الصفحات

الجمعة، 1 أبريل 2011

الخطاب الإقصائي : خطرٌ داهم!!


الخطاب الإقصائي : خطر داهم!!

العدل قيمة تشترط تساوي الموازين التي توزن بها الأمور ، ولا يمكن للعدل ان يحدث في حالة إستخدام موازين مختلفه ، والموازين مقصود بها الأشياء التي تلجأ اليها المواقف إما تقيما أو لإصدار حكم. حقيقةً ، تتنوع المواقف بتنوع الأفكار والإختلافات ولكن لإحقاق العدل لا بد من إستخدام الميزان ذاته للطرفين معا.

ما يحدث أيامنا هذه من تنازعات وتجاذبات التغيير يكاد يؤصل لثقافة خطرها داهم ومخفي ولا يكاد يُدركه الأغلبيه لإنشغالهم في هذه العمليه ولكونهم أحد أطرافها. فلكم يُصاب الإنسان بالذهول من تناقض الأنباء الصادره عن الجهات المؤيده للثوره والجهات المؤيده لرئيس الجمهوريه ويُصاب بالصدمه من حجم الإتهامات المتبادله. تتركز الإتهامات على العماله وعلى الخيانه وعلى التطبيل وبيع الذمم ، ومن المؤسف أن كل طرف إختار بعض هذه الألقاب وجعل يُطلقها على الطرف الآخر وكانها طريقة لإثبات تأييده وولاءه لأحد الأطراف هذا على المستوى الفردي والطامة الكبرى تأتي من الجهات الإعلامية المؤيده للفكرتين المتضادتين.

قناة سُهيل تتبنى خطابا ثوريا يرتكز على معاني التغيير والثوره وإسترداد الكرمه ، ويرتكز على تقديم صورة بأن اليمن سيكون أفضل بعد رحيل فخامة الأخ الرئيس وحزبه وسيتحول في أيام معلومات الى يمن الخير والبركه والتآلف ، مع قليل من صور الشهداء وبعض الصور المؤرشفه لديهم عن حالات الفقر والتسول والإهانات في دول الخليج. بالمقابل تصور قناة اليمن الفضائيه وأخواتها الوضع بأنه إنقلاب على الشرعيه الدستوريه ، ومحاوله لتقسيم اليمن الى دويلات ، وتمكين لتنظيم القاعده في اليمن بجانب دعم الإنفصاليين وبالتالي الوصول الى الفوضى العارمة التي برحيل فخامة الأخ الرئيس ستعم حالا.

صحف المعارضه والمواليه لها تنهج نفس الأسلوب وكذلك صحف السلطه فكل طرف يتفنن بتصوير خيانة وعمالة وفساد الآخر ، كلٌ يستخدم العاطفه لتمرير فكرته ولجمع وتأليب الناس حتى ينتصر في النهايه ، وأزعم شخصيا أن المصلحة العامة غائبه عن الطرفين وأنها حاضرة لدى الشباب المعتصم المرابط.

كل هذه الصور تبرز جلية في الساحه وهذا يُهدد بالترابط الإجتماعي وبالحرية الديموقراطيه على أبسط المستويات، فما بين التهم التي تُكال ، والتهم المقابله ينقسم الناس جاعلين مصلحة الوطن الحقيقة وراء ظهورهم لأن مصلحة الوطن تتطلب التكاتف مع وجود الإختلاف بالرأي ، وتحتاج محاورة ومناقشه وإقناع أكثر من تبادل التهم الجاهزه. قد أميل الى الشباب المعتصمين اكثر لكن لا يمنع ذلك أن أقول أن نبذ الخطاب المتشدد والسائد هو أهم خطوه لنجاح الثوره ، فتقديم الواقع كما هو ، والإنحياز وراء الحقيقه والصدق وعدم تهويل الأشياء هو الطريق الصحيح للخلوص الى نتيجه نقيه كنتائج التغيير والثوره. بمعنى آخر عليهم أن يتبرؤا من الخطاب الناشر للحقد الذي تقدمه قناة سُهيل وصحيفة الصحوة ، فالتزيف والتضليل لا يحتاجه سوى الضعفاء وفاقدي الحق والحجه.

لا زلت أكرر وأقول إن الثورة صافية نقية من كل الأدناس لأن هدفها هو التغيير وتغليب مصلحه الناس والضعفاء ، وأنها لن تلامس هدفها الحقيقي إلا بطرق نقيه وراقيه كذلك ، بالسلم والصدق تتحقق الثوره ، بالنقاش المُقنع والحوار المبني على الحجه تنتصر ، بإحترام الآخر وتلمس العُذر لا بكيل التهم والتنفير تنتصر، فالثورة مجموعة من مكارم الأخلاق توضع في نفوس الناس وعلى ضوئها يبدء التغيير الحقيقي.

اليمن ولا سواه هو هدف الجميع ، وتقدم اليمن وإزدهاره حلم اليمنيين كلهم وإن إختلفنا في الطريقة ، وبالتالي لن يتحقق إزدهار اليمن وتقدمه الا عن طريق التسامح وإحترام الآخر ونبذ التخوين والتهم وتجريد الآخر من كل صفات الوطنيه. فترشيد الخطاب لكلا الطرفين – إن أرادوا تقدم اليمن- ضرورة ملحة ينبغي التفكير فيها مع توفير الجو الديموقراطي لكل الناس للتعبير عن أرائهم وإن كانت مخالفه.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق