بسم الله الرحمن الرحيم
الظلم وذرياته!!!
منذ سنوات ليست بالقلائل اشتهر الامن السياسي بمصطلح الرعب والظلم والهيمنه فحيثما يولي هذا الاسم فثم الشعور بالخوف والرهبه والكبت سواء كان السامع سياسيا او مدنيا او حتى انسانا محايدا لا يفقهه من الحياه الا الغدو والرواح طلبا لقوت يومه وطعام عياله. استمر هذا الحال الى قبل سنوات معدودات حيث بداء بفقد هيبته قليلا فقليلا واستدراكا لهذا الوضع ولد الامن السياسي طفله البكر "الامن القومي" ومن شابه اباه فما ظلم.
تذكرت هذه الصور الزمانيه العابره حين كثر الحديث عن تنظيم القاعده الذي يستهدف ضباط ومنتسبي الامن السياسي وخصوصا في محافظه ابين وغيرها , رغم ان هذا العمل غير صالح ولا نرضى به كمواطنيين عاديين لكن له دلالات عميقه يجب الوقوف امامها متدبرين . اولى هذه الدلالات ان من يظن انه بقوته اصبح مجازا ان يصنع بمن يشاء ما يشاء وان يتكبر في الارض فان الايام ستاتي بمن هو اكبر منه قوه وجمعا والدلاله هذه تنطبق على كلا الطرفين. ثم ان من رحمه الله في هذا الكون ان اقام مبداء العدل للكبير والصغير فمتى ما اختل هذا المبداء السامي اختلت موازين القوى واصبح الوقت هو الحكم والفيصل فما هي الا سنوات حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
هي اذا قصه وقت وهي اذا فلسفه الدوران والتقلب والخاسر فيها من قدم العدل قربانا لمصالحه الخاصه او مصالح غيره خوفا وطمعا فاصبح - بعد ان وجدت قوه تضاهي قوته- في مرمى السهام ولا يفكر الا في امنه كما كان البسطاء لا يفكرون الا في امنهم حين سلبوهم الامن والطمانينه.
واقولها -وكلي يقين - انها ايضا مسأله وقت وانها فلسفه الدوران والتقلب فسياتي لتنظيم القاعده قوم لهم اراؤهم الدينيه التي تضاهي اراءهم وسيصبحون-اي تنظيم القاعده- يبحثون عن امنهم كما بحث الناس الامنون عن امنهم وسلامتهم -حين اقلق التنظيم السكينه العامه- ويكونوا بذلك قد خسروا ما كان يمكنهم ان يكسبوه واخاف ان تكون هذه الاحداث دائره من القوى الظالمه يبغي بعضها على بعض كما نبأنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن كثره الهرج والمرج في اخر الزمان.
يا اصحاب الامن السياسي ويا اصحاب القاعده كلنا مسلمون اوليس كذلك؟! لماذا لا نرتضي العدل جليسا وصاحبا وحكما لنا ؟!وأن نرفع شعار الحب والالفه والابتسامه في المجتمع ككل!! وماذا صنع العنف والتفكير القسري والعنجهيه منذ عشرات السنين ؟! هل بنى وطنا؟! وهل مكن للشريعه؟! وهل حرر الاوطان؟! وهل امَن الناس؟! وهل اطعم الجائع؟! وهل حصن الشاب؟! اخاف ان نكون بعد هذه التحارب والسنين كالذي لا يرى في العالم كله الا ظله ولا يجعل من منطق الحق والاعتراف دليلا يستند اليه وركن ياوي اليه.
لا خير فينا ان لم ننصح القوم لان السكوت هو ام الفواجع وهو صراط يعبر عليه كل من خالف النظم البشريه والانسانيه فماتت تلك النظم في داخلنا وضمائرنا, فلا عيب ان يقع الانسان في الخطاء ولكن العيب كل العيب ان لا يُعرف الحق وان لا يُسعى لمعرفته فكون الانسان لا يعرف الحق هو تقصير في حد ذاته لا سيما في عصر التكنولوجيا التي بامكانك الحصول على المعلومه طريه كما انزلت من مصدرها.
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ,واهد كل ضال واصلح كل عاص ويسر لامه محمد كل خير وانشر الالفه والمحبه والابتسامه بين اطيافهم وافرادهم واجعلهم رحماء بينهم واصرف عنهم كل بلاء وفقر وجهل يا اكرم مسؤول ويا ارحم الراحمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق