الصفحات

الاثنين، 30 مايو 2011

السلمية والشرعية!!


السلمية والشرعية!!


من معضلات العقل البشري وسبب تأخره هو أخذ الأشياء لذاتها لا لإستخدامها ، فنجد ذلك في شتى المجالات الدينيه وثقافة القبيله وحديثا ديموقراطيتنا الفريدة اعني الديموقراطيه اليمنيه.. لست هنا بصدد مناقشة هذه المعضله على المستوى الديني فالوقت لا يسمح ولا يُناسب ومستعينا بالله سأحاول ملاسمة هذه القضيه من زاوية واقعنا السياسي.


الشرعية والسلمية طرفا نقيض واُستخدما لذواتهما ولمعناهما المجرد اي ان من ينادون بهذين المصطلحين لا يخضعانهما لعوامل الوقت وتغيراتها ، بل اصبحا مصطلحين جامدين لا يتغيران بتغير الوقت والوضع والحاجه.. حقيقة ، لقد ألف الناس المتعاطفين مع هاتين الفكرتين ترديدَهما واسرفوا في ذلك فأصبحت الفكرة مقدسة ولا يجب نقضها مهما كانت الحاجة لذلك مما مهد لسفك الدماء وقتل الأنفس وسلب المال فقط لمجرد ان اتباع هاتين الفكرتين قرروا تحويط المناطق المحيطه بهما بأسلاك شائكة .


وفاءً لدماء الشهداء التي سُفكت البارحه في الحالمة تعز لن اخوض في الشرعية وتفاصيلها ، فالقضية تسبب اكتئاب عند مناقشتها لانها مجرد فكرة سطحية وجُدت لتُبرر سفك الدماء فحسب... 
السلمية وسيلة للوصول الى عدم سفك الدماء والحفاظ على النفس البشريه ولذلك وجب الحفاظ عليها فقط حين تكون كذلك ومتى ما اصبحت وسيلة لسفك الدماء وتمكين سفاكي الدماء من رقاب الناس فعندئذ تُصبح لعنة شيطانية وجب الإنقلاب عليها ، فلا حاجة لسلمية تساعد القاتل على قتل الضحية بدم بارد وبأقل التكاليف .

السلمية وسيلة للوصول الى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامه ، للحفاظ على المنشأت العامه التي هي ملك للشعب ، للحفاظ على الإقتصاد الوطني ، وعندما لا تحافظ "السلمية" على هذه المعاني فعندئذ تصبح لعنة شيطانية تساعد على الإفساد في الأرض وتمكن الفاسدين الحقيقين من الإضرار بمصالح الناس وسكينتهم العامة.


السلمية وسيلة للوصول الى الحفاظ على الأمن العام للناس ، في تحركاتهم وفي بيوتهم ، في قوت عيالهم ، وعندما لا تحافظ السلمية على هذه الأشياء فعندئذ لا معنى لها بل تساعد على نشر الذعر والتقطع وانتشار العصابات المتعطشه للدماء ولعصابات السلب والنهب.


سلميه سلميه سلمية رددوها ثلاثا ولا أرها اليوم الا مطية لسفك الدماء ولسلب الناس امنهم وممتلكاتهم ، سالت الدماء في كل مكان وقُتل الناس في كل مكان ، واستبيحت النفس البشريه وكلٌ يستغل سملية الناس وبساطتهم... نعم لا تنجروا نحو الحرب ولكن دافعوا عن انفسكم بطريقة منظمه ، لا تحملوا كلكم السلاح ولكن انشئوا لجان تدافع عن سلميتكم ، لا تعتدوا على احد ولكن كونوا قوة ردع حتى لا تُستباح الدماء فتسفك ، اجعلوا من الظالم أن يراكم اقوياء لا بصدور عاريه وبأفواه مفتوحه تنادي سلميه سلميه سلميه...


نحن ضد العنف بكل اشكاله ولكن السلمية في الوقت الراهن هي من تدفع الظلمه لسفك الدماء فلا تتشبثوا بالفكرة لذاتها ولكن بمدى خدمتها للقضيه الكبرى وهي حفظ النفس المكرمه ، انا على ثقة بأنكم قادرون أن تنظموا انفسكم فأنتم شباب ثوره ولكن بادروا في تكوين لجان تدافع عنكم لتحافظوا على سلميتكم فلا اهون على على صالح ان يأمر بقتلكم فالموضوع اصبح موضوع عناد وفرض هيمنه.


اخيرا ، الله خلق القوه لا لتُسخدم لإرهاب الناس والجانب السيئ من القضيه ولكنه كذلك خلقها لتُستخدم كقوة ردع تساعد في نشر قيم الخير والمحبة والحريه ، فاستخدموها ولا تسرفوا ، وآمنوا بها ولا تتطرفوا ، فحق عليكم حماية الناس والشاب العُزل الذي خرج ابتغاء الحرية والكرامه بأدنى مستواياتها ... اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق