الصفحات

السبت، 23 أبريل 2011

على هامش فعالية شباب التغيير في ماليزيا : الغائبات الثلاثة!!

من أجمل ما يرى الإنسان في حياته ، جمع بريئ طيب ثائر ، تجمع حول هدف واحد ، لا إختلاف ولا افتراق ، الهتافات المتناسقة مصدرها قناعة وحاجة، الحقوق والحرية في أروع صورها ، روعة لا توصف وإنسجام منقطع النظير. جميلٌ تجمُع قوى المجتمع كله حول غاية واحده بكل أطيافه وفي كل مكان فالحال والمآل والمصير واحد ، وجميلٌ كذلك إبراز معاني الثورة ومشروعها الصعب الذي يحتاج الى جهد والى تكاتف القوى لبناء اليمن الجديد ، اليمن السعيد.

حضر كل شيئ في فعالية شباب التغيير بماليزيا لكن كان هناك غياب لثلاثة عناصر ، قد يبدو غياب هذه العناصر مُعللا بالوقت وبالتنظيم لكني أراه غيابا تغلب عليه الأنانية المختزله أو عدم وعي لمعاني الثورات بشكل عام. غاب عن الندوة الشباب-بكلماتهم- ، الكفاءة بماهيتها ، قصيدتي اليتيمه.....

من بديع الأشياء هو حماس الشباب الأيجابي وحبهم تجاه وطنهم وتخطيطاتهم المسئوله عن تصورهم لليمن الجديد ولذلك يصيغ الشباب كل ذلك بكل الوسائل ، بكلماتهم الحماسيه ، بشعرهم ، بمقالاتهم ، وفي نقاشهم. الكبت لهذه الأشياء تؤدي نتيجة سلبيته كما يقول علم النفس ، وعدم اتاحة المجال لها تُفسر على انه غير إهتمام او أنانية مفرطه.

لم نرَ كلمة للشباب المتطلع ، كل ما رأيناه هو خطاب ممزوج تم تلاوته من قبل الدكتور الخرباش ، فيه من الخلط الكثير وفيه من المراوغه الكثير – أقصد الخطاب- فيه تذبذب تجاه القضية الجنوبيه وابراز ان المشكلة كلها تكمن في علي عبدالله صالح وبرحيله سينسى الجنوبيون مصطلح الجنوب العربي ، فيه غموض حول القضية الحوثيه وتفسيرها بالاسلوب ذاته الذي فُسرت به القضية الجنوبيه ، وفيه عتاب جاء متأخرا لإقصاء الإشتراكي-بالذات- متبوعا بالأحزاب الأخرى لدرئ الشبهه.

من أشد الأشياء التصاقا بالشباب هو الوضوح والمواجهه لكل القضايا أبتغاء حلها لا لتأجليها لمرحلة قادمه ، هذا الفرق الجوهري الذي يجعل من الشباب وكلماتهم محل دراسة المتخصصين وثقة من العوام ، كلنا يعلم أن القضية الجنوبية قضية حق وأن حلها لن يكون بمجرد رحيل فخامة الأخ الرئيس -وإن كان هو الخطوه الأولى- ولكن الحل بإنشاء دولة مدنية لا تقوم على إقصاء الثقافات فضلا على إقصاء الكفاءات. القضية الحوثية هي لُغز وبالتالي القول بأن رحيل الرئيس سيجعل من الحوثيين مواطنين صالحين منصاعين للقانون قول فيه شك ، وإن كنت لا أجزم بإمكانية حدوثه.

العنصر الفني يتمثل في المهارات الفنية والتي هي من العمق الأهم في الثوره ، يبغي أن تكون المهارات الفنية هي التي تفصل في إعتلاء المناصب ، الوظائف، المهمات ، ويسقط كل شيئ ما عدا ذلك ، أي الجانب الإنتماء الأسري ، المناطقي ، وغيرها .. لا أجد مبررا أن يُلقي البيان الختامي –مع جل الإحترام للملقي- ملقٍ لا يتمتع بأساسيات الإلقاء ، القدرة على توصيل المعلومه ، التفاعل من الجمهور وغيرها من المهارات الأساسيه... هناك من الشباب من يمتلك المهارات التي تؤهله لإلقاء مثل هذا البيان فماذا لم يتم إستدعاؤهم ، الأسماء كثيرة والمبدعون أكثر ، فالثورة هي تحرير للطاقات من الإستعباد الفكري والإقصائي...

قصيدتي التي أسميتها باليتميه كان تسعى لأن تنال حريتها أن تنال حقها وان تضع بصمتها إذ أنها ثمرة تطلع نحو مستقبل نحلم به نحن الشباب ، وهروب من واقع كان يُقال لنا أنه قدرنا وعلينا الصبر عليه ، كانت تتزين وتحلم ذات يوم أن تكون عروسة مبتسمة لتنقل رسالة الفرح والتفاؤل والثقة بأن الشباب لم يعودوا مغلولي الأيادي نحو واقع متحجر ، كانت تأمل أن ترسم ألوان ثورتها في وجوه الشباب الثائر النقي ، كانت تهيج وعبر قائلها وتناشد كل المنظمين أن أناشدكم الله أن تجعلوا لي طريقا لأرى النور ولا تزرعوا في جنبات حروفي اليأس والنفور والإحباط.. كانت تنادي لكن دون جدوى ، كانت تستغيث لكن دون جدوى ، كانت تتوسل- أحيان كثيره- لكن دون جدوى ، كانت تُحرقني وتُعذبني بتأنيبها لكن دون جدوى... لك الله يا قصيدتي ، فعندما يكون هناك تقدير للثورات الداخليه الشبابيه سترين النور بإذن الثوار الحقيقيين. فلا عجب من غياب قصيدتي فلقد غاب عن الفعالية نجوم في السماء مضيئه ، أيوب طارش عبسي وعبدالله عبدالوهاب نعمان بالكلمات والألحان والأغاني الثوريه.

كلمة الشباب الغائبة ، المهارات الفنية المتوسطه ، قصيدتي اليتميه ، كل ذلك عناصر فقدناها البارحة والأمل كله أن يتفادى المنظمون لمثل هذا التغييب إن هم هموا بإقامة فعاليات ثورية حقيقية تعبر عن تطلعات الشباب وتخدم قضاياهم الحقيقيه..
الشكر موصول لكل من نظم ، شارك ، حضر ، بذل جل وقته لإتمام هذه الفعالية التي نعتز بها ونفتخر بها ونضعها وسام شرف على صدورنا في كتب التاريخ التي لا تضل أبدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق