لحظات موقوته!!
إنسياب هادئ للأفكار ، تجليات تُضرم الحيرة في الأرجاء ، تباينات مريبة ، لا شيئ واضح جلي ، صراعات مع الذات ، تردد مُهيب يبعث الخوف ، إنسحاب جُزئي من المنطقة ، أنات تُحاصر المكان ، وأفراد من القوات العاشقة للإنتقام تجوب الحواري ، الخطاب المُغذى بكلمات الرب يعلو في الأرجاء ، أُخذت – على حسب ظني- من سورتي الأنفال والتوبة ، كون القوم لايحفظون سوى بضُع آيات من هاتين السورتين ، إذ أن كلمة "وأغلظ "من الكلمات المحبوبة لآذانهم كي تُسمع، هبات الشجاعة كانت من نصيب الأعراب ، الجلفاء النشفاء الشجعان، تجمْهُر "للإطاحة" عبر ترنيمات العنف ، "زحفا و إخراجا " لكنهما لا يلتصقان هذه المرة بالذلة والصغار تماشيا مع ما حفظوه ، هواة الكلمة والتنظير كانوا في خضم الجمع ، منظرون على أعلى المستويات لكن تنظيراتهم السلمية حُفظت في الأدراج ، لم نسمع سوى "الزحف" "24 ساعة" مصطلحات يغلب عليها الحماسية منقطعة النظير.
على الجانب الآخر ، إيمان تعلو وجنتيه إبتسامة صادقة ، شموخ لا يُطأطئ الرأس ، حب وخوف على مجاميع الناس الحاضرين منهم والغائبين ، شباب في مقتبل العمر ، لا يشطحون نحو الخطاب الزاحف ، يحفظون أيات الرحمة والحب لاسيما تلك الأيات التي كانت في آخر سورة التوبة ، يكادون يُدركون معاني التسامح المثالية والخوف على من يتكلمون بآسمائهم ، بمستقبلهم ، هم كالماء البارد المناسب على جوف ضمآن حُرم الماء أياما ، وكنسمة هواء جاءت لتُطمئن خائفا قد أحرق الخوف كبده، هم الشاب الرائعون ، الحريصون على مصلحة الوطن.
من بديع الأشياء التي قلما تتكرر ، قوة الشباب وحبهم للتسامح ، فالتسامح هو القوة الحقيقية التي تبني ، تُعمر ، تُنشئ الأشياء الخيريه ، الأشياء الجميلة ، فالقوة منفردة لا يمكنها صُنع ذلك ، والتسامح بخوف وضعف لا يمكنه فعل ذلك ، لكن وبغرابة متناهية وجِد الشباب المعتصم الجامع بين القوة ، الطموح ، العزم ، الأمل ، وكذلك التسامح ، المقصود بالشباب هم الذين لا تبعون أجندات الأحزاب التي تمولهم فكريا ، أي لا يتلقون أوامرهم من غرف مغلقة بل قناعاتهم تأتي من تفكيرهم ومن قرأتهم للأحداث والواقع ، أقصد بالشباب الذين رفضوا دعوات الزحف في جُمعات خلت ، هولاء هم الشباب الذين يُعول عليهم حمل مستقبل اليمن السعيد.
يتراى اليمن السعيد وكأنه على بعد خطوات لا أقل ولا أكثر من التتويج ، من الإنطلاق من نقطة البداية الجديدة ، ولمست هذا ولأول مرة في حياتي في الاسبوع المنصرم ، حينما بدا الرئيس علي عبدالله صالح متخبطا لا يدري ما يفعل ، ولكأنه نسى أبجديات المراوغه المشهور بها لبعض ساعات ، فاصدر إتهاماته لدول ونسى الأخريات وحاول أن يعزل بعض تفاصيل القضيه بعضها عن بعضها ظنا منه انه بهذه الطريقة سيصل لمراده.
هي إذا لحظات ما قبل الوصول ، لحظات ما قبل الشروع في التحدي الأكبر الا وهو بناء اليمن الحقيقي ، اليمن السعيد ، إعادة الأخلاق العامة التي عمل الرئيس على إسئصالها طيلة فترة حكمه ، إعادة نشر قيم العدل والإنصاف والإحترام المتبادل ، ونبذا لمفاهيم السلب والفيد ، وقوانين الغاب التي طغت طيلة حكمه المسمى بالرشيد. وإيقانا بان اللحظات باتت وشيكه ، علينا ان نشرع في التهيئ والتجهيز لمراسيم الإحتفال العظيم ، أظنها تلامس كل واحد يحلم برحيل علي عبدالله صالح ، يحلم برحيل قيم الغطرسة والعنجهيه وتسلط العسكر على الرقاب ، رحيل الشعور بالخوف والقلق على مستقبلك لمجرد انك مبدع وناجح لا تجد من يسندك ويدعم بورقة او برسالة.
أذكر مقولة تقول أن "السعادة يبدوا أنها وجدت لكي تُشارك" بمعنى ان السعادة بمختلف تعريفاتها وجدت لكي تُشارك بين الناس ، ولا أعظم من الشعور بسعادة التغيير ، الشعور بقرب التحول من حال أسوء صعب الى حال تقول بوادره بانه سيكون أكثر عطاء وتفاءلا. وهي لحظات الآن أحق بأن تُشارك بين كل الناس ، بالإبتسامه ، بالتفاؤل ، بالتهيئ للمستقبل القادم ، مستقبل العدل ، والإنصاف ، وتوفير الحياة الكريمة التي تليق بنا كيمنيين.
الفضل بعد الله للشباب المعتصمين الصادقين أن جعلونا نفكر بالإبتسامه ، بالتفاؤل ، بالحلم في مستقبل أفضل ، والفضل الأكبر يتجلى في صمودهم ، في سلمية ثورتهم ، في الإصرار ليس عنادا ولكن دفاعا عن حقوقهم المسلوبه، هو تسجيل يُحفظ لكم ويزيد من رصيد شموخكم ايها الشباب المنقذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق