الصفحات

الأحد، 3 يوليو 2011

مُثلث بارامودا ، محور الشر ، الثالوث المُطبق!!



مُثلث بارامودا ، محور الشر ، الثالوث المُطبق!!


الزمان أحداثا عاينتُها ، وعانيتُ منها وما كانت تخطر لي على بال.. هكذا سطر الراهب نسطور قناعاته وخلاصة فهمه للحياة بعد أن قضى عُمُره في الحياة بحثا وتأملا وروحانية صافية.. وتأملا في ما قال نسطور ، الأحداث لا تأتي مرتبة ضمن توقع لا يُخطئ ، ولا يمكن التنبؤ بها مطلقا بدقة ، وقد تحدث أشياءاً لا تخطر ببال أحد ومن الصعب التبرير لها.


دعونا من نسطور هذا ، ولننتقل الى مجريات الأحداث على أرض الواقع ، ثلاث قوى كما ذكر – حارث الشوكاني- هي القوى المُسيطرة ، الفرقة أولى مدرع و حزب الإصلاح وقبائل بني الأحمر ، وكم كان عميقا في تحليله إذ أن مجرد وجود هذه القوى تحت هدف واحد أمرٌ ذو بُعد خطير..


فاصل قصير ، لا يُمكن للقوى الدينييه والقوى العسكريه والقوى القبلية أن تجتمع تحت رأية واحده الا إذا كانت هناك مصالح من نوع مادي بحت ، فالدينييون لا يتفقون مع العسكرين لأن العسكرين لا يبنون قناعاتهم على أساس ديني روحي بحت ، والقبائل تختلف مع الدينيين في أن للشيخ (القبلي) سلطة أكبر من سلطة الشيخ (الديني ) وهنا تتعارض المصالح حول فوائد مادية خالصة...


قد تُمثل هذه القوى مثلث برامودا من حيث ان من يدخل في حدودها نقدا او محاولة فكِ غموضٍ يتعرض الى اخفاء قسري ولكلٍ وجهة هو موليها ، الإخفاء القسري قد يكون فكريا او حتى بطرق احترافيه لا تخفى على أحد ، ولا شك بأن إجتماع القوة مع الرغبة في الوصول الى شيء لن يقف معه أي شيء لأن القوة تتصف بالسلبية المطلقة إذا ما دافعت عن أهداف مادية بحته.


قد تتمثل هذه القوى محورا للشر إذ أن المستند الأخلاقي لهذه القوى يرتكز على قوانين القوة وأخذ الحقوق بالقوة ولا شك بأن فرض القوة بأشكالها المتعدده لن تكون ناشرة للخير ولو على مبدأ غاندي القائل: العين بالعين تجعل الشعب كله أعور. فالقوى الدينيه تحاول فرض قناعاتها وتوجهها بقوه سواء عن طريق الإرهاب الفكري او حتى باسم الله ، فكل شيء يُمكن تبريره –باعتقادهم- ويُمكن إيجاد لكل شيء دليلا وقت الحاجة معتمدين على خطط بدأوها منذ زمن تجعل من الإنسان شبحا بلا تفكير و عقلا محجورا عليه من قبلهم هم.


ولتوضيح فكرة تلك الخطط البعيدة تأملوا معي هذه القصه من كتاب الدكتور إبراهيم الفقي في كتاب قوة التفكير وملخص القصة أنه في احد مراكز البحث وضع الباحثون فأرا من فئران التجارب في متاهه ووضعوا له قطعة جُبن في آخرها وعلى بعد حوالي عشرة سنتيمترات ووضعوا تيارا كهربائيا يحدث صاعقة كهربائية خفيفه لأي شيء يلمسه ، وتركوا الفأر جائعا لمدة اربعة وعشرين ساعه ، المهم انه بدأ يتحرك نحو قطعة الجُبن هذه وكان يلمس التيار الكهربائي يُصعق ويقفز وينقلب على ظهره ويجري الفأر هاربا ليُنقذ حياته ، تكرر هذا الحدث لمدة أسبوع ثم تم أخذ التيار الكهربائي وبدأ الفأر يُكرر نفس العمل وعندما يصل الى القرب من التيار الكهربائي يتغير ضغط دمه وضربات قلبه فيقفز بنفس الطريقه السابقه مع عدم وجود التيار الكهربائي فوصل الخبراء الى قاعده وهي أن الفأر تبرمج على وجود التيار الكهربائي وأصبح يتوقع حدوث نفسه الصعقه ...


لاشك بان هذه القوى : العسكريه والدينيه والقبليه هي ثالوثٌ مُطبق على التطلعات المدنيه التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ثورتها ووتتويج الثورة بتاج الوقار والشروع في بناء الدولة المدنيه ، فأصبحت هذه التطلعات كالزهرة التي بدأت تتفتح ولكن فجأة إنقطع عليها الماء وزادت حرارة الشمس ووضعت داخل حاجز حديدي لا يصل اليها الهواء الكافي فضمرت وذبلت بإنتظار فرجا عاجلا...


فاصل آخر ، من كتاب (أصل الإنسان) لداروين يقول : " في مرحلة مستقبلية معينة ، ليست ببعيدة إذا ما قيست بالقرون ، سوف تقوم الأعراق البشرية المتحضرة على الأغلب بالقضاء على الأعراق الهمجية واستبدالها في شتى أنحاء العالم"...


بإنتظار الداروينيه الإجتماعية و وعد داروين للأعراق البشرية المدنية بالخلافة يظل صوت القبائل والدينيين والعسكر هو الصوت رقم واحد ويا ويل من يدخل في هذا المثلث والمحور والثالوث...


توقيع :
صخرة الوادي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق