الصفحات

السبت، 21 مايو 2011

لهذا دمعي يسيل!!

لهذا دمعي يسيل!!


غريبون ولا يُجدي العجب ، متناقضون ولا يجدي تفاصيل السبب ، سرابيون في اهدافهم في آمالهم في كلامهم في عقلياتهم ، يا الاهي ما هذا الغباء المُركب ، لا تنفع معهم تجربة سالف ، ولا مايجري من حولهم ، بنتِ العنكبوت بُيوتها ، وتجمعت الكلابُ الضواري حول فريسة واحده تتقاسمها بالتساوي ، نظمت النحل حركة طيران جناحاتها ، وبتنظيم رهيب كانت اسراب النمل تتهادى بين نقطتي تواصلها ، حركات الموج تتبادل الأدوار لتصنع موجات متجدده ذات قوة متجدده ، الملائكة ذوات اللباس الأبيض تترتب على شكل صفوف مترتبه لتأدية وظائفها ، السموات الطباق سبع ، الأرضون ذوات الصدع سبع ، كل شيئ مرتب منظم ، الأمم تفقه أهدافها تنظيما وتطبيقا ، والرؤوى والأفكار تتكامل لا تتبادل ، كل شيئ من حولنا يُنبئ عن تنظيم يفضي الى هدف ، كل خطوة لها معنى ولها ثمن ، كل شيئ يقول لا معنى للوجود بدون تنظيم ، بدون أهداف نبيله لترى سبيلها المستقيم للتنفيذ.


هكذا نحن ، كالشتات في مكان مغلق ، كالتناقض في صُلب حقيقة مجرده محضه ، كالرشد بمنطق الغي ، كالصدق بكلمات وتعبيرات الكذب والدجل ، لاشيئ يُقنعك سوى الشعور بالحيره والذهول ، اللعنة !! خيرات حسان الفشل الإنساني البشري البشع موجود بيننا ..جوع .. تخلف ... ضياع للقيم... كساد أخلاقي مُقيت ... كل معاني الجمود بأسمى معانيه نراه كشيخ سلفي طويل اللحيه بكثافتها وبسوادها الداكن اللون يملئ أركان فكره ظلام دامس ، فكر عدائي ، وإفتراس لا حدود له.


ايتها اللا حقيقه لا تُجادليني فلقد صار الجدال بيننا إلاها معبودا ، ووطنا مقصودا ، ورجاء لا يخيب ، وهدفا لا يُخطئ ، ما أوصلنا الى ما نحن فيه سوى المجادله ، المكابره ، عدم الإعتراف بالأخطاء ، وعشق حياة الغاب حيث القيم تُصبح عارا لا بُد وأن يُدفن ، وخزيا عظيما لحق بكل شيئ ، لا قيمة لذي القيمة لكونه متعلما ، مثقفا ، او مسالما مدنيا ... استبدلنا الطيب بالخبيث ، استبدلت العفويه والتواضع بثقافة حمران العيون ، والقوي الذي لا تصله إرادة الرب ، والمُبندق الذي بنى له الى رب البساطة صرحا ليطلع الى اسباب القيم الحيوانيه ليجعلها عروسا بلباس أبيض تجلب الحسد والغبطه.


لا أعلم ما الجدوى من العلوم والمعارف التي تم إخراجها للوجود  من علم تنظيم الذات ، علم المنطق ، علوم الطبيعه ، والميتافيزيقيا ، العلوم التطبيقيه البحته ، والعلوم الإنسانيه ، كل المهارات التي تجعل من اللاممكن ممكنا ، ومن اللامحسوس محسوسا ، نعم نتعامل معها كالحمار يحمل أسفارا ، ماذا عملنا بكل هذه العلوم؟!! لم نقرأها بعد!! لم نستفد منها على الإطلاق!! والدليل لم نبني وطنا ، ولم نبني مجتمعا ذا قيم ، لم نصنع شيئ سوى التناحر والكلام المسرف الذي يستحي العقل من التفاعل معه ، عنصريه في البيت الواحد ، وتحارب في البيت الواحد ، وتناحر لا يحده اي حد ، ولا يصفه وصف.


واسفاه على وقت أضعناه بغبائنا ، وااااسفاه على جهد تبدد بغبائنا ، وااااحسرتاه على ثروات لم نبني بها اوطاننا ، واخجلاه من اهات الفقراء البسطاء حين انطلقت ، وفضيحتاه من فقرائنا حين لم نجد أحدا يلبي احتياجاتهم ، يداوي أوجاعهم ، يسمع أنينهم ، يقف مع مرضاهم ... جُرم كبيرٌ أن يحدث كل هذا ولا زلنا نكابر ، ولا زلنا لم نعي الدرس ، ولم نفقه أهدافنا وواجباتنا تجاه الوطن ، تجاه الفقراء البسطاء المساكين.


كم أشعر بالمراره وألآم الكبت عندما أرى البسطاء وهم شعثٌ غبرٌ غير نظيفين ، غير مرتبين ، مواد تجميلهم التراب الناشف ، وكريم وجوههم شحوب باهت ، وصورهم تكفي أن تحكي الحكايات المندثره وراء هذا الستار التخيلي... والأعظم من ذلك وجود تبرير لكل هذه العبث ومن جهات مختلفه ، ولا عجب إن كان بعض هذه التبريرات مستمدة من الدين الحنيف.


كفى عبثا بمقدرات البلاد ، كفى استخفافا بالملكات التي وهبنا ايها الله ، وكفى تبريرا للفشل الذي نحن فيه ، وقفا لكل هذا العبث المُركب ، لقد ضيعنا الكثير ، لقد أضعنا الكثير الكثير من الوقت ، من الجهد ، من الطاقات ، لقد نفد رصيدنا ولذلك هي فرصة الغريق للنجاة من الغرق ، الفرصه الأخيره للولوج الى عالم آخر مختلف تمام الإختلاف بتفاصيله ومعطياته.


أُقسم - ولا أظنني حانثا في قسمي- أننا لن نملك فرصة اخرى لتحول ، لتغيير الحال المزري هذا فالفرصة لا تتكرر ولذلك علينا أن نعض عليها بالنواجذ ونحدد اهدافنا بشكل أني عن إيمان وإقتناع مبنيان على  الحاجة والحتميه ، لأجل الأرض التي تستحق الكثير ، لأجل الفُقراء والبسطاء العفويين ، لأجل الناس الرائعين الفلاحين والمرابطين في محراب الفضيله ، فضيلة العمل والبحث عن لُقمة العيش الحلال لهم ولعيالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق