الصفحات

السبت، 28 مايو 2011

المرحلة القادمة : منافسة برامج لا ايديولوجيات!!



المرحلة القادمة : منافسة برامج لا ايديولوجيات!!


لا شك في أن قيمة الإنسان هي القضية الكبرى والأساسية لدى كل القوى التي تتواجد على هذه الأرض سواء كانت هذه القوى دينيه سماويه او وضعية او غير ذلك . ومما لا شك فيه ايضا ان كل البرامج التي قامت والأنظمة السائده والمتعاقبة عبر مراحل زمنية متلاحقة كانت تسعى وتهدف الى الحفاظ على قيمة الإنسان كمبداء اساسي لإستمرارها والحفاظ على ديموميتها ، كل هذا يمكن ملاحظته عبر دراسة حياة هذه الأديان والأنظمه على حد سواء.


الإسلام بطبيعة الحال جاء ليحافظ على النفس البشرية باعتبارها الخليفة التي تعمر الأرض وتحافظ على استقرارها ، وكل المبادئ والتشريعات جاءت فقط لتخدم هذه الفكره ، فشُرعت الحدود والتشريعات التي تنظم كل ما يتعلق بالإنسان وتجريم وتبشيع كل ما يجعل من الإنسان غير ذي قيمة كالتهاون في قتل النفس او هتك العرض او سفك الدماء او استباحة الأموال. واستنادا على ذلك فقيمة الإنسان تكمن في توفير الحياة الآمنه ، الرغيده –ان امكن- ، توفير الأشياء الأساسية للحياة مرورا باستغلال كل الوسائل لتحقيق ما هو متاحٌ تحقيقه والتقصير في ذلك يعتبر إخلالاً في احترام هذه القيمة وما افسد قليلُه فكثيره غير مرغوب فيه ويجب نقده ومحاربته بشتى الوسائل.


وتمهيدا للولوج في خفايا هذه الفكرة المترامية الأطراف ، لا بد من الإتفاق على أن لا قيمة لدينٍ او نظامٍ أيا كان سماويا او بشريا او حتى تخيليا لا يُحافظ على الإنسان ومصالحه ولا يحمل تشريعات او قوانين واضحه تبين كل العلاقات المتعلقه بالإنسان وقضاياه الأساسيه ، ويدخل في عدم كفاءة هذه الأديان أو الأنظمه وجود قوانين او تشريعات ضبابيه غير واضحه يمكن تأويلها ولي عنقها بسهولة لتكون لينة مطاوعة للإستخدام ضد الإنسان وإستقراره بشكل عام.


التنوع الحاصل هو من روعة وسمو الفكر البشري الإنساني وسيظل كذلك ما لم يحدث تحوير للفكرة الأم التي أُنشئت من اجلها هذه الكيانات، ومتى ما حصلت عملية التبادل وإهمال مبداء التكامل فان الصراع سيفرض نفسه على ارض الواقع وسينتهج المراحل الطبيعيه التي تبدء بالإقصاء فالتهميش فالصراع الفكري فالصراع بالعنف وختاما سقوط قدسية النفس البشريه والإنسان كقيمة أساسيه في الحياة.


إسقاطا على أرض الواقع ، نحن بحاجة في المرحلة القادمه- أعني ما بعد الثورة- الى ان نحاكم الأحزاب بناءً على برامجها ومدى وجود إحترام الإنسان كقيمة في هذه البرامج ، وكما اشرتُ سابقا بأن معنى احترام الإنسان يعني توفير الأشياء الأساسية للحياة من مسكن ومأكل وتعليم وصحة وأمن ومستقبل آمن لأولادهم هذا على مستوى الأفراد ، وعلى مستوى الوطن بناء وطن قوي باقتصاد قوي ، وببرامج وخطط مستقبليه تنمويه تجعل الوطن قادرا على المشاركه في بناء الحضارات والإنسان ككل في كل بقاع الأرض.


معتقدا ، لسنا اليوم بحاجة ان نقدم برامج الأحزاب تحت غطاء ديني بحجة الدفاع عن الإسلام او بغطاء قبلي مناطقي بحجة الحفاظ على مصالح مناطق معينه، ولا بغطاء تحرري بحت يسعى لتطبيق الحرية المفرطه ، ما نحتاجه اليوم هو الإهتمام بالإنسان وإعادة كرامته من خلال تغيير بعض الثقافات السائده والتي تستهين في دم الإنسان وماله وحقه في الحصول على حقه في التعليم والتوظيف وكل الحقوق المشروعه.

آن الأوان ان نهتم بأهدافنا ومشاريعنا على مستوى اوطاننا حتى تصبح قوية يسود فيها العدل وقيم التسامح والمحبه والإنصاف ومن ثم التفكير بمصلحات أخرى تسعى للم الشمل وتجميع الشتات كالوحدة العربيه والخلافه الاسلاميه-المعتدله- وحتى الوحدة الإسلامية الشامله. هي اذاً دعوة صادقة لتهيئة النفس بطاقاتها وامكانياتها للسعي نحو الإصلاح الحقيقي والبناء الحقيقي والخلافه الحقيقيه في الأرض المبنيه على العدل والإنصاف الإلاهي الذي يحترم حق كل ذي حق في هذا الوجود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق