الصفحات

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

شياطين وضحايا!!!



بسم الله الرحمن الرحيم
شياطين وضحايا!!!
نتيجةً لطبيعةِ الإنسان الفيسيولوجيه والسيكولوجيه تتباين طبائعه وخصائصه ونتيجةً لتغير الظروف المحيطه فيبدو التباين والتغير واضحا حتى ليكاد المرء يشعر بشيئ من الذهول والتعجب وهذا بلا شك له قواعده وتفاصيله الدقيقه. الإنتقال من الضعف الى القدره ثم التمكن أحد أبرز الأمثله لهذه الظاهره التي أعيت الدكاتره والمختصين إذ أنها متقلبةً مختلفةً بإختلاف الأشخاص وتطلعاتهم وتركيباتهم.
فمن ضمن المعاني لماده شطن في لسان العرب أن الشطن مصدر شطنه يشطنه شطنا أي خالفه عن وجه ونيه، والشاطن الخبيث، ففكرةُ الشيطنه وتشعباتها إنما هي إمتداد لصراع الإنسان مع فطره الله التي فطر الناس عليها وهي محاولةُ إحلال شيئ مكان شيئ بشتى الوسائل خيرها وشرها ،صالحها وفاسدها . فكل عمل بُني على المكر والخداع وتضليل الناس وتزينه كان عملا شيطانيا مهما كانت تبريراته وحججه وتلونه بألوان مشرقه وجذابه.
عجيب ما يحدث!! قابلت مجموعه من الطلاب المرسلين عبر كليه الجزيزه الى جامعه ماليزيه تدعى (UniMAP  ) وفي أثناء حديثي العابر معهم ترددت على ألسنتهم مصطلح " عمل شيطاني" فقلتُ لهم ما الخبر؟ ما القصه؟ فكتًرت التفاصيل وطال الوصف ولكن ملخصها هو أنهم وقعوا ضحايا حيث أن شله قالوا لهم أنه بإستطاعتهم مواصله دراستهم في ماليزيا فهي الجامعه الثانيه في ماليزيا فاخذت الفكره زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها وتهيأوا للرحيل الى ماليزيا طلبا للعلم وكما خًيِل وشًبه لهم فهي الجامعه الثانيه في تلك البلاد فتم تقيديهم في تلك الجامعه وتهديدهم من قبل الجامعه بختم جوازاتهم بالختم الاحمر إن هم هموا بالرحيل من تلك الجامعه فازاد أمرهم سوء .
لا يساورني الشك لحظه واحده أن المكاتب الخدميه التعليميه التي يُترك لها العنان هي من تشعبات العمل الشيطاني وذلك يبدو واضحا جليا إذا ما استدعينا تجارب رأيناها رأي العين متلخصه في إبتزاز الطلاب ودفعهم الى مآسن كانت تُصور لهم بأنها الجنان ، ومما يزيد الوضع قسوه وعنفا هو عدم وجود خط رجعه للطالب فالثقافه الشائعه تقول الحوت الكبير يأكل السمك الصغير في ظل غياب دولة المؤوسسات.
وجه الشبه بين الاعمال الشيطانيه و عمل المكاتب الخدميه هو إستخدام التضليل كسلاح لا غنى عنه بجانب الخديعه والتزين. ثلاثة عناصر على ثلاثه محاور فتبدو المعركه معركه حياة أو موت ، نجاح أو فشل ، تقرير مصير او عدمه ، فالطالب متحمس للخروج من وضع لا ذنب له به، و منسقوا المكاتب هم كذلك يهربون من وضع لا ذنب لهم به ولكن على حساب الطلاب البسطاء . تبدو الانانيه لغة مشتركة بين الأعمال الشيطانيه وعمل المكاتب الخدمية فنظرية حقق أهدافك كما تشاء وبمن تشاء تشكل خطوطا عريضه لسياسات المكاتب فالطالب ذو قيمه مادام يدفع المال ، والوطن ذو قيمه ماداموا يتخذونه درعا للوصول الى مآربهم ، والمجتمع لهم دينهم ولهولاء دينهم كذلك. يتمثل الخوف والهروب من المواجهه سلوكا متقاربا بنسب متفاوته بين مدمني الأعمال الشيطانيه ومنسقي المكاتب الخدميه اذ لا شك ولا ريب أن الحوار في لغتهم خبرٌ لمبتداء محذوف تقديره كائن أو موجود ومن يتعرض للموضوع بنقد بناء مبينا نقاط الضعف والقوه يصبح مسلما نفسه لسيل من الإفتراء وحرق الشخصيه بداعي الحسد والحقد.
إن ما يجعل الأعمال الشيطانيه سهله وممكنة التعامل معها أنها مكشوفه ويكاد الكل يُدرك حقيقتها بشيئ من التوعيه والتأمل أحيانا ، ولكن منسقي المكاتب الخدميه ينتشرون أنتشار الضوء في غسق الليل فلا يمكن تميزهم و معرفتهم إلا بعد إن يقع الفأس في الرأس وما أشبه حالهم بمرض الإيدز (فقدان المناعه المكتسبة) يتسلل الى الجسم ولو عن طريق المصافحه وسرعان ما يهدم الجسم عضوا عضوا وقطعه قطعه هدما بغدر وخيانه لا يستطيع أن ينجو من هدمه إلا من وفق الى طريق مستقيم.
إن تساقط الضحايا يزداد يوما عن يوم ، والفكره تنتشر وتصبح تحت مسميات خادعه ساعة تحت مبداء الإستثمار وتاره تحت تبادل الخبرات بين الدول المتقدمه واليمن المتراجع والأفواه ساكته، والهمم أصابها الخور ، والمسؤوليه تشتكي وتصيح ألا ليت الشباب يعود يوما والطلاب هم في الأول والأخير ضحايا لا يستطيعون تقديما ولا تأخيرا سوى التضرع الى الله بالدعاء.
آن للأصوات ان تعلو وترتفع من علو وأرتفاع زخم الحريه في العالم والشعوب العربيه ، وآن لكل ضحيه ومظلوم أن يقول أناشدكم الله كفوا واطلبوا رزقا حلالا يحفظ الله به أولادكم من بعدكم وذرياتكم وتُذكرون من بعدم موتكم ب " وكان أبوهما صالحا" وأن يكون الوضوح سجيتكم والله غالب على أمره.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق