الصفحات

السبت، 4 يونيو 2011

سلاح البسطاء : الإيمان بالله!!

سلاح البسطاء : الإيمان بالله!!


تمايزت الخطابات المستنتَجه من القرأن الكريم -المصدر الإلاهي الخالد- التي تُفسِر معنى الإيمان بالله ، فكان أكثر هذه الخطابات شيوعا هو حصر الإيمان بالله على أركانه السته وتكاد كل الخطابات ترتكز تماما على هذه الأركان. الإيمان بالله والرسل والغيبيات والقدر خيره وشره والكتب السماويه وتبلور فهم الناس على هذه المعاني التي اصبحت مع مرور الزمن وكثرة التكرار والملل المصاحب للفكره الجامده رمزيةً  ولم يلمس الناس في حياتهم وتصرفاتهم آثار هذه المعاني التي هي في الحقيقه اعمق معنىً وحقيقة من السطحيه التي فسرت هذه المعاني بها.


الإيمان لُغة هو التصديق –كما جاء في لسان العرب- ، مشتقات هذه الماده توحي بالمعاني التاليه : الأمن ، الثقة ، الإطمئنان، وكل هذه المعاني المذكوره لا تتحقق الا بالإقتناع وصدق العلاقة بين الطرفين إذ أن الثقة لا تتوفر الا بين جهتين يُدرك كل طرف نوايا الآخر  . وإجمالا ، الأيمان بالله هو القناعة التامة بأن الله موجود وهو الوحيد القادر على تسيير الأمور بقوانينه هو التي جعلها واضحة معلومة للناس أجمع ، وتلتصق هذه القناعة بأشياء ثلاث وهي الوضوح ، الثقة ، المنتجات.


الوضوح يعني أن بين الله والخلق عهودا ومواثيقَ واضحه فيها الحقوق والواجبات والآليات الموصله الى الهدف ، فيها تفصيل للأشياء المقربه للهدف وتفصيل كذلك للأشياء التي تُبعد عن الهدف ، والأكثر من ذلك كيفة التعامل مع هذه الأشياء بشكل عام ، فلقد شُرع الحلال والحرام وجعل الله الحلال والحرام بينين لا لبس فيهما ، وسهل طريق الحلال ويسره رحمةً بالعباد.


إن علاقة الله بالعباد علاقة مبنية على قواعد محدده وبدقة فمن عمل خيرا فلنفسه ومن أساء فعليها ، وليس فيها ظلم او غبن من قبل الله لأنه العدل ويُحب قيم العدل والإنصاف فلقد حرم الظلم على نفسه وجعل الظلم محرما بين الناس ، ولذلك من العدل أن تكون هذه العلاقة واضحة محدده بحيث يكون الإنسان على بصيرة فيما يختار ، وبالتالي إن آمن الإنسان أي إقتنع بالأشياء الواضحه المحدده فهو من المؤمنين الذي قد وضح الله مالهم وما عليهم .


الثقة تعتبر من اساسيات الإيمان إذ ان بعد الإقتناع والتفكر في الحقوق والواجبات يتوجب على المؤمن ان يقتنع بأن من وضع هذه الحقوق والواجبات هو الوحيد القادر على تنفيذها والوفاء بوعوده ، فإذا لم يكن قادرا فلا معنى لعقد هذا الإتفاق معه لانه ليس قادرا على تلبيتها، والثقة تعني أن من وثق به هو المالك لمجريات الأمر المستحق لأن يكون أهلا للثقة والعمل بمقتضى الإتفاق بحقوقه وواجباته والإلتزام التام بها.


وبنفس المنطق ، المنتجات هي الثمرة الفعليه لحقيقة الإيمان وهي الشاهد العملي الوحيد على إلتزام الطرف الآخر –الإنسان- بهذا الإتفاق ، فإبرام الإتفاق بالكلمات وعدم الإلتزام بواجباته انما هو اتفاق ناقص ولذلك كان هناك فرق بين الإسلام والإيمان إذ أن الإيمان درجة أعلى تتطلب عملا شاقا لأن الواجبات تنسجم وتتناسب مع الحقوق المطلوبه ، فما نيل المطالب بالتمني ولكن الدنيا تؤخذ غلابا.


إذاً الإيمان أساسه الإقتناع بالشيئ ويتطلب الوضوح والثقة وعمل اي نتائج ، وما احوجنا في ايامنا هذه الى الإيمان بالله أي ان نترجم قناعاتنا المكتسبه بأن الله هو القادر وهو المسيطر والفعال لما يريد على أرض الوقع عن طريق عدم اليأس وفقد الثقة بالله جراء الأعمال اللا إنسانيه المتناميه في ايامنا هذه من قتل والعبث بأمن الناس وممتلكاتهم وإستعراض القوم ابتغاء ارهاب الناس البسطاء واخافتهم ، لا يوجد معنى لخوفنا ويأسنا الا معنىً واحد وهو اننا فقدنا الثقة بالله جراء الضعوطات المتزايده.


نحن نحتاج الى تفعيل الإيمان بالله -في هذه الأيام- من خلال التفاؤل والإقتناع بأن الله لن يكون في صف الظالم الذي يعبث بدماء الناس وأرواحهم ، الله لا يُحب الإعمال الشريره  والإعمال الشيطانيه وبالتالي فلا نصير للظالم لأن الله في صف الضعفاء والبسطاء والمساكين ، هذا هو الإيمان الحقيقي الذي لا بد أن يتبعه عمل من خلال الثقة بالله وانتظار الفرج القريب العاجل.


المسافه  بين التفاؤل واليأس هي قدرُ شعره فالزموا التفاؤل ولو رأيتم غير ذلك ، إن ذلك بالطبع يعزز من القدره على البقاء متفائلين واثقين بفرج الله الرحمان الرحيم الذي هو أرحم بنا من امهاتنا ، فالحياة والأمور ليست عبثية تسير بلا رقيب ولا نظام بل هي تحت عين البصير الحكيم .


آمنا بالله لأنه القادر على حماية الضعفاء والفقراء والبسطاء الذي سُلبوا أمنهم وحقهم الرغيد في الحياة ، ولا أعدل من الله في أن يقتص من الظلمة لتعديهم على حدود الله من قتل النفس المحرمه ، وترويع السكينه العامه ، وممارسة اعمال البطلجه والأرهاب في الحواري والبيوت الآمنه.



هناك تعليق واحد: