الصفحات

السبت، 9 أبريل 2011

فضيع ما يجري يا حالمة!!

فضيع ما يجري يا حالمة!!

تختلط نسمات الحالمة المنطلقة من مشكاة العلم والثقافة والمدنيه والسلم والتسامح بروائح الدماء وإنبعاثات الحرية في أيامنا هذه ، وأقل ما يُقال عن هذا الإختلاط العنيف أنه غموض يكتنف المسببات والدوافع ، ولو افترضنا غباء الآمرين لمثل هذه الأوامر الإبادية الدمويه عدم علمهم لمكانة العلم وأهله ، الا ان حرمة الدماء تكاد تحتل كل العقول والضمائر من المهد الى اللحد. من البديهي أن حرمة الدماء شيئ مقدس ، والأماكن التي تُسفك فيها الدماء تجعل الحرمة مضاعفة ، والدوافع لسفك الدماء تزيد الأمر تقديسا ، كل هذا مع قدسيته الا ان حرمة سفك شاب اعزل يطالب بحقوقه وعلى ارض الحالمة شيئ لا يُمكن تخيله.

وبالمناسبة اي مجتمع ينشر التعليم ويُقدسه لا يُمكن هزيمته بحال من الاحوال بالقوة ومهما كانت التحديات لانه يزداد قوة مع ازدياد الضغوط عليه ، لا ينثني المجتمع المتعلم والناشر للتعليم سوى للاقناع فالاقناع فالاقناع ، القوة في عُرف المتعلمين بغي وطاغوت وبالتالي التنازل لها تنازلٌ عن قيم ومبادئ وقناعات تخص حرية الانسان وكرامته. وبالمثل سلمية الشباب لا تعبر بحال من الاحوال عن ضعفهم ، عن هوانهم ، عن جبنهم ، فلكم حلمت الحالمه قرونا عديده واتُهمت بالجُبن والخنوع على لسان الكثيرين لكنها ثارث ثوره الكريم كما حلمت حلم الكريم ، فتعز كما ذكر الشاب المثقف احمد شوقي احمد اذا ضربت اوجعت فكان الحال حال مجتمع سُلب حقوقه وعاش -كما الثائرين في كل المحافظات- مسلوب الحقوق ومنزوع الآمال ومحبط الفكر ، فهي ثورة ليست ضد علي عبدالله صالح فحسب بل ثورة ضد الظلم ، ضد الفشل ، ضد التخلف ، ضد المكابره ، ضد كل ماهو سيئ في المجتمع.

لا أثقل َعلى الإنسان من إجتماع وضعين عليه وضع حتمية وضرورة التغيير  ووضع رؤية الدماء تسيل، فلا يستطيع تأجيل والتنازل عن إحداهما لصالح الآخر  ، فالتغيير من أولى الأوليات لأنه يشمل فئات المجتمع التي تئن وتعاني من فشل الحكومات المتعاقبة والسكوت المشين لرئيس الجمهورية إزاء ذلك ودعمهم وعدم محاسبتهم ، ولما كان الفقر والجوع والإقتصاد المتدني والمتدهور والحروب المتلاحقة قد أثقلت كاهل الشعب فكان من الضروري التغيير لبناء الدولة المدنية ولتقليل معانات الناس المتزايده يوما عن يوم وسنه عن سنه.

ما أغرب الأشياء لا تكون ثقيلة على النفس إلا عندما تجمع بين النقيض ، تحاول تسخر من المعقول واللا معقول ، بين المؤمل والضروري وبين الأهواء والنزعات ، كثيرون هم الذي يحاولون إنتزاع لقمة العيش من الرئيس ، كثيرون يريدون انتزاع التطور والتقدم وإظهار اليمن كما هو رائع ومالك للحضارات ، وكثيرون يبنون أحلامهم على قاعدة التفاؤل والطموح ، ولكن سرعان ما تشوه  كل هذه الطموحات والآمال على أنها محاولات لإنتزاع الملك ، للوصول الى الكرسي المبجل ، محاولات لقلب الطاولة والإرتداد على الشرعية.

يا فخامة الرئيس : قد يتحول الحمل الوديع ، والأستاذ الذي يحمل حقيبته وطبشورته راجلا الى المدرسة لتعليم النشئ قواعد الحساب والقراءه والكتابه ، والطبيب المصاحب لسماعته لتفقد الناس ، والدكتور في الجامعه محاضرا ومعلما ، سائق التكسي المكافح ، المزارع الصادق والطيب ، خريج الجامعه سائق الدراجه الناريه طلبا لرزقه  ، قد يتحول كل واحد الى مدافع عن حقوقه وبصلابه لأنهم بغيره لن يكونوا شيئ ، وبتنازلهم عن حقهم الأساسي يكونوا قد تنازلوا عن حريتهم الموهوبه من ارحم الراحمين ، وهذا ما تسطره مواقفهم على ارض اليمن اجمع وخاصة مدينه تعز الحالمه.

يا فخامة الاخ الرئيس : أعذرني لكنك فهمت القضيه بالمقلوب ، الإنسان حين يُسلب لقمة عيشه وكرامته لا يُفكر في أي تخويف او تهديد ، لن يستسلم لانه لا يملك شيئا ليخسره ، لن يستمر الطيبون في طيابتهم المُفَسره على انها جُبن وخوف الى الأبد ، كان لا بد عليك فهم هذا الشيئ قبل ان تقذف نيرانك عليهم ، قبل ان تفكر في قتلهم وسفك دمائهم ، لن تُسعفك الأيام لتفعل ما تشاء ، صدقني الحياة لا تتملق لأحد ولا تجامل أحد ، ضياع الفرص ستندم عليها لان الفرص محدوده وقليله ولذلك سُميت فرصا فعليك اعتنامها ، لقد سلبت مدنية تعز مدنيتها ، لقد ملاءت شوارعها دما ينزف بعد ما كان في شوارعها نور السلام والعلم يقرء كل من يجول في ارجائها الامن والايمان والجد والمثابره.

لن نعذرك نحن الشباب على سفك دماء الناس وهذا حقنا ، ولك مع الله حوار هو اعلم به ، هاهو الكبر والمكابرة يدفع بالوطن نحو سفك الدماء ، تبا للكبر لقد اخرج ابليس من مكانته ، واخاف ان يُخرجنا الكبر نحن اليمنيين من نداءات العقل والحكمة وحقوقهما المحفوظه لليمنيين ، اخاف ان تُسفك مزيد من الدماء بسبب الكبر والعناد.

رحماك يا الله فلقد رجوناك بحفظ دمائنا ، بإصلاح الحال والمآل ، رحماك يا من لا يُسترحم سواه ، ولا يُرجى الا هو ، رحماك رحماك بالشباب ، بالناس الخارجين دفاعا عن حقوقهم ، دفاعا عن مستقبل عيالهم ، فأنت خير من يُسترحم ولك يُرجع الأمر كُلُه علانيته وسره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق