الصفحات

الجمعة، 20 مايو 2011

علاقتنا بالآخر!!


علاقتنا بالآخر!!

العلاقة هي شيئ تربط شيئيين وتتطلب طرفين ولها واجبات وحقوق ، فالعلاقة قد تؤثر سلبا او ايجابا على احد الأطراف او كليهما إذ أن الطرفين يلمسان حاجة لإقامة العلاقه وبالتالي تحدد نسبة هذا التأثير مدى تعلق الطرف الأول بالثاني. بمعنى أن الطرف الذكي هو الذي يحدد حدود علاقته بالآخر بمقدار حاجته وتحقيق مصالحه حتى لا ينعكس تأثير العلاقة سلبيا عليه.

حقيقةً ، اليمن وجد نفسه تائها بتحديد علاقته مع الآخر والمقصود هنا بالآخر هو أي كيان او دولة او مجتمع دولي غير حدود اليمن ، فمع حتمية العلاقة التي ولا بد ان تتوفر نتيجة لطبيعة الحياة البشريه التي تتطلب التفاعل حتى تستمر الحياه كات المعضلة الكبرى لليمن وهي عدم تحديد علاقته مع الآخر بصورة واضحه جلية وذلك – باعتقادي- جاء كنتيجة لسبب هو عدم وجود الهدف على مستوى الوطن اي عدم وجود سياسات واضحه تسعى لتحقيق اهداف مرسومه على المدى القريب والمتوسط والبعيد.

ومقتنعا ، أقول ان عدم تحديد الهدف جعل الأطر العامه لسياسات الخارجيه تتبع أهداف وأهواء الآخر وهذا بالتأكيد جعل من تطور اليمن خاضعا لهولين رهيبين هما هول تحدي الذات لوضع الأهداف والهول الآخر هو التخلص من الأنقياد والأنصياع للآخر وبالتالي خُلقت علاقة جديده مركبه للغايه مقتضاها علاقة تبادليه لا تكامليه بين الصعيدين الخارجي والداخلي مما ترتب عليه القول بأن من الصعوبة بمكان وضع الأهداف على المستوى الداخلي دون تدخل القوى الخارجيه بصورة او بأخرى.

تتعدد القوى الخارجية بتعدد مصالحها وتتفاوت سيطرتهم بدرجات متفاوته ، فمن المملكه العربيه السعوديه ونزعتها الشهوانيه لوضع اليمن تحت السيطرة القسريه حتى لا يتم الإخلال بتوازنهم-على حسب زعمهم- الى النفوذ الخارجي الممثل بامريكا والقوى الأوروبيه المتطلعه للسيطره على مجريات اللعبه من جديد وانتهاءً بإيران ومخططاتها المصبوغه بصبغة دينيه.

الكلام يطول عن القوى الخارجيه ومشاريعها واسبابها وطموحاتها ولكن وجود تأثير هذه القوى على الساحة سواء كانت السياسيه او الثقافيه او الاقتصاديه ملموسا ومُدركا بصورة لا تستدعي كثيرا من التعب او التأمل ، وأنكارها انما هو كمثل من يدُس رأسه في التراب كالنعامه ظنا منه ان ذلك سيُنجيه من التعرض للصيد.

وبعقلانيه تامه أصبح لوم والقاء العتب على القوى هذه وجعلها كشماعه لتحميلها الاخطاء والفشل هو نوع من الحمق الغير مُبرر ذلك أن خيوط الحل ومفاتيحها بأيدنا نحن وكما قيل لن يستطيع احد ان يركب ظهرك مالم تنحني له وبالتالي يتلخص الحل لكل المعضلات والفشل الذي نحن نستنشقه بكرة واصيلا بتحديد العلاقة وحدودها وما نريد ان نحصل جراء اقامة مثل هذه العلاقات الضروريه ، ان ذلك يتطلب باختصار وضع أهداف على المستوى القومي ، وبلغة البسطاء الخاليه من التكلف نحتاج ان نجاوب على الأسئله التاليه : ماذا نُريد ؟ ماذا نُريد أن نكون؟ وبماذا نطمح؟

مما لا شك فيه أن اليمن اليوم بامس الحاجه الى ان يُحدد هدفه ولا ضير إن أخذ وقتا طويلا للقيام بهذه المهمه إذ أنها مهمة جدا وهي اللبنة التي ستُبنى عليها الدولة اليمنيه الحديثه ولا جدوى لإلقاء اللوم على الآخرين فتارة نقول أن سبب فشلنا المُقذع سببه الجاره أو الخليج او الاتحاد الأوروبي أو أمريكا او حتى الصومال والقرن الأفريقي!!

كما قال المرحوم الفيلسوف الكبير عبدالله البردوني أن عدونا هو من بيننا وهو بين ضلوعنا ولا غيره -وقد صدق بالفعل- فعدونا هو  عدم فهمنا لحاجاتنا ولوضعنا ولأهدافنا وبالتالي أعتقد أن من أولى الأولويات هو تحديد الهدف ولوم النفس والسعي لحل المشاكل التي نحن سببها والتي لن يحلها سوانا لنكون قد خطونا خطوه نحو بناء الهوية اليمنيه التي أساس رسالتها التشارك والإنتاج الحضاري لا هوية سؤال الآخرين وتصدير المشاكل وزعزعة السلم العالمي.

لا وقت نُضيعه لوماً للآخرين وتحميلهم نتائج فشلنا ، ولا وقت لتصفية الحساب والإنتقام الذي لا يبني أوطانا ولا يُقدم مشاريع بناءه ، وحان الوقت لتحديد أهدافنا وتحليلها تحليلا علميا ووضع خططا لتنفيذها بما يتناسب مع إمكانياتنا وطاقتنا حتى نكون إيجابيين لا سلبيين في كل شيئ ، والأمل  كبير لن يفارقنا مادام اليمن يتحسس طريقه ويتلمس سبيل الخروج من الكهوف المظلمه التي وضعه ابناؤه فيها ، وصدق البردوني حين قال مشكلة اليمن في اليمنيين!!!.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق