الصفحات

الاثنين، 13 يونيو 2011

معنى أن تكون ناصريا!!

معنى أن تكون ناصريا!!

الجدلُ الفلسفي  الذي لم يُحسم بعد حول من يصنع الآخر ، هل الإنسان يصنع الأفكار أم الأفكار تصنع الإنسان ، ويبدو الجدل منطقيا لاسيما أن الأفكار هي من تُحرك الإنسان فتصنع منه مجتمعا وكيانا قويا مُبدعا يتطلع للحرية والكرامة والعدالة الإنسانية الشاملة ، وبالمقابل يبدو أن الطرف الآخر صحيحا إذ ان الأنسان هو من يصنع الأفكار ، فلا أفكار بدون إنسان ولا إنسان بدون أفكار.

قد يبدو الأمر معقدا في قاعات وفضاءات التنظير إذ أن محاولات إثبات أي فرضية في هذه الجدل جدا للغاية ، وبالمثل يبدو الأمر أكثر صعوبةً وتعقيدا للتوفيق بين هذه العلاقة على أرض الواقع ، نعم صعبٌ تحقيقه في علم الفرضيات  والنتائج لكن ذلك لم يكن كذلك على أرض الواقع فقد تطوعت هذه العلاقة أمام الناصرية فكرا وإنسانا.

الناصرية عملت على التوفيق بين هذين العنصرين بشكل متوازن وبطريقة إحترافية فتعامل مفكروها ومنتسبوها على أن الإنسان لا بد أن يُحترم كقيمة ، وبالتالي خدمة هذه القيمة هي الهدف الوحيد ولا تهاون او تقديم تنازلات على الإطلاق ، فشرعوا في بناء الإنسان بناء قويا على كل الصُعد ، علميا وفكريا واقتصاديا وثقافيا ، فكان الإنسان هو القيمة الأثمن بين كل الحقائق ، هو أولى الأولويات وأرقى موجود ، والمستحق لكل الجهود التي تُبذل والطاقات التي تُستهلك.

لقد أفرزت هذه التوليفه مجتمعا مثقفا وطنيا من الطراز الأول وبدء اليمن يخطو خطواته الأولى نحو الدولة المدنية الحديثه وانتشرت المشاريع العملاقه آنذاك ، حياة هادئة مستقرة مفعمة بالنشاط وتأديه الأدوار المُناطه كلٌ في مكانه ، فتكاملت قوى المُجتمع في سنوات قلائل ، وبدا الخير والتطور يسري ويُرى على ارض الواقع حتى تم وأد هذا المشروع بقتل القائد الحمدي وتصفية ما تبقى من إخوانه وقادات الحزب ومفكريه .

هي فترة زمنيه محدوده بحدود السنن الكونيه ، رسمت من خلالها لوحة جميلة تحكي أن التكامل بين الإنسان والأفكار يُنتج حرية وعدلا وتقدما ورخاء للبلاد والعباد ، ولكأنها درسٌ إنساني ليُدرك الناس ان خدمة الناس وتغليب مصلحتهم أسمى من أي شيئ آخر ، فالإنسان هو القيمة الأسمى في كل الأوقات .

ومن هنا نلحظ ان الناصرية ليست محدودة بحدود الأديولوجيات المحصوره بثقافة إفعل ولا تفعل ، وليست مجرد فكره طائشه تجوب المكان وتعبث بالقواعد الأصيله والثوابت المُتعارف عليها ، وليست كذلك حركه منظمه مقتصره على بيانات ولجان مركزيه وتنظير أنيق ، إنها –وبلا فخر- سلسله متصله ، حلقاتُها مكونه من احترام الإنسان ، والتعليم ، والثقافه ، والإنصاف ، ومكارم الأخلاق المتعلقه بكرامة الإنسان وحياته الكريمه ، ومادةُ هذه السلسله العمل والإخلاص والتفاني والولاء المطلق للإنسان كقيمه فلا شرفٌ الإ باحترام الإنسان ، ولا نجاحٌ الإ بتذليل الصعاب أمامه.

حسنا ، الأفكار العظيمه لا يمكن إخفاؤها قسرا ، ومحاربتها بالعنف ، هي لا تنتهي بموت القادة او إغتيالهم ، هي تُعيد ترتيب نفسها بنفسها بفلسفات كونيه رهيبه ، ها نحن اليوم نشهد عودة الشباب الناصريين المثقفين ، نرى نورها في وجوه الناس بتفاؤل وشوق ولهفه بعد ان حالوا بينها وبين الناس ، ذلك النور البهي الذي يطمح لدولة العدل والمساواه والتطور ، فهاهم اليوم زهرات هذا الفكر يتطلعون بشتى الوسائل فقد شرعوا سُفنهم للزحف نحو التعليم وتوعيه وتثقيف الناس حسب إملاءات فطرتهم النقيه ، وسنوا اقلامهم ينشدون العلم ولا غيره وإحترام الإنسان ومصالحه العامه.

تبارك من جعلكم كالأقمار في السماء يُرى نورها ، ويُهتدى بضوئها ، ويُقتدى بعلوها ، وأحسن من خلقكم مرفوعي الهامات ، وشامخي الهمم ، ومبتسمي الوجوه ، وسبحان من أعطاكم الفرصة لأن تكونوا للناس تقضون حوائجهم ، وتعلمون جاهلهم ، وتبنون الأوطان ، وتنشرون الفكر المتزن الغير متطرف ، ولا أخالني أن انسى القول بأن المسؤولية عظيمه تتناسب مع فرحة العوده للميدان ، والتكاتف التكاتف فالوطن يحتاج كل نطفة عرق ، وكل ثانية مهاره وجد واجتهاد وتفانِ.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق