الصفحات

الأحد، 24 أبريل 2011

الرموز الوطنية وتيه التقليد



لفت إنتباهي في فعالية أُقيمت في ماليزيا مناصرة وتأييدا للثورة الشبابية صورة الثائر جيفارا والتي كانت تتوسط العلم الوطني من الحجم المتوسط. لا أُنكر كان هناك تناسق في الألوان إذ أن الصورة كانت ملونة ودخان السيجارة العريضة كان باللون الرمادي مما أضاف على اللوحة تلك جمالا يضاف الى إسوداد شعر الثائر المتدلي.

تلمستُ المكان والحيطان لأرى علماً آخرا أكبر حجما عليه صورة الشهيد الحمدي مثلا او الثائر الزبيري او احد الثوار اليمنيين فلم أجد أحدا كان له نصيب الشرف في تلك الأمسيه سوى الثائر " جيفارا"!!!!. بحقيقة الأمر هو ليس إنتقاص من قيمة الرجل بقدر ما هو تغييب للثائر الوطني" المحلي" أو إستخفاف بثورانهم ونضالهم الذي أفنوه لأجلنا حتى ولو من باب تشجيع الثوار المحليين إن صح القول.

الشهيد الحمدي كان مؤسس الدولة اليمنية الحديثه في وقت كان من أحلك الظروف إذ ان التخلف كان على اعلى مؤشراته ، القبلية المسيطره ، الإقتصاد المتدني ، كل هذه العوامل المعيقه كانت تدفع لأن يُصيب قلبه التردد من الشروع في بناء الدولة المدنيه ، لكنه وبالرغم من كل هذا شرع في المشروع الأعظم ودفع حياته ثمنا لذلك.

الشهيد الزبيري هو المثال الآخر لقيم التضحية والإيثار ورفع مبادئ الحرية خافقة عالية في مجتمع يكاد لا يُدرك هذه القيم بعد ان خاض معارك على مدى سنوات طويلة كانت تستنزف كل هذه المعاني طيلة سيطرتها. الأسماء كثيره والثوار كثيرون والمضحون من أجل الدولة المدنية لا يُحصون عددا.

غاب أيوب والنعمان –الشاعر- كذلك عن الحفل ، وبالرغم من روعة الحفل والتكاتف المبهج الا ان الحفل كان ناقصا شيئا ما ، أدركتُ بعدها ان ايوب لم يكن حاضرا بصوته وتغنييه بالكلمات الثوريه التي لا مثيل لها ،أشتقنا أن نسمع حينها " وهبناك الدم الغالي وهل يغلى عليك دمُ" يا الله ما اشجى هذه الكلمات ، ما أعظم معانيها ، ما أشد وقعها على القلوب والعقول ، ما الذها للأسماع ، هي تعني اليمن واليمن إذاً يعنيها ، فيها التضحية الخالصة لا حب الظهور والبروز وركوب الموجات ، فيها معاني الولاء المطلق للأرض ، للإنتماء ، للإعتزاز ، هي ماضية مستمرة في الثورة وبعد إنقضائها ، بإختصار ليس كلمات قيلت لتأجيج الناس لإتمام الثورة فحسب بل هي ممتدة مستمرة بعد الثورة لتذكريهم بالحب الأزلي ، بالوفاء بالأهداف التي سُقيت بالدم لبناء اليمن الحديث.

إن وضع الشخصيات اليمنية الثائرة وأبطال الثورة الحقيقيون محل إحترام يجعل من صوره ورمزياتهم تتصدر كل فعالية وكل حفل يتصل الى الثورة بصله، لا ينقصنا ثوارا حتى نرفع صورة جيفارا ، ولا ينقصنا مناضلين حتى نجعل صورة جيفارا تتوسط العلم اليمني الذي سُقي بدم أمثال الحمدي والزبيري وغيرهما. هو إذا حق لهما ومن العدل توفيتهما حقهما كاملا ، هو إذا إمتداد لمشروع كان لهم الأسبقيه في البدء لإتمامه ، كانوا هم الضوء المضيئ وعلينا فقط إن أردنا النصر وتحقق الثورة ان نتمسك بمنهجهما وبأهدافهما النبيلة.

رحمة الله تغشى كل الشهداء والثوار اليمنيين الذين بذلوا دماءهم رخيصة فداء للوطن من لدن قديم الزمان الى يومنا هذا ، والحرص كل الحرص على عدم تهميش دورهم الغالي بأي صورة من الصور وإن كان غير متعمده ، ولنحفظ لذوي الفضل فضلهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق