الصفحات

السبت، 19 فبراير 2011

تعز ... دمعةٌ حانيةٌ!!


بسم الله الرحمن الرحيم

تعز ... دمعةٌ حانيةٌ!!

عبدالرحمن سعيد العسلي


محزنٌ ما يجري!! تعز تحتضن الدماء!! وشباب منهك زاد من إنهاكه مدينهٌ حالمهٌ تبدو أنها ملتِ الصمت ، وأمهلت فأتى وقت الشموخ...ثلاثٌ و ثلاثون سنة والحالمة كُتب لها أن تعيش دور (الصديق يوسف) لا لسبب إلا لأنها رائعة سامية تتأزر بإزار العلم والثقافة ، وتتعطف بمعطف المدنية وإحترام الأخرين... ثلاثٌ و ثلاثون سنة والصمت يحفر في أحشائها ، في أزقتها العامره بالجد والعمل ، بدا الصمت جليا متلونا في وجوه أبنائها ، بيد أن هذا اللون المقرف لم يُغسل ، لم يُمحى ، لم يُبدَل ، فماء تعز نفد كما نفد حلمها وصبرها ، لا ماء يُسقي عطش الناس ، ولا ماء يمسح عن وجوههم لون الصمت والسكوت الأسود ، و إستئصال الرُقي بأشياء آتت اليهم من بعيد.

ثلاثٌ و ثلاثون سنة وتعز تمشي على إستحياء تناشد كل الأطراف أن كونوا لليمن ، لا تظلموا فالظلم ظُلمات ، لا تفرقوا بين الناس ، لا تمييز عنصري ، ظلت تنادي على مدى ثلاث و ثلاثين سنة فكانت النتيجة تهميش من طرفي النقيض، إجتمعوا على وصفين كل وصفٍ يلعن الآخر في الجنوب " دحابشه" وفي الشمال " براغله" ومع هذا كله لا زالت حالمة تغض الطرف ربما يُدرك القوم خطورة ما يقولون.

أُعتدي على حمى تعز الحالمه فأجتاح حرمتها قبائلٌ من هنا ومن هناك بسياراتهم وبأسلحتهم وعدتهم حتى وصلوا الى قلبها ، إعتداءٌ لم يكن له مبرر ، إعتداءٌ يستغل ثقافه المدنيَة ليفهمه على أنه الخوف والجبن ويا ليتهم ما فعلوا.. صُوبت السهام نحو الحالمة على كل المستويات ، كان للقبيلة دور ، للدولة دور ، للأفراد أدوارٌ يُتقنونها بكل إحترافية ، وما بين إجتياح صريح ، وتصريحات إجتياحيه ، ووسم بالجُبن والخنوع تعددت الأدوار والهدف واحد ولم يفهم ساعتها سوى الخبر" قبائل الحداء تجتاح تعز الحالمة لتخليص أحد أبنائها".

وبعيدا عن ذكرى الإجتياح المنقضي ، عمتي الخمسينيه من العمر حدثتني بمراره فيما يحدث في تعز في هذه الأيام فسألتها بأنانية : عمتي وهل أحد من أهلنا أصيب ؟، قالت لي: أتخاف على أشخاص ولا تخاف على اليمن ؟!!.. يا ولدي اليمن هي أُمنا ، عليها يجب أن نخاف وحسب...

صدمتني – هذه الدحباشيه وفي لغة أُخرى البُرغلية- بكلماتها ، ليست مجرد كلمات تُقال ، إنها أحاسيس تجاه وطننا الأم ، تجاه اليمن وحسب، فقلتُ لهذا تعز هي عظيمة ، إنها تعز العظيمة بعظم أبنائها ، لم يُثبت على مدى الطريق أن أبناء الحالمة عنصريون ، تمييزيون ، أنانيون ، بل هم لليمن كلها وللشعب كله، تجدهم منتشرين على أرجاء اليمن لأنهم يرفضون الكسل والإتجاه لقطع الطريق أو المرافقه بعد المشايخ، يُعلِمون الناس ، يطلبون رزق عيالهم بعد أن فضلت الحالمة الحِلم والصمتَ لسنوات طويلة.

نعم أمي!! نعم أيتها الحالمة!! قد صمتنا مع صمتك، وحلمنا مع حلمك ، والآن ننفض عنا ذل الخنوع والإقصاء تحت مظلتك ، مع صوتك ، مع ترديد شبابك، نعم يا عمتي  "البرغليه" نحن لليمن وليس لتعز ، نعم نحن للناس كلهم ، ولإئنا أولا وآخرا للناس الطيبين أين ما كانوا على طول اليمن وعرضها ، من حجه الجميله ، وصنعاء اليمن ، من عدن المبتسمه ، الى حضرموت الجامعه لمعاني الروعه ، من إب الى المهره الى لحج الى ضالع الشموخ ، الى شبوه الى عمران الى ريمه الى الحُديده منبع العلماء والطيبين ، الى أبين الخير الى سقطرى أرض اليمن المشرق ، الى مأرب التاريخ وجوف الشهامه وصعده البساطه والكرم..  الى يمني الكبير والعظيم لا عشنا إن فكرنا بمنطقية او نادينا بها ، لا أبقانا الله إن خنا عهد الأخوه ، لا جمعنا الله بحبيبنا المصطفي إن كنا عنصريين ، نحن نقبل رؤسكم أحباءنا ونُرحم بكم ، والله لن نكون ما لم تكونوا ، ولن تكونوا ما لم نكن .. الظلم إستشرى ونشبت ناره فلم تفرق بين أحد بيننا ، والقهر عم وطم ولم يُمييز ولم يكن يوما عنصريا  ، الجهل ، والتخلف ، والمرض ، وعدم بناء الدولة المدنية.. هي لحظة حاسمة للإلتفاف حول الشباب،  دماؤنا ودماؤكم ، ومستقبلنا ومستقبلكم ، ومستقبل الأجيال مرهون بالإلتفاف حول الحق أيا كان ومع من كان...

ليكن هدفنا واحدا ولا ندع المناداة الظالمة بالمناطقية تستشري ونتعصب تبعا لها ، أعذروا أهل تعز ، وضعوا يدكم بيدهم لا للتعصب ضد فئة ولكن لقول الحق ،وكلمة لا للظلم ، لا لعلي عبدالله صالح ، لا لأسرتة إن لم يكونوا مؤهلين، لا لتهميش الآخرين ، لا لتعصب الأعمى...

هي رسالة أبعثها لكل المحافظات اليمنيه الشامخه لتنفُض عن نفسها التعصب لكل من هو منتم اليها وليس منتم للحق  كما نفضت تعز عن نفسها السكوت والصمت. هي أمانه تتحملها تعز ، وتتحملها كذلك بقية أخواتها ، ولنقل بصوت واحد  :إرحل علي ، إرحل علي، إرحل علي، لا لأجل المعارضه ولكن لأجل اليمن .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق