بسم الله الرحمن الرحيم
عام انقضى على اغتيال المقدم طربوش!!
كان معصوب العينين , قد اعياه التعب وكثره الاسئله والتحقيقات وفي ثنايا ذلك الموقف الرهيب كان هناك شعور قوي يجتاح كل كيانه ويلتهم كل شعور بالعزه والكرامه والانتماء بداخل ذلك الرجل. صحيح انه كان بذلك الموقف رابط الجأش اُجبر على قول مالا يُريد واجابه اسئله هي طالما جعلته مستيقظا وحانيا على امن المواطنين البسطاء.
ذلك هو المشهد الاخير واللحظات الاخيره في حياه البطل بسام سليمان طربوش الشرجبي الذي افني حياته في خدمه الناس والحفاظ على امنهم بعيدا عن كل ما يدور حول تعسف لبعض منتسبي الاجهزه الامنيه وعنجهياتهم. احسب ان زفراته الاخيره قبل تلاوه حكم اعدامه من قبل مجرمي ما يسمى تنظيم القاعده والذين عاقبوه جراء ثلاثه عشره عاما من الخدمه التي قضى فيها جُل وقته وريعان شبابه خدمهً للمجتمع في اسقاع الوطن الحبيب تنتشرُ الآن في الاجواء -في ذكرى إنقضاء عام على اعدامه- تقول وتنادي إن دمي أمانه في عنق كل مواطن وكرامتي في عنق كل مسؤول عض الطرف عن حادثه خطفي و إعدامي.
انه نتاج مراحل طويله انتجت نظام هرم هزيل وايدلوجيات عنيفه تعشق الدماء بإسم الاسلام, إنها لقطه متناقضه تماما تستدعي الوقوف امامها وتفصيلها بعض الشئ. الصوره الاولى إتخاذ الاسلام كبش فداء واستغلال قوانينه السمحه وتوازنه العادل لكل المخلوقات لتبرير جرائم بشعه كتلك التي شاهدناها على موقع اليوتيوب حين أُعدام المقدم بسام طربوش فكلا الطلافين إجتمعا بترديد الشهاده وذكر الله في اللحظه ذاتها أحدهما يعتقد انه يدافع عن الاسلام والامه والاخر يعتقد كذلك انه كان يدافع عن الاسلام والامه وأمن المواطنين البسطاء.
والصوره الاخرى هي استغلال الديموقراطيه السمحه للسيطره على الشعب والزج به نحو ما يريده البعض فلا يابهون بكرامه من يسوسونهم والدليل على ذلك هو حال الشعب ودرجه رخائهم فالشعب معذبون بنيران الفقر والكبت والخوف. وكل يبحث عما يريد عبر شتى الطرق واسرعها وصولا الى قلوب المؤيدين والمتطلعين للزعامه.
وبين ذلك وذلك كانت اهات المقدم بسام وهو أمام محكمه من نوع خاص ومن جلسه واحده أُصدر الحكم-بعد ارغامه على الاجابه- وسُفك دمه لترتوي منه صحراء مأرب التي طالما حماها واهدر سنين عمره دفاعا عنها والتى كان أخرها ضبط شحنه حشيش كبيره فهنيئا للرمل الذي قبَل دمه الطاهر وهنيئا للرصاصه التي اخترقت جسده الطيب وهنيئا لقطعه القماش التي اغمضت بها عياناه .
هو اذا مثال حي وقدوه يجب الانحناء لها ,انه مثال الجندي البار لوطنه المضحي بنفسه ,وانه والله علامه فارقه لابناء جيشنا الذي قدم الكثير والكثير ويُقابل بالجحود والنكران, انني هنا اتحدث عن اولئك المخلصين الذين قدموا دمائهم وانفسهم ومستقبل عيالهم -الذي يعلمون انه سيضيع بعد استشهادهم- رخيصه من اجل هذا الوطن المعطاء , من اجل تربه يمننا السعيد الذي هو اعظم نعمه بعد الاسلام و الوالدين.
نيابه عن كل قلب محزون على رحيل العظماء من شعبنا الطيب ونيابه عن كل من لم يمتلك سبيلا لايصال شعوره بالفخر والاعتزاز بمثل هولاء اقول طبت حيا وميتا وكل شهدائنا الكرام وكل من ضحى بنفسه من اجلنا وسلام عليكم يوم ولدتم ويوم تبعثون احياء وهنيئا لكم . وعزائنا ان الحق والخير لا يضيع وان الله لا يضيع عمل عامل "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" ال عمران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق