الصفحات

الجمعة، 5 أغسطس 2011

الثورة أغنية الفُقراء!!


الثورة أغنية الفُقراء!!


عبدالرحمن العسلي


بعد أنْ شاعت صيحات اليأس والتأئيس الهجينة وأصبحت تدوي كأصوات الأواني الفارغة أصبح التغني والترتيل لآناجيل الثورة واجبة بل مُلزمة ، سأغنيها وأرتُلها وأنشدها وأنثرُ عطرها العابق ليصل الى كل الناس ، مؤيدهم ومعارضهم ، فقيرهم وغنيهم ، صالحهم وفاسدهم ، فلا بارك الله بقلم خائف خائر يذبُل وقت الحاجة ، ويهرب وقت الشدائد ، ويجبُن وقت المواجهة...


الثورة لحنٌ رحيمٌ يتغنى به الفقراء ليجعلوه قوتا يفرون به من تجبر الخلق التُعساء وصَلفهم الى رحاب أوسع ، الى رحاب الرحمة والعالم الأنيق ، الثورة ألوانُ طيفٍ بديعةِ الجمالِ تُزينُ السماءَ ولا تزيد الرائي الا فرحا وابتسامة وسرورا ، هي جميلة بجمال تنوع ألوانها ، وهي إبداعية لتناسق ألوانها وإجتماع كل الألوان في لوحة واحدة شامخة في السماء لا تُطال ، عزيزةً على السقوط ، و رائعةَ المنظر ، بهية الجمال ، تنحني للفقراء كأنها تؤدي تحية الفخر والولاء والإعتزاز...


الثورة إبداعُ إبتسامة طالب مغترب ، و هيبة ضحكة أكاديمي ناجح حاملٍ همَ الناس ، و صادقة كصدق تلك المرأة الريفية التي تعمل وتجهد و تُكابد لِتُعَلِمَ صغارها وتُرسلهم ليكونوا دكاترة ومهندسين ومتعلمين ، و حالمةٌ مُفعمة بالأمل كترديد أخي الصغير الذي لم يبلغ من العمر سنتين وهو يردد بلغته الجنوية الملائكية " ارحل" ويُتبعُها بضحكته المتقطعة ولكأنه -لعمري- واثق من النصر لا يشك فيه طرفة عين ولا أدنى من ذلك ولا أكثر...


واتلو عليهم ، نعم سأتلو وأُشنف آذانكم ، سأسترسل في التلاوة وأُبدع ، أن بسم الله الرحمن الرحيم ، يا ثورة الشعب والفقراء والبسطاء تحية طيبة لك من الله مُباركة عظيمة كعظمكِ ، و مُخلصة من الظلم كما أنتِ ، سلامٌ عليك لأنك إنجاز نبيل ، ولا أنبل من إنجاز جاء ليُخلص الناس من الظلم من الإستعباد من التهميش ، سلامٌ عليك أتلوه بلغة الفقراء البسطاء ذوي الإيمان الواثق والمعانات القاهرة ، سلامٌ عليك أتلوه بلغة أبناء اليمن كلهم ، أقول اليمن ولا غير ، وأقول اليمن فلا شمال ولا جنوب ولا وسط ، و أقول اليمن بشعابه وجباله وكهوفه وسواحله ، بكل جماله وروعة قاطنيه حكمةً و كرما وأخلاقا وشهامة...


سأتغنى بالثورة وإنجازها ، سأُغني بكل المقامات وبكل طبقات الصوت ، سأشدو بما أعرف وأخترع آخر ، لو لم يكن للثورة إنجازٌ غير استشعار الحق في العيش الكريم لكفى ، ألم نقلها في وجهه أن يا ظالم يا فاسد ارحل ، ألم نصم أذنه ونحن نطالب بحقوقنا ، ألم نجتمع سويا لنقول من حقنا أن نعيش حياة كريمة  ، حياة بشر تليق ، ألم نتعلم أن الوطن أغلى ولا بد علينا ان ندافع على قضاياه المصيرية ، صدحنا بها قوية تارة وحنونة تارات أُخر ، من حقنا  أنْ نعيش ، لسنا عبيدا لعلي عبدالله صالح وصغاره وعيال أخوته وأصهاره الحمقى ، نحن شعبٌ يمنيٌ عريق وعظيم ، شعبٌ ذو حضاره ، لا يُمكن لأحد أنْ يُركع شعبا ذا حضارة...


من يقول أنْ الثورة لم تُحقق شيئا فهو شيطانٌ أخرص ، ترك الحق كُلًه و ذهب لأوهامه الباطله ، ومن يقول أن الثورة لم تنجح فهو جماد لا يُفكر الا بنظام الصفر والواحد والأبيض والأسود كالآلات الحديثه يحتاج الى برنامج ليُعيد برمجته ، ومن يقلْ أن الثورة أفسدت أكثر ما اصلحت فهو جاهل لم يعِ بعد أن الثورة تغيير في نمط التفكير و صياغة الأولويات و تمهيد الطريق ليُفكر الإنسان بشكل راقي ويُصيغ أحلامه و آماله على أساس منطقي ، الثورة رسالة لتقول للمواطن لا تطالب بحقوقك فحقوقك لا بُد أن تُكفل و تؤدى اليك ، بل طالب بأحلامك بآمالك التي لم تُحًقق بعد...


الثورة بنت وشيدت عقولا و طُرق منطقية في بناء الذات و التطلعات تجاه الوطن ، الوطن كشفت جوانب كثيره من فشلنا في بناء مجتمع إنساني حقيقي طيلة 33 سنه أو يزيد ، الثورة فضحت كل من لا يُريد خيرا بالوطن والناس ، الثورة كشفت كل ما كان مُستتر و كان عائقا أمام تطور البلاد و تحسين الحالة المعيشية للناس ، رأينا الحميري وعصابته رأي العين ، رأينا علي محسن و شلته حقيقة لا شك فيها ، رأينا الزنداني وعيال الشيخ والمُشترك ومواقفهم ، رأينا الشباب وطموحاتهم وبرآءتهم ، رأينا الشباب والكهول والأطفال والنساء ، باختصار رأينا قوة اليمن وضعفه ، رأينا الصالح والطالح مما يُمهد لرؤية واضحه لمن يُريد رسم سياسات اليمن القادم على خلفية منطقية واضحه فيتطور اليمن والناس ...


سأنشدُ على موسيقى صاخبة لأقول : لقد تجرعنا كل معاني الذل طيلة 33 سنة ، لا تعليم يرتقي ، لا فرص عمل تُشبع الجائع ، تدهور على المستوى الثقافي والأخلاقي للمجتمع ، جُرع كانت تتوالى كالسيل الهادر ، إقتصاد لا يُذكر ، الحروب انتشرت كالسرطان الغير حميد ، الجوع والفقر بات يُهدد كل الناس ، كل شيء لا يسر ولا يُفرح و الأوضاع كانت تتجه للأسوء ، لم يُبنى وطن بمعنى وطن بل حضيرة يملكها علي عبدالله صالح الحميري!!


وسأنشد على موسيقى أصخب لأقول: الثورة جاءت لتقول لكل هذا العبث كفى ، لتقول لعلي عبدالله صالح الحميري لسنا بهائم في حضيرتك العفنه ، لنقول له اليمن أغلى منا ومنك ومن حقها ان ترتقي ، من حقها ان تكون في مكان يليق ، من حق الفقراء المساكين ان يحلموا بمستقبل واضح المعالم لعيالهم ، من حقهم ان يعيشوا في مجتمع متساوي ، تعليم وامن وصحة ، جاءت الثورة لتقول لكل ذي ظالم إن من حق الناس ان يعيشوا كبقية الخلق ، جاءت لتقول أيها الفاشلون تنحوا لتفسحوا الطريق للناجحين ليبنوا بلدا ووطنا وإنسانا ...


أقسمُ أني لن أتوقف عن غنائي وترتيلي ونشيدي حتى تنتصر الثورة ، ولا أظن ذلك بعيدا ، فقد لاحت بشائر النصر في الأفق ، لن أتوقف وأنى لي أن اتوقف والفقراء مرابطون في أماكنهم ، والله حيٌ قيوم يسمع نجوانا ويعلم سرنا وعلانيتنا ، لن أتوقف حتى تنتصر الثورة أو نهلك دونها...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق