الصفحات

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

الإسلاميون والنظام الإقتصادي المُرتقب!!


الإسلاميون والنظام الإقتصادي المُرتقب!!


العالم بات أشبه بقرية صغيره وأصبح تحديدا كالحلقة الصغيره المُغلقة الحدود إقتصاديا ، وبات من الصعب فصل هذه الحلقة وتجزيأها الى قطع متناثره ، وبالتالي كان هناك طريقان حتى يتم الإنسجام مع العالم المحيط فإما القبول بالموجود وتقليل الغير مرغوب فيه أو إيجاد بديل يرتقي أن يكون ذات كفاءة وفعالية حتى يكون بديلا للنظام الأول...


الإسلاميون بشكل عام- والإصلاح بشكل خاص- يكتنف برامجهم الإقتصادية نوع من الغموض المُبيت ، والمُبيت هنا تعني عدم وجود رؤية واضحة تم طرحها ولو من باب البرامج الإنتخابية للناس تحدد نوع النظام الإقتصادي الذي سيتبعونه لاسيما بعد التمهيد لأسلمة كل شيئ في البلاد فمثلا فقد أًصبحت بعض البنوك إسلامية ، بعض المستشفيات إسلامية !! ، بعض الجامعات إسلامية !! ، حتى أصبح مصطلح إسلامي مرتبط إرتباطا وثيقيا في السوق الإقتصادية البدائيه في اليمن.


هو تساؤل يبدو منطقيا للغاية إذ أن النظام البنكي المعمول به حاليا يقابل بنوع من مداهمات التشكيك كتلك التي تقول أن البنوك الحالية بنوكا ربوية تتعامل بالربا ولذلك تم تمهيد لفكرة البنوك الإسلامية كبنك التضامن الإسلامي وبنك سبأ الإسلامي مما أوحي بأن النظام الحالي لم يعد قادرا أو حتى ملبيا لطمأنينة الناس ، فمجرد وجود مصطلح إسلامي يجعل من الوصول الى قلوب الناس المتدينين بالفطره سهلا وبالتالي تكون عملية الجذب ممكنة بلغة استثمارية بحته.


حقيقة ، يقودنا هذا التسلسل المترسل لمناقشة هذه القضايا الى نقطة هي بعيدة العمق حيث يتجلى التنبؤ بعدم القدرة  على إنشاء نظام إقتصادي إسلامي عالمي شامل وكامل  - على الأقل في الوقت الراهن - يحل محل النظام الإقتصادي الحالي ، وهذا بالتأكيد يخلق نوعا من الفوضى الإقتصادية خاصة بعد الدعوات التمهيديه نحو  نظام إقتصادي إسلامي بحت منذ سنوات عن طريق عمليات منظمة إستهدفت النظام الإقتصادي القائم لصالح النظام الإقتصادي الإسلامي المُمبشر به.


وباعتقادي ، فإن أخذ موقف العداء من الأنظمة الحالية لمجرد أنها لا تحتوي على مصطلح إسلامي وإن مكن بعض القوى الإسلامية من الوصول للحكم تحت ذريعة عاطفية دينية فإنه بلا شك لن يمكنهم من التعامل مع القضايا الإقتصادية والقضايا العالمية على ما يجب ، فكثير من القضايا ستجعلهم بين موقف الكاذب والمخادع كقضايا البنوك الربويه –المزعومة- والتعامل مع الغرب واليهود ووصولا الى قضايا السياحة و ما يتعلق بها من قضايا الأختلاط ونشر الفاحشة وإنتهاءا الى ترويج الفكر الصليبي ونشره في أصقاع البلاد.


إن مثل هذه القضايا البسيطة التي تجاوزها المجتمع المتحضر ستظل عقبة كؤدة أمام الإسلامين إذا ما حكموا لأنهم بكل بساطة حاولوا الصعود الى سدة الحكم عبر العزف على هذا الوتر الحساس الذي يستهوي أفئدة البسطاء والعاطفيين من الشعب ، ولا أظن أن عدم مناقشة هذه القضايا في برامجهم المطروحه هو من قبيل " التُقية السياسية " بل من قبيل عدم فتح أبواب هي مُغلقة و فتح نقاشات لا أول لها ولا آخر ستُحتم عليهم الإلتزام بمسؤوليات وإلتزامات من الصعب الوفاء بها بسهولة.


حزب الإصلاح الحزب الأكثر تنظيما في اليمن معولٌ عليه الكثير ولذلك نتمنى نحن أن نرى في لقاءات قادة الإصلاح-الأجلاء- مناقشة برامج ويا حبذا لو جُعل للجانب الإقتصادي الحيز الأكبر حتى نسعد ونطمئن ويتجلى الخوف الجاثم على الصدور من وصول الإسلاميين الى الحكم ، وبالتأكيد ستكون سُنة حسنة يسنها الإصلاح للأحزاب الأخرى فتشرع الأحزاب السياسية جميُعها الى مناقشة برامج اقتصادية تمنويه تعزز من موقع البلد دوليا وحضاريا...


من حقنا كيمنيين أن نطالب حزب الإصلاح – وكل الأحزاب- ببرامجها وتوجهاتها تجاه الوطن ، وتبعا لهذه البرامج المُقدمة نستطيع ان نحكم على اداء الاحزاب وصدقهم من كذبهم وتملصهم من وعودهم ، وحتى نكون على علم مسبق نحو السياسات والمنهجيات المُتبعه التى ستُدار بها البلد إن هم حكموا ، سواء كانت هذه السياسات اقتصادية او داخلية او حتى خارجية حيث الحساسية العُظمى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق