الصفحات

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

هاهو ذا القلم ، الأكثر بوحا والأكثر جرحا !!

هاهوذا القلم ، الأكثر بوحا والأكثر جرحا !!

لازلنا نعاني من ثقافة متأصلة ، ثقافة الإمساك بالشيء والعض عليه بالنواجذ ، ولا أبريء نفسي ، قد يكون هذا من قبيل المُمارسات التي درجنا على العيش عليها في مجتمع كمجتمعنا ، ذلك المجتمع ذو الرئيس الواحد ، والشيخ الواحد ، والوزير الواحد ، والمدير الواحد ، والفريق الواحد ، والمُدرب الواحد ، وحتى عسكري المرور الواحد..

رتابة تعودنا عليها واصبح من الصعب التنازل عليها وان أنكرنا ذلك ، المسؤول يظل في منصبه سواء كان ناجحا او فاشلا ، أتذكر والدي مدرسا في المعهد الوطني منذ ان عرفت نفسي و يُدرس نفس المواد ويُلقي نفس البرامج التدريبيه ، أتذكر خالي مسجلا عاما منذ ان عرفت نفسي ، لم ينتقل الا في حدود ضيقه ، أتذكر كلُ شيء من حولي وهم في أماكنهم ولم يتغيروا ، ربما لم يُعطوا الفرصة الكافية لإبراز قدراتهم في أماكن أخرى ، لكن الشاهد أننا عشقنا الرتابة والقبوع في المكان الواحد فتولدت لنا ثقافة الخلود الى الأعمال الموكلة الينا...

منذ أن أعرف نفسي ، وحاراتنا ومدارسنا ومساجدنا وحتى بيوتنا تمتلك نفس الشكل ، نفس الترتيب ونفس النسق ، لا جديد ، لا تغيير ، قتلٌ لمعنى الجمال في داخلنا ، الوجوه تشيخ وتشيب وهي لازالت في نفس المكان ومع نفس الناس وبنفس العقليات ... ليس هذا جزء من رواية "ذاكرة الجسد " لأحلام مستغانمي ، بل من ذاكرة الأيام لواقع معاش وحقائق مُشاهده...


من منا يُشعل أو يُطفي الآخر؟

هكذا تساءلت أحلام في روايتها .... الحياة لا بد لها من أن تُشعل أناس وتطفي آخرين ، الحياة طاقات ولا بد للطاقات ان تتجدد ، كل شيء حولنا يقول ذلك ، الليل والنهار ، الصيف والشتاء والخريف والربيع ، الشمس والمطر ، الموت والحياة ، الحياة ديناميكة متحركة ليست ثابته روتينية لكننا تعاملنا معها على النحو الثاني لا النحو الأول...

أكاد أُجزم أن الخلل في طريقة التفكير التي عمل التراكم الروتيني على ترسيخها منذ زمن....

سيدي ، لقد كان مُغطى بالغبار ، أبيض كالشبح ، طويلا كالشبح..... 

هو هكذا واقعنا ، هو بالضبط هكذا كما جاء في رواية قصة مدينتين لديكنز... مغطى بالغبار ، ابيض بياض الأشباح ، وطويلا كطولهم... ألفنا كل شيء حتى لم نستطع تخيل تغيرُه ذات يوم ، أحلامنا مغطاة بالغبار ، بيضاء صافية كالأشباح ، وطويلة بطولها ، غير أن التغيير بات يُشكل لنا عُقدة لا أدري ما مصدرها ولا حتى ما مسوغها الأخلاقي او حتى الفيسيولوجي...

لحظات ويُسدل الستار ، موسيقى العاصفة للموسيقار العالمي ( ياني) تفسر كل شيء ، تمهد لواقع ثقافي جديد ، تحاول أن تنطق لكن الأمر يبدو صعبا ... لتأخذ حقها في المحاولة وسنرى ما سيحدث بعدها!!




وان فشلت (الموسيقى) في المحاولة .... هاهو ذا القلم ، الأكثر بوحا والأكثر جرحا ، كما تقول السيدة أحلام...


توقيع :
صخرة الوادي...

هناك تعليقان (2):

  1. ما اروعك انت و شعورك يا عسول , قد يكون المكوث وبنفس الطريقه احسن من تغيير الى المجهول ومن غير معرفه ودراسه ................ز

    ردحذف