الصفحات

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

المجلس الإنتقالي ورواية (شفرة دافنشي)!!

المجلس الإنتقالي ورواية (شفرة دافنشي)!!
الموناليزا ، الأنثى المُقدسه ، لوحة العشاء الأخير ، وردت في رواية (شفرة دافنشي) للروائي دان براون... مشاهد تتكرر على أرض الواقع الثوري ، و لا مفر من القول بأن لوحة ساحة التغيير بدت على غير عادتها بعد تشكيل هذا المجلس الإنتقالي ، بدت غامضة كتلك التي يرسمها الفنان الشهير دافنشي ، تحتاج الى فك شفرات ولا أظن أن البرفيسور "لانغدون" أستاذ علم الرموز الدينيية بجامعة هارفارد مُفسر رسالة سر حركة " سيون" سيستطيع فك هذه الشفرة الثورية...
فاصل قصير ، كلام رائع جدا ومُقنع بحجم شخصية الباحث جمال المُليكي الذي التقيته في العاصمه الماليزيه مع مجموعة من الشباب ، الكلام المجرد من الأهواء هو كلام الحقيقة ، هكذا قال بثقة مُفرطه وعنفوان الحقيقة يتراءى بين ثنايا كلماته ، التكلم بإسم الأحزاب يستدعي الدفاع عن الكلام بغض النظر عن مصداقيته لكن الكلام كباحث يُحتم عليك الكلام بالحق فحسب ، هكذا رسم – المُليكي- لوحة زاخرة بكل معاني الإنصاف والإنحياز للحقيقة ولا  غير....
دعونا نُناقش المجلس الإنتقالي وتشابهه مع رواية (شفرة دافنشي) ، المجلس الإنتقالي حاول أن يكون كلوحة الموناليزا التي ناقشتها الرواية ، فالمجلس الإنتقالي ليس بالثوري ، وليس بالسياسي ، الأسماء وإن كانت لم تُبَلغ من قبل إعلانها الا انها بدت كما بين المشرق والمغرب ، حاولتْ أن تجمع الشتيتين ، تحاول جمع النقيضين ، حاولتْ أن تلم شمل ما لا يُمكن لم شملُه ...  الإله الفرعوني (أمون) إله الخصوبة الرجل برأس خروف ، وليزا اله الخصوبة المؤنثة (إيزيس) التي كانت تكتب بحروف تصويريه (ليزا) جعل منها الرسام العبقري لوحةً مكونة من (آمون) و (ليزا) ، هذا الكيان الجديد ليس بالرجل وليس بالمرأة سُمي (الموناليزا) ، تماما كما حدث في المجلس الإنتقالي ، فليس بالسياسي وليس بالعسكري وليس بالثوري وليس بالشبابي...
الأنثى المُقدسه تبدو شُجاعة بما فيه الكفاية ، تُعلن مجلسا إنتقاليا دون حتى إعلام شخصياته ، تُنشئ مجلسا إنتقاليا على خلفية من توكل على الله أعانه ، و لا بأس من المحاولة فللمجتهد أجران كما يُقال ، على خلفية الثائرُ لا بد أن يُضحي وأن يبادر وأن لا يضل حبيس الساحات والتنظيرات ، قد تكون صادقة لكن لا مجال لإضفاء صفات التقديس على هذه الأنثى الثورية الشجاعة ، فعملُهما قابل للنقد وبقسوه كما هو قابل للتبرير بصعوبة... لكن لتوكل ما قررت وعليها ما أخطأت ولا قداسة...
لوحة العشاء الآخير ، أحد فصول الرواية التي تحكي الأثني عشر الذين تناولوا العشاء مع المسيح قبل رفعه الى السماء ، قد تكون العشاء الآخير لمشروع كالمجلس الإنتقالي إن لم ينجح ، وقد تكون العشاء الأخير لمشروع الحفاظ على المؤوسسات القائمة ، وقد يكون فتيلا لإذكاء الأزمة بلغات العسكر ذات البيان رقم واحد ، لا مكان للتشاؤم لكن المعطيات تعضد هذا السيناريو وبقوه ، فمشروع الجيشين ، ومشروع الدولتين ، ومشروع المُبادرة المتسرعة غير المتأنية قد تلقي بظلالها على الحدث والواقع ككل... سبعة عشر عضوا يُمثلون مشارب شتى ، بخلفيات مختلفة تماما ، بينهم القابل للإنسجام وبينهم المُحفز للتنافر ، بعض الشخصيات تُذكي روائح تذكر الماضي النتنه ، وبعضها الآخر جُعل منه هيكلا ليضمن إتزانا فيزيائيا لطاولةِ العشاء هذه ، بيد أن التخوف وخفوت تمثيل الشباب لا يُمكن إخفاؤه ولو صلبا...
الآن أنا أشد إيمانا بكلام الباحث جمال المُليكي ، ونحن الآن في المرحلة الحرجة هذه علينا أن نكون باحثين عن مصلحة الناس وبالتالي إتخاذ القرارات لا يجب ان يكون بأي حالٍ من الأحوال إنفراديا او حتى ثوريا ، ليكن مجلسا إنتقاليا ولكن بإتفاق الشباب وتكتلاتهم ، ليكن مجلسا إنتقاليا لكن مدعوما بحركة ثورية تُسقط الشرعية القائمة ، تفرض قناعاتها الثورية الممثلة لتطلعات الناس ...
ما بين الموناليزا ، والأنثى المُقدسه ، ولوحة العشاء الأخير ذات السبعة عشر عضوا ، يبدو المجلس الإنتقالي مولودا في الشهر السابع ، يفتقر لأشياء كان يجب الإتفاق ودراستها بعناية قبل إتخاذ قرار كهذا ، فالثورة وساحاتها مدرسة تعلمنا منها الشراكة والروية والإستعانة بذوي الرأي والتخصص ... النصر للثورة ، والمجد للفقراء المرابطين في الساحات ، والله مع الحق ولن ينتصر الباطل وإن اشتدت صولته...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق