الصفحات

السبت، 2 أبريل 2011

أشياء لا بد من قولها!!



                                           أشياء لا بد من قولها!!

التخطيط والتنظيم هما أساس نجاح كل شيئ ، وهما من الأشياء التي تنهج قاعدة البدء من الصفر حتى أعلى الهرم. والتخطيط يسبق التنظيم وهو تحديد الهدف فالإقتناع به ، فايجاد الوسائل الأكثر فعاليه لتحقيقه. والتنظيم هو المتابعه والتقييم المتتابع لآلية تنفيذ الأهداف ووسائلها. والتخطيط والتنظيم يبدأن من خلال إعداد قاعدة قويه ورصينه بحيث كل فرد منضوي تحت هذه القاعده يكون له واجبات -وفي معظم الأوقات له حقوق- يلتزم بها بعد أن يكون قد أُعد إعدادا مكثفا للإيمان بأهدافه داخل إطار هذه المنظمة.

في كل الأحوال تحتاج عملية التخطيط والتنظيم وقتا طويلا حتى تصل الى قوتها الدافعه والمؤثره ، فمن خلال إستقطاب الأعضاء المؤهلين لكمية ولكيفية الإعداد الإنضباطي والعقائدي وتوزيع المهام عليهم بحسبات دقيقة تعتمد علي ميلان الأفراد وملتقى طاقاتهم وتدريبهم على القيام بأدوارهم بمسارات معينه تحتاج المرحلة وقتا وذلك لسببين : إيجاد الترابط والإنسجام وكذلك تكثير السلم التنظيمي بأعضاء فاعلين ومؤثرين في نفس الوقت.

هذا كله يمكن رؤويته –بإنصاف- في حزب التجمع اليمني للإصلاح ، إعدادا وتنظيما وإنضباطا ، أفراد مؤهلين في مراكزهم ، ملتزمين بالأهداف العامة ، التكاتف والتساند ، الترابط والتكامل، التواصل المعلوماتي داخل الحزب ، كل هذه أشياء في الجانب التنظيمي تمثل مثالا ونموذجا لبناء التنظيم القوي. مع تحفظاتي على متسع الحريه والحقوق داخل الحزب والذي لست بصدد مناقشته الآن.
إستغرب الكثير من سيطرة الإصلاح على مجمل الثوره وخصوصا في ساحة التغيير –وان كان هذا الإستغراب مبررا- لكن ما غاب عن بالهم او تناسوه هو أن حزب الإصلاح ما فتئ يبني قواعده ويُجهز لمثل هكذا يوم منذ سنيين طوال ، تربية للنشئ ، إعداد فروع قويه ، إعداد كوادر إعلامية وإستقطابهم ، النشاط الإعلامي والتنظيمي المنتشر ، كل هذه جعلت من الإصلاح ان يمتطي المنصة وبسهولة.

ولنأخذ مثالا لتوضيح الفكره، حزب الإصلاح يمتلك أشهر المنشدين في اليمن وبلا منازع وبلا جدال ، المنشد القدير عبدالقادر قوزع ، أمين حاميم ، القاضي ، الضبيبي ، العماد ،فوزي عصام وأخرين ، فهولاء لمن يبرزوا للساحة في يوم وليله بل على مدى مراحل طويله من التدريب عبر الفرق الأنشاديه المتنشره وخاصه في محافظه إب ، فتطورت الفكره فأنتجت منشدين على مستوى عالي من المهارة وعلى نطاق الوطن العربي بل والعالمي. ونفس الفكرة بُنيت الكوادر في حزب الإصلاح وأصبحوا فاعلين ومؤثرين وجدير بهم ان يعتلوا الساحات من منظور إداري تأهيلي .

لست هنا مادحا حزب الإصلاح كحزب ولكني أمدح تنظيمه وإنضباط اعضائه مما يُحتم علينا نحن المختلفين فكريا مع حزب الإصلاح الإستفاده من طريقة تنظيمه وعدم الجنوح نحو الفجور في الخصومه ، ونكران كل جميل مع من نختلف معهم ، فحزب الإصلاح ينبغي ان نتعلم من تجربته التنظيميه وان نكون منافسين له وبقوه عن طريق التخطيط والتنظيم لا عن طريق الإقصاء وتشويه المميزات. كم أحلم بتنظيم وسطي -لا يخلط بين الدين لتمرير أفكاره- يملك تنظيم وقواعد كحزب الإصلاح ، سنغدوا في اليمن أكثر تقدما وإزدهار. هو حلم يراودني لجعل كل الأحزاب تملك نفس التقنيات التنظيميه والإداريه لنجعل التنافس في الإبداع والمهنيه أكثر منه في الأفكار والمعتقدات لأن بناء الأوطان لا يُبني بالعقائد بل بالتنظيم والتخطيط المتوازن الذي لا يخلط بين القناعات العقائديه وبين نما وإزدهار الوطن.

لا وقت نُهدره وعلينا ان نبدء التخطيط على كل المستويات مغلبين مصلحه الوطن قبل إنتماءاتنا الإيديولوجيه والتنظيميه حتى نؤهل كوادر قادرة على البناء المتكامل في كل الوطن وفي كل مركز فيه ، بناء يعتمد على الكفاءه اكثر منه على الولاء التنظيمي ، ويعتمد على المهارة والإبداع اكثر من أي شيئ آخر ، فالإنسان المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن إنتماءاته وعن قناعاته مادام سيُحقق للوطن إنجازا وتقدما.

هذا بإختصار معنى الإنتماء لوطن واحد ، وهذا هو معنى الوطنيه وحب الوطن ، ومثل هذا التعصب فليتعصب الناس ، لا بالكلام ولكن بصقل المواهب لأجل الوطن فحسب لا لأجل حزب او تنظيم او كيان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق