الصفحات

الجمعة، 22 يوليو 2011

خالقو الجوع في جسدي!!


خالقو الجوع في جسدي!!
إهداء الى المُلحق الثقافي والمُلحق المالي...
الطبيعة تتذرع بتمرد عناصرها لتُلقي بالإنسان في جوفها ، تدحرجت ذات مرة صخرةٌ فوقعت على عامل بسيط ينافح على أسرته ليمنع عنهم الفناء النسبي ، وقعت الصخرة على الفقير المُعدِم فأردته صريعا ، تُوفي الرجل وإنتقل على إثرها الى باطن الأرض ، نجحت مكيدة الطبيعة لتجعل من الصخرة الصماء سببا في تمكينها من إحتضان ذلك الشاقي البسيط...
أيها الحاضر ! ، تحملنا قليلا ، فلسنا سوى عابري سبيل ثقلاء الظل ...! ، ضحية أخرى من ضحايا مكرالطبيعة ، هو ذلك النابغة محمود درويش  وهذه هي كلماته التي سطرها،  اتفق معك يا سيدي ، هي ثقيلة أن نكون عابري سبيل وثقلاء الظل في الوقت ذاته ، وبقدر كلُ ذلك الثقلُ فإننا نخضع قسرا لترتيبات الطبيعة لتُلقي بنا في نهاية المطاف في أحشائها كأمٍ تحضن صغيرها بعدما يئست من لقائه ، فتحضُنه حضنةً لا توحي بأنها ستدعه يُفلت منها الى الأبد...
(أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) سورة الرعد.. لحظاتُ صمتٍ في ريعانِ معاني هذه الآية الكريمة ، لحظة إمعانٍ وتجلٍ و إظهارِ عجز ... تجول في ذهني أنوارُ هذه الأية ، هو ذلك الذي ذكرتُ وربِ الكعبة ، الأرضُ –بأمر ربها- تمكرُ بنا مكرا رحيما لِتودعنا في أحشائها ، لتجعلنا في كنفها ، لِتُبعدنا عن الهم والحُزن والأهات ، يا الله !! كم أنت رحيمة بنا أيتها الأرض ، تمكرين بنا لتجعلينا أكثر هدوءً وأكثر راحة و أمن...
نموت على الأرض بتدبير من الأرض بأمر من رب الأرض لنوضعَ في أحشاء الأرض ، هي تلك القصة المُختصرة لأساطير البقاء والفناء ، التعاقب المُتبادل ، تبادل الأدوار بنسق بطيئ رتيب غامض ، هي تلك –لعمري- رحلة وجودنا التي خسرنا من أجلها الكثير ، عانينا من أجلها الكثير ، و قتلنا إبتساماتنا من أجلها طويلا...
يا لِغرابة الحياة !! تَخايَلَ خالقو الجوع فظنوا أنهم قادرون عليها ، تجبروا فتعالوا فخلقوا فينا جوعا مستحدثا ، قسماتُ وجوههم المتعاقبة لا توحي الا بإدعاء غبي للقدرة على الخلق والتبجح به ، إعترافٌ بحجم بجاحتهم تلك ، وأنةٌ بقدر جوعنا الذي زرعوه فينا ، تَعاَقبَ هولاء الآلهة المتخايلون ولم تختلف سوى ألوان ربطات أعناقهم وحجمها طولا وقَصرا...
سألني ذات يوم صديقٌ لم يرني منذ سنة واحدة فحسب ، قال لي لماذا انت نحيلٌ هكذا؟ ولماذا أُكل بعضُك؟!
لم أستطع إجابته بالآية القرأنية السابقة ، فقد لا يفقه مرادي من سردها عليه ، لكني قلتُ له بلسان البسيط المظلوم ، أنا ضحية مدعو الألوهية الذين لا يجيدون حتى الإدعاء ...
خالقو الجوع فينا ، هم مسؤولو الملحقية إبتداء بالملحق الثقافي إقبال العلس ومرورا بالملحق المالي السابق نصر الشوافي ومؤخرا الوسيم جدا الأستاذ مختار المعمري الحاجز مساعدتي المالية بحجة أني لم أوقع على كشوفاته المُقدسة...
ستخلقون فينا جوعا ونحالةً ، وسيخلق فيكم الخالق الحقيقي عاهات و سرطانات وسُقم ، هذه بتلك ، فالعدالة تقتضي ذلك ، وستتجرعون بما جرعتمونا مهانة وذلا وجوعا أضعاف ذلك نكدا وعُسرا... أشعر بقشعريرة تنتشر في جسمي وأنا اكتب هذه الكلمات التي لا أحب أن أقولها ، لكنه إحساس من نقص من جسمه إرضاءً لشهوات الكُسالى وعاشقي التعسير في كل شيء ، إرضاءً لأرباب الكشوفات المُقدسة التي بقدر ما يُمكن تنظيمها وتعبية فراغاتها ، الا أنها جُعلت لتكون عقبة عسيرة أمام من لا يستطيع الإيفاء بمثل هكذا تعقيدات..
لستُ مبررا عدم توقيعي فلقد أتيتُ اليهم ذات يوم ولا يوجد احد في معبدهم الأبيض ، لكني أعتذر الى جسمي الذي انهكه تهاون أرباب الملحقية و إختراعاتهم المتلاحقة لكائنات معوقة كتلك التي ظهرت مؤخرا وباتت تُعرف بالحضور القسري لتأدية مراسيم التوقيع المُقدس ...
الى الملحقين الثقافيين وملاحقاتهما أهديكم كلمات سبارتكوس الأخيره لأمل دنقل ، غير أن نحالتي سأقتص لها ذات يوم منكم....
فالانحناء مرّ ..

العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى

الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !

و الودعاء الطيّبون ..

هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى

لأنّهم .. لا يشنقون !

و ليس ثمّ من مفر

لا تحلموا بعالم سعيد

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !

وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..

و دمعة سدى
!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق