الصفحات

الخميس، 28 يوليو 2011

ما لا ينبغي السكوت عنه!!


ما لا ينبغي السكوت عنه!!

عبدالرحمن العسلي

رحل أخونا بهمومه وبأمانيه وبطموحاته ، رحل و أُقسم أنه لم يرحل وليس في قلبه كمدات من تعنتات المُلحقية ورعونة مسؤوليها ، رحل وأُقسم أنه يحمل همومنا و يعيش واقعنا المحفز نحو الهروب الى عالم ليس فيه مثل هولاء المسؤولين الإنتهازيين ... ليست كلمات مُغذاه بالعاطفة او الشعور بالحزن على فقد صديق و رفيق درب بل هو الواقع الذي ظل مسؤولو الملحقية يُكابرون عنه ويُنكرونه بكل مكر و ذكاء ودهاء تمرسوا عليه...

ليس هذا أوانه ، وليس هذا المُقام مقام سرد لواقع نُعاني منه ، المقام أرقى و أعظم.... رحل اخونا لكننا لم نعرف ما الذي صنعوه من اجله ، لم يُطلعونا على الأسباب و ما هي توجهاتهم تجاه القضيه ، لم يُصدروا حتى بيان لتبين القضيه... هذا اخونا ولن نسكت عن تفاصيل هذه القضية ، نحن هنا لا نحاول نبش ما تم دفنه بل نُريد معرفة ماذا صنعته السفارة تجاه هذه القضيه ، فليست قضية إنتهاء فيزه بل هي قضية إنتهاء حياة شاب في الأربعة والعشرين من عمره ، زهرة وليست كالزهرات ، بظروف غامضة و زاد من غموضها تكهنات الطلاب الغير مستنده على حقائق...

يا سعادة السفير ، شطرنا الثاني الطالب المتوفي قد مات ، ماذا صنعتم من أجله ، ما هي نتائج التحقيقات ، وهل ناقشتم اسباب القضية ودوافعها إن كان لها دوافع ، نحن بذمتكم ستُسألون عنا يوم القيامة ، نحن بعيدين عن أمهاتنا وآبائنا وانتم هنا أباؤنا وأمهاتنا ، أخاف أن يكون مصيري مثله ولا أحد يسأل ولا أحد يتفقد أحوالنا ، أسألكم بالله أن تستشعروا هذه الحقائق التي سأسردها تباعا:

الحقيقة الأولى : الشباب يعانون من ضغوط الدراسة ، الدراسة صعبة للغاية لأسباب تتعلق بتعليمنا الثانوي العقيم فالإنتقال المُفاجئ الى الدراسة باللغة الإنجليزيه وإنتهاء بكسل الملحقية وتفريطها بواجباتها ... كل ذلك جعل من الطالب تحت ضغوط دراسية لا يُحسد عليها ..

الحقيقة الثانية: الواقع المعيشي الصعب ، وأذكر أننا طالبنا بتحسينه ذات مرة فقوبلنا بوعود ذهبت أدراج الرياح كالهشيم في يوم عاصف ، وضع معيشي مُعقد للغاية ، شحة في المساعدة المالية ، بجانب تسلط رجال المُلحقية والنظر الى الطالب بنظر اليائس الهارب من تحمل المسؤولية متعللين بما يحدث على أرض الوطن ، يقولون كلُ شيء يأتي من هناك ومربوط بهناك وبالتالي يهربون بجُبن عن مواجهة الواقع وتحسينه..

الحقيقة الثالثة: غياب دور المُلحقية الأكاديمي والإجتماعي وإقتصاره على الجانب المالي وإختراع أشياء تعقد الطالب ، كحملة التوقيعات المُخترعه مؤخرا ، وإحضار النتائج التي بإمكانهم أن يحصلوا عليها من الجامعات ، بجانب توقيف منح الطُلاب فجأة مما يجعل الطلاب يفكرون بالمستقبل بقلب الوجل المترقب الخائف.

الحقيقة الرابعة: الغُربة تفاقم من معاناة الطالب ، فالطالب حديث العهد بمثل هذه التجارب والبُعد عن الأهل تجعل منه مشروع إنهيار اعصابي و إستسلام نفسي لمشاكل تأتي مُتعاقبة ، يكون أمامها خائرا غير ذي قوة او قابلية للتحمل والمواجهة.

بين ضغوط الدراسة والواقع المعيشي وغياب دور المُلحقية والغربة يظل الطالب يحلم بركن شديد ليحتمي به من الضغوط النفسية التي قد تؤدي بحياته ، يظل يعول كثيرا على موقف رشيد من قبل سعادة السفير لإعادة ترتيب الأوراق والأولويات والمسؤوليات ، يظل الطالب يعول عليه أن يتبنى دور الأب الشفيق على أبنائه ، والرحيم الذي يرحم ويخاف على من يعول..

من حقنا ان نُطالب معرفة مصير اخينا الراحل ، ومن حقنا أن نُطالب سعادة السفير ان يُعيد النظر لمرات بوضعنا نحن الطلاب وبما نعانيه بسبب أخطاء إدارية بسيطه ، من حقنا أن نخاف أن نكون مشروع تتحكم فيه الضغوط النفسية والأحوال المعيشه القاسية والتجاهل المستفز المُذل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق