناء مسؤولون على هذه الدماء الزكية وبالتالي الحرص على الوطن ودماء الناس أهم من اي تعصب لموقف او عناد للإنتقام.

السبت، 2 أبريل 2011

أشياء لا بد من قولها!!



                                           أشياء لا بد من قولها!!

التخطيط والتنظيم هما أساس نجاح كل شيئ ، وهما من الأشياء التي تنهج قاعدة البدء من الصفر حتى أعلى الهرم. والتخطيط يسبق التنظيم وهو تحديد الهدف فالإقتناع به ، فايجاد الوسائل الأكثر فعاليه لتحقيقه. والتنظيم هو المتابعه والتقييم المتتابع لآلية تنفيذ الأهداف ووسائلها. والتخطيط والتنظيم يبدأن من خلال إعداد قاعدة قويه ورصينه بحيث كل فرد منضوي تحت هذه القاعده يكون له واجبات -وفي معظم الأوقات له حقوق- يلتزم بها بعد أن يكون قد أُعد إعدادا مكثفا للإيمان بأهدافه داخل إطار هذه المنظمة.

في كل الأحوال تحتاج عملية التخطيط والتنظيم وقتا طويلا حتى تصل الى قوتها الدافعه والمؤثره ، فمن خلال إستقطاب الأعضاء المؤهلين لكمية ولكيفية الإعداد الإنضباطي والعقائدي وتوزيع المهام عليهم بحسبات دقيقة تعتمد علي ميلان الأفراد وملتقى طاقاتهم وتدريبهم على القيام بأدوارهم بمسارات معينه تحتاج المرحلة وقتا وذلك لسببين : إيجاد الترابط والإنسجام وكذلك تكثير السلم التنظيمي بأعضاء فاعلين ومؤثرين في نفس الوقت.

هذا كله يمكن رؤويته –بإنصاف- في حزب التجمع اليمني للإصلاح ، إعدادا وتنظيما وإنضباطا ، أفراد مؤهلين في مراكزهم ، ملتزمين بالأهداف العامة ، التكاتف والتساند ، الترابط والتكامل، التواصل المعلوماتي داخل الحزب ، كل هذه أشياء في الجانب التنظيمي تمثل مثالا ونموذجا لبناء التنظيم القوي. مع تحفظاتي على متسع الحريه والحقوق داخل الحزب والذي لست بصدد مناقشته الآن.
إستغرب الكثير من سيطرة الإصلاح على مجمل الثوره وخصوصا في ساحة التغيير –وان كان هذا الإستغراب مبررا- لكن ما غاب عن بالهم او تناسوه هو أن حزب الإصلاح ما فتئ يبني قواعده ويُجهز لمثل هكذا يوم منذ سنيين طوال ، تربية للنشئ ، إعداد فروع قويه ، إعداد كوادر إعلامية وإستقطابهم ، النشاط الإعلامي والتنظيمي المنتشر ، كل هذه جعلت من الإصلاح ان يمتطي المنصة وبسهولة.

ولنأخذ مثالا لتوضيح الفكره، حزب الإصلاح يمتلك أشهر المنشدين في اليمن وبلا منازع وبلا جدال ، المنشد القدير عبدالقادر قوزع ، أمين حاميم ، القاضي ، الضبيبي ، العماد ،فوزي عصام وأخرين ، فهولاء لمن يبرزوا للساحة في يوم وليله بل على مدى مراحل طويله من التدريب عبر الفرق الأنشاديه المتنشره وخاصه في محافظه إب ، فتطورت الفكره فأنتجت منشدين على مستوى عالي من المهارة وعلى نطاق الوطن العربي بل والعالمي. ونفس الفكرة بُنيت الكوادر في حزب الإصلاح وأصبحوا فاعلين ومؤثرين وجدير بهم ان يعتلوا الساحات من منظور إداري تأهيلي .

لست هنا مادحا حزب الإصلاح كحزب ولكني أمدح تنظيمه وإنضباط اعضائه مما يُحتم علينا نحن المختلفين فكريا مع حزب الإصلاح الإستفاده من طريقة تنظيمه وعدم الجنوح نحو الفجور في الخصومه ، ونكران كل جميل مع من نختلف معهم ، فحزب الإصلاح ينبغي ان نتعلم من تجربته التنظيميه وان نكون منافسين له وبقوه عن طريق التخطيط والتنظيم لا عن طريق الإقصاء وتشويه المميزات. كم أحلم بتنظيم وسطي -لا يخلط بين الدين لتمرير أفكاره- يملك تنظيم وقواعد كحزب الإصلاح ، سنغدوا في اليمن أكثر تقدما وإزدهار. هو حلم يراودني لجعل كل الأحزاب تملك نفس التقنيات التنظيميه والإداريه لنجعل التنافس في الإبداع والمهنيه أكثر منه في الأفكار والمعتقدات لأن بناء الأوطان لا يُبني بالعقائد بل بالتنظيم والتخطيط المتوازن الذي لا يخلط بين القناعات العقائديه وبين نما وإزدهار الوطن.

لا وقت نُهدره وعلينا ان نبدء التخطيط على كل المستويات مغلبين مصلحه الوطن قبل إنتماءاتنا الإيديولوجيه والتنظيميه حتى نؤهل كوادر قادرة على البناء المتكامل في كل الوطن وفي كل مركز فيه ، بناء يعتمد على الكفاءه اكثر منه على الولاء التنظيمي ، ويعتمد على المهارة والإبداع اكثر من أي شيئ آخر ، فالإنسان المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن إنتماءاته وعن قناعاته مادام سيُحقق للوطن إنجازا وتقدما.

هذا بإختصار معنى الإنتماء لوطن واحد ، وهذا هو معنى الوطنيه وحب الوطن ، ومثل هذا التعصب فليتعصب الناس ، لا بالكلام ولكن بصقل المواهب لأجل الوطن فحسب لا لأجل حزب او تنظيم او كيان.

الجمعة، 1 أبريل 2011

الخطاب الإقصائي : خطرٌ داهم!!


الخطاب الإقصائي : خطر داهم!!

العدل قيمة تشترط تساوي الموازين التي توزن بها الأمور ، ولا يمكن للعدل ان يحدث في حالة إستخدام موازين مختلفه ، والموازين مقصود بها الأشياء التي تلجأ اليها المواقف إما تقيما أو لإصدار حكم. حقيقةً ، تتنوع المواقف بتنوع الأفكار والإختلافات ولكن لإحقاق العدل لا بد من إستخدام الميزان ذاته للطرفين معا.

ما يحدث أيامنا هذه من تنازعات وتجاذبات التغيير يكاد يؤصل لثقافة خطرها داهم ومخفي ولا يكاد يُدركه الأغلبيه لإنشغالهم في هذه العمليه ولكونهم أحد أطرافها. فلكم يُصاب الإنسان بالذهول من تناقض الأنباء الصادره عن الجهات المؤيده للثوره والجهات المؤيده لرئيس الجمهوريه ويُصاب بالصدمه من حجم الإتهامات المتبادله. تتركز الإتهامات على العماله وعلى الخيانه وعلى التطبيل وبيع الذمم ، ومن المؤسف أن كل طرف إختار بعض هذه الألقاب وجعل يُطلقها على الطرف الآخر وكانها طريقة لإثبات تأييده وولاءه لأحد الأطراف هذا على المستوى الفردي والطامة الكبرى تأتي من الجهات الإعلامية المؤيده للفكرتين المتضادتين.

قناة سُهيل تتبنى خطابا ثوريا يرتكز على معاني التغيير والثوره وإسترداد الكرمه ، ويرتكز على تقديم صورة بأن اليمن سيكون أفضل بعد رحيل فخامة الأخ الرئيس وحزبه وسيتحول في أيام معلومات الى يمن الخير والبركه والتآلف ، مع قليل من صور الشهداء وبعض الصور المؤرشفه لديهم عن حالات الفقر والتسول والإهانات في دول الخليج. بالمقابل تصور قناة اليمن الفضائيه وأخواتها الوضع بأنه إنقلاب على الشرعيه الدستوريه ، ومحاوله لتقسيم اليمن الى دويلات ، وتمكين لتنظيم القاعده في اليمن بجانب دعم الإنفصاليين وبالتالي الوصول الى الفوضى العارمة التي برحيل فخامة الأخ الرئيس ستعم حالا.

صحف المعارضه والمواليه لها تنهج نفس الأسلوب وكذلك صحف السلطه فكل طرف يتفنن بتصوير خيانة وعمالة وفساد الآخر ، كلٌ يستخدم العاطفه لتمرير فكرته ولجمع وتأليب الناس حتى ينتصر في النهايه ، وأزعم شخصيا أن المصلحة العامة غائبه عن الطرفين وأنها حاضرة لدى الشباب المعتصم المرابط.

كل هذه الصور تبرز جلية في الساحه وهذا يُهدد بالترابط الإجتماعي وبالحرية الديموقراطيه على أبسط المستويات، فما بين التهم التي تُكال ، والتهم المقابله ينقسم الناس جاعلين مصلحة الوطن الحقيقة وراء ظهورهم لأن مصلحة الوطن تتطلب التكاتف مع وجود الإختلاف بالرأي ، وتحتاج محاورة ومناقشه وإقناع أكثر من تبادل التهم الجاهزه. قد أميل الى الشباب المعتصمين اكثر لكن لا يمنع ذلك أن أقول أن نبذ الخطاب المتشدد والسائد هو أهم خطوه لنجاح الثوره ، فتقديم الواقع كما هو ، والإنحياز وراء الحقيقه والصدق وعدم تهويل الأشياء هو الطريق الصحيح للخلوص الى نتيجه نقيه كنتائج التغيير والثوره. بمعنى آخر عليهم أن يتبرؤا من الخطاب الناشر للحقد الذي تقدمه قناة سُهيل وصحيفة الصحوة ، فالتزيف والتضليل لا يحتاجه سوى الضعفاء وفاقدي الحق والحجه.

لا زلت أكرر وأقول إن الثورة صافية نقية من كل الأدناس لأن هدفها هو التغيير وتغليب مصلحه الناس والضعفاء ، وأنها لن تلامس هدفها الحقيقي إلا بطرق نقيه وراقيه كذلك ، بالسلم والصدق تتحقق الثوره ، بالنقاش المُقنع والحوار المبني على الحجه تنتصر ، بإحترام الآخر وتلمس العُذر لا بكيل التهم والتنفير تنتصر، فالثورة مجموعة من مكارم الأخلاق توضع في نفوس الناس وعلى ضوئها يبدء التغيير الحقيقي.

اليمن ولا سواه هو هدف الجميع ، وتقدم اليمن وإزدهاره حلم اليمنيين كلهم وإن إختلفنا في الطريقة ، وبالتالي لن يتحقق إزدهار اليمن وتقدمه الا عن طريق التسامح وإحترام الآخر ونبذ التخوين والتهم وتجريد الآخر من كل صفات الوطنيه. فترشيد الخطاب لكلا الطرفين – إن أرادوا تقدم اليمن- ضرورة ملحة ينبغي التفكير فيها مع توفير الجو الديموقراطي لكل الناس للتعبير عن أرائهم وإن كانت مخالفه.