الصفحات

الأربعاء، 1 يونيو 2011

الأجساد المُحترقه وعجز الرجال!!


الأجساد المُحترقه وعجز الرجال!!

تعالت أصوات الإشفاق – مشكورة- إثر استباحة تعز من قبل فاقدي الكرامة الإنسانية ، وتعالت كذلك – مشكورةً- دعوات قبائل عديده لحماية تعز والدفاع عن زهراتها العُزل ، بيد أن المثل العربي يؤكد لنا حقيقة وهي أن ما حك جلدك غير ظفرك، والأكثر حقيقة وملامسة للواقع هو قول الشهيد الراحل علي ناصر احمد (عنتر) وطن لا نحميه لا نستحقه.

ليس عيبا البته اننا ولدنا مدنيين ولا نعشق حمل السلاح مع وجوده ، وليس جُرما كذلك أن نحلم بأحلام مشروعة بعد 33 سنة لم نجد فيها حتى قطرة ماء في تعز ، ولكن الجُرم الكبير هو أننا لازلنا نركن على الآخر –أيا كان شكلُه- لنجد منه نُصرة او نجدة او حتى عطفا وشفقه. كل معاني الإجرام والوحشية البشرية رأيناها وعلى البث المباشر الحي ولم تُسعفنا حتى نداءات ودعوات من كانوا في المنصه مبتهلين الى الله لإنقاذهم فلقد وارت النيران أجساد البسطاء والمساكين فيما عبثت الرصاص بمن بقوا صامدين ، ومن تراجع من هول المصيبه لوحق في الحارات وتم كلُ شيئ وكأن شيئا لم يحدث.

انتظرنا ان نسمع اصوات رصاصكم يا رجال تعز طويلا ولعله حلمٌ كأخيه وهو أن يرحل السفاح بمجرد الصراخ سلميه سلميه ، انتظرنا ان نسمع ولو كلمة مفخمة من أفواهكم لكننا ما سمعنا سوى الشباب العُزل وهم يسطرون اروع الملاحم والبطولات فهذا اقصى ما يملكون ، فتبا لكل من كان قادرا على نصر المظلوم فتردد وخاف ، والشرف كلُ الشرف لكم ايها الأبطال الشباب فحتما ستنتصرون لأنكم لم تدخروا شيئا لنصرة اخوانكم المظلومين.

لازلتُ احفظ المعلقات العشرين في شجاعة بني قومي- جبل حبشي- وبسالتهم في الحروب ، وكل القبائل المجاوره لها كقبائل شرعب والمعافر وصبر ، لكني أجد ذلك اليوم بعد مرور يومين على المجزره المشينه انما هو تضليل وكذب شنيع ، ما بقي من رصاصهم التي كانوا يعبثوا بها فيما بينهم لم نسمع لها ولو حتى طنينا اليوم نصرة للمظلوم ونصرة للقضيه ، فأيقنت ان كل ما قيل انما هو من لهو الحديث واستغباءٌ لغرض قتل الوقت فحسب.

واااحزناه على دمائكم الحمراء والسوداء ، واااخجلاه من صيحاتكم وأنتم تُقصفون بوحشية العسكر ، واااسفاااه فقط لأننا ذويكم ولو كان اهلكم أناسا آخرين لعرفوا كيف ينتصرون لأناتكم وأنتم تعانون سكرات الفراق ، ولسعات الشعور بالقهر ، ودموع الهزيمة المحرقه.. كثُرت جبالنا بمسمياتها ولكن الرجال قليلون وخائرون ، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

اقسم ان النداء بكلمة سلمية بعد اليوم هو مشاركة للظلمة في القتل ، وأقسم ان من يتردد في نصرة ذوي الدماء المسكوبه ، والأجساد المحروقه انه سيذوق من نفس الكأس الذي ذاق منه سابقوه ، لا أجد مفرا من القول بأن من يفقد الرحمة لا يمتلك شيئا آخر ولا يتعامل الا بمنطق مصاصي الدماء والتلذذ بها .

لعل ما تبقى من الحُزن ان يقضي علينا فإننا احقر من أن ننتصر لهولاء المحروقين ، والمشبعين قهرا ، وحسبهم كما قال فخرُ العزب أنهم رحلوا وفيهم شيئ من تعز ، لكننا سنرحل  وفينا بقية من حُزن وشتان بين الفريقين ، فريق بصيرٌ وفريق أعمى . 


جميل ان نحزن ونفنى ، فكلُ بقاء بعد حرقكم يا شبابنا لا معنى له ، ولولا وجود الله لأيقنا ان معاني الشر هي ربُ الكون تعبث بكل شيئ جميل ، وتتخذ من الأعمال الشيطانيه بنين وحفده ، ولولا ثبات المتبقين من الشباب لكان الخير خرافة لا تستحق ان تكون حتى حكاية للأطفال ، فالحمد لله على وجود الله ، والحمد لله على ثبات الشباب المتبقين.


سلام عليكم ايها المحروقين ، وسلام عليكم ايها الشباب الغاضبين ، وسلامٌ عليكن ايتها النساء الشامخات ، وعذرا يا من يُجيد حمل السلاح فلقد خذلتمونا ، ولا نملك الا ان نُهديكم دماءنا المندثره في كل شارع ، في كل مشفى ، في كل ناقلة جُند وقمامه ، في كل رشاش ومدفعيه ، علها تُخاطب دماءكم المتحركه بين اضلاعكم فإن توأمة الدماء لا تخضع لقوانين البشر ، ولا لخوفهم من المجهول .

هناك 3 تعليقات:

  1. لا بد من وجود قوات تحمي المتظاهرين حول الساحة وأن تقتصر مهمتها في الرد على من تسول له نفسه الاعتداء بنفس شيطانية.

    ردحذف
  2. صدقت يا غسان.. فلقد اسرفوا في القتل واهلاك الحرث والنسل

    ردحذف
  3. عندما وضعت ذلك النشر في الفيس، لم أكن أتصور حقًا أن ليس لهم لجنة حماية، فهي من الضروريات. أتذكر ساحة التغيير في بداياتها أنشات لجنة أمنية، لكن أتوقع أن ما جعل أهل ساحة الحرية يغفلون عن ذلك هو أنهم لهم يواجهوا "المطابزات" التي واجهها أصحاب ساحة التغيير من غازات سابة وبعض الطلق هنا وهناك.

    إن شاء الله وإن قد حدث جلل، فإن علينا أن نبدأ من الآن ونعيد حساباتنا، فالمجرم صالح ليس سهلاً إسقاطه. ولكن إن شاء الله سيسقط قريبًا بعون الله.

    ردحذف