الصفحات

السبت، 25 يونيو 2011

الزحف نحو النهدين!!


الزحف نحو النهدين!!

مدركا ، بات الأمر أشبه بتجريب مهارات فنية راقية لإستنهاض همم الثوار – العظماء- حتى لا تُصبح الثورة "حنبة" على حد تعبير الدكتور الشهير ، وبات من الإبداع إكتشاف طريقة ما ، تُعجل من إتخاذ الحلول المعروفة لدى كل الأطراف في الساحات ، ولا أجدُ مفرا من تقديم محاولة وإن كانت بطريقة أو بأخرى قضية فطرية غفل عنها الأكثرون.

يقول مظفر النواب : "إن حكم النهد يفوق حكم كسرى في الليل" ، هذا على فُرش الزوجية الرغيدة ، لكن ماذا على ساحات الثورة وميادينها الشريفة؟!! بالتأكيد الإنجذاب نحو (النهدين) سيكون أكثر وأوجب حتى تُلبى الرغبات المكبوته منذ 33 سنة او يزيد قليلا.

ليس في الأمر أي فُحش أو بذاءه ، لكن فيه حاجة ماسة توقف عنف العسكر وشهوات الساسة ، وتُنجي البسطاء من حسيس نيران هاتين الطامتين اللتين يشعر أصحابها بلذة لا تُضاهيها لذة ، إنها لذة القتل و السيطرة الفرعونية المُقيته ، والضحية الأكبر هو الشعب المغلوب على أمره الذي يعاني بالنهار من أزير الرصاص ، وفي الليل من المكر السيئ لأرباب الشهوات السياسية.

هيا نتوجه سويا الى رواية "أقنعة الشياطين" لعادل دهنيم ، وبالتحديد الى قوله : "نهداي هذان إمامان إن قاما وإن قعدا ، ومن يهده الله الى هذين النجدين فقد أوتي من الخير الكثير" ، فياليت العُقول الثورية تهتدي نحو النهدين لتجعل لمعانات الناس والترهل الثوري نهاية فتسعد البلاد والعباد ، وتُصبح الثورة متوجة وصراطا يسير عليه اليمنيون ليصلوا الى دولتهم المدنية العادلة.

أقولها وبلغات الثوريين الأبطال ، لقد حان الوقت الى الزحف نحو النهدين ، فقد أُعطي كلُ أحد فرصته ولكن دون جدوى ، أستبيحت الدماء ، وأُحتكرت السلع والمواد الأساسية ، و ضرب الإرهاب وسفك النفس المحرمة خيامه في أبين ، وتحولت تعز الثقافة بُقدرة قادر بين عشية وضحاها الى ساحات معارك شرسة ليس لها معالم ولا حدود ولا حتى إشارات مرورية مُرشده.

نعم للزحف نحو النهدين ، ونعم لوضع حد لمأساة الناس ، ولتتويج الثورة بتاج الوقار ، لم يعد الإنتظار مُجديا ولا حتى مُسليا ، فلقد أُستنفذت الأغاني والرقصات والزوامل وحتى أذكار الصباح والمساء ، ولقد نفد جهابذة الخطب الجُمعية من حزب الإصلاح وأخذ كلٌ دوره حتى وصل الدور الى اعلى الهرم في الجمعة الماضيه ، ولم يتبقى الا دور المُكرفتين المدنيين من الحزب الأكثر تنظيما ، حقيقة  كل أشكال الفن والدعوة والكلمات والشعر والنثر والعصيد تم تداوله حتى أننا لم ندخر لمثل هذا اليوم شيئا حتى يُقال ، الإستقالات بكل أنواعها الحُمر والصفر والبنفسجيه وحتى الأروجوانية تُليت وأُذعيت يوم الزينة ، كل شيئ كان يُتوقع إنضمامه إنضم ، ولم يعد بالإمكان توقع المزيد ، المبادرات تلو المبادرات ، الأحزاب وحرصها على الدم اليمني ، السياسات المغلقه والمغلفه ، لم يبقى الا الزحف نحو النهدين ، فهلا تهيأنا له يا رفاق!!

الى النهدين ولا غيرُ ، ولنختصر مسافات الزمن ، فالثورة هي مبدأ قبل أن تكون قناعات ، وهي تتحكم في حياة الناس وبالتالي لابد من التعامل مع الوضع بمسؤولية فلا معنى لثورة تزيد من معاناة الناس وتُفقدهم أشياء كانوا يمتلكوها في الماضي بكل سهولة و يُسر ، الطرف الآخر –أعني أنصار النظام- قد يُبرر كل هذه الممارسات ببلاده تامه فمعاناة الناس لا تعنيه بشيئ بقدر ما يعنيه إفشال الثورة وإظهارها بأنها قاصمة للظهر ، وبالتالي لوم الطرف الآخر وتحميله المسؤولية إنما هو من قبيل الحُمق ولا يتعدى ذلك ، إنها ثورة والثورة لا بد أن تفرض أهدافها بكل شجاعة وصرامة وحكمة كذلك..

بالمناسبة ، للنهدين جاذبية –كما قيل – والله أعلم ، غير ان النهدين المرجو الزحف نحوهما قد يملكان جاذبيه من نوع آخر ، إنها جاذبية نحو فداء الوطن ، نحو بناء دولة مدنية ، نحو المجد الأزلي ، لا تزول لذلته بزوال المؤثر بل تمتد لتصير جبالا نهدية تتراءى للناس والملائكة أجمعين... الزحف الزحف يا شباب ...










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق