الصفحات

الخميس، 24 فبراير 2011

مالكم لا تناصرون!!


مالكم لا تناصرون!!

جميلٌ أن يُقدم الناس أفكارهم وشغفهم لمستقبل أفضل لهم ولأطفالهم مهما كانت المعاناة قاسية وتتسم بالصعوبة في ظل أنظمة تمرست على كل أنواع الثبات على الكرسي منذ ثلث قرن أو يزيد قليلا. والأجمل أن يتم التعبير عن هذه الاراء والتطلعات بشكل مدني حضاري حتى المرءه شاركت جنبا بجانب الرجل مصطحبين معهم الأطفال وفي هذا الخروج السامي والراقي دروسٌ من الخسارة غض الطرف عنها لما فيها من قيم وتأصيل لثقافة رائعة سامية. الحياة بمجملها حياة تكاملية " وجعلنا بعضكم لبعض سِخريا" هود ، فلا بد من إشارك جميع العناصر فيها سواء المرءه التي تشكل نصف المجتمع أو الأطفال الذين سيواجهون المستقبل عما قريب بعد من سبقهم من الشباب ، هي بفعوية الكلمات سمو يضاف الى الشعور بالحرية والشموخ حين المطالبة بالحقوق ، وهي بتكلف الكلمات زهرة نرجس زينت قمة جبل شامخ لترسم صورة رائعة للتكامل والإباء.
منطقياً لم يكن ليحل الظلم لولا أسباب وعوامل ، فعدم المطالبة بالحقوق ساعة ضياعها هو الخيط الجالب والمستهوي لأفئدة المستبدين للإستبداد ، وتقديس الشيئ وإعطاؤه أكثر مما يستحق ، تضخيم الواقع والغلو ، التمنطق وراء إنجازات وجعلها سماوية لا تقبل التحريف ، عدم الوعي والتخطيط و الأهداف، التخبط والعشوائية وإنتشارها لتصبح سلوكاً وثقافة ، وإضافة لأشياء كثيرة جعلت من الحاكم يشعر وكأنه المنقذ والرجل الأوحد ، والداهية السياسية ، والخطيب الأديب ، والقائد المحنك ، والمشير ، وباني النهضة ، وصقر العرب، وربان السفينة وما شابة ذلك.
الشعور بالحرية لن يأتي الا عن طريقين أما ثقافة تعطى للطفل مع حليب أمه فينشئ على الحرية والقيم والمبادئ تعليما من والديه ومن مجتمعه المحيط، أو تاتي نتاجاً لمعاناة طويلة قد تستمر لأكثر من ثلاث وثلاثين سنة ولكن ثمن الأخرى باهض وإحتمال نجاحها مرهون بالعوامل المصاحبة ومدى تمسك أقرانه بنفس الشعور والإحساس. من هنا- بعض النظر عن نجاح الثورة القائمه- تأتي أهمية نشر ثقافة المطالبة بالحقوق وعدم الخوف من إبداء الرأي و التعبير عن الأفكار حتى يكون الإنسان على قدر المسؤولية فلا قيمة لأفكار تحملها ولست مقتنعا بها ، كذلك لا قيمة لأفكار مقتنع بها ولكن لا تجرؤ عن التعبير عنها فكلا الحالين لن يوصل الإنسان للمطالبة ونيل الحقوق والدفاع عنها. إن إقتناع المرء بما يملكه في عقلة والتعبير عنه لا شك يدفعة للشعور بالحرية والثقة و لتصحيح ما إعوج منها إن وجد إعوجاج.
الحرية بمعناها البسيط هو التعبير عن الرأي بغير خوف أو تردد إذ ان الرأي المُعَبر عنه جاء عن إقتناع وأسس منطقية فهو قابل للتغيير إن كان خطاء وللتطوير إن لم يكن مكتملا وبهذه الطريقة سيتحقق التطوير من النفس والوصول لمرحلة الأبداع هذا على مستوى الأفراد. التعريف نفسة ينطبق على الشعوب والأوطان فتحديد القصور في شيئ ما يستدعي الوقوف أمام المشكلة لا تأجيلها الى أجل غير مسمى فتأخذ الحلول الأكثر مناسبةً طريقها للتطبيق وبالتالي يكون تطور الشعوب مرتبطا بمدى قدرة أبنائه على النقاش وحل المشكلة كنسيج وكفريق واحد تحت مسمى واحد وهدف واحد.
لو أن الحرية لامست شغاف قلوب البلطجية الخارجين بأسلحتهم وعصيهم وسكاكينهم على المعتصمين سلماُ لعرفوا أنهم لم يقدروا نفسهم حق قدرها وأنهم يملكون شيئا عظيما أجل وأعظم أن يبيعوه بثمن بخس ريالات معدوده فيعتدوا على الحرمات والحريات ويقتلون الأنفس التي حرمها الله. إذا فمسألة الحرية ينبغي أن تأخذ نصيبها في أوساطنا كأفراد وكشعوب ، تقبل الآخر وإحترام حريتة طوق نجاة لتجنب الوقوع صيدا سهلا لحاكم طاغٍ أو ذئاب ضارية تجوب الشوارع بشتى أنواع الأسلحة لترويع الناس المعتصمين سلماً.
خلاصة القول، الثورات التي لم تتبعها ثوارتُ تغير داخلية لنمط الفكر والثقافة وعدم حقن الأفراد بالحرية والإباء هي ثورات تفرز ديكتاتورين بإمتياز لا يعترفون إلا بأنفسهم ، ويتركون الشعوب وراء ظهورهم ، فلا بُلدان تُبنى ، ولا إقتصاد ينمو ، ولا حالة الناس تتحسن تبعا لتلك التغيرات والثورات. ثورة سلمية يلحقها ثورة فكرية تنطلق من قاعدتين هامتين بناء الفرد لأجل بناء الوطن الأم ، وتحديد أهداف محددة بوقت محدود وإعطاء متابعة هذه الأهداف ومدى إنجازها للشعب مباشرة بوسائل تضمن الشفافية التامة فالمسأله تخص الجميع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق