الصفحات

الخميس، 21 يوليو 2011

الغنطوسية والخوف على الإسلام!!


الغنطوسية والخوف على الإسلام!!
عبدالرحمن العسلي

تحاملُ العاطفةِ على العقل من أشد الظلم على الإطلاق ، و مجرد الشعور بالوصاية على أي شيء هو نوع من تنازع الربوبيه مع الرب الحقيقي ، وتقمص دور المُرشد هو إحتقار لقدرات الآخرين...

الغنطوسية هي السر الماحق لجميع افكارنا ، وأقصد أفكارنا نحن النشء المتطلع ، القطار السريع الذي يحاول الوصول قبل الموعد وبترتيبات زمانية مجحفة جدا بحق سُنن الكون ، غير أن الإجحاف هذا سيكون على أشُده عندما تُخلط العاطفه مع هذا التسابق مع الزمن... لا شك بأن العُذر لن يكون ممكنا إذا ما وصلنا بحماقاتنا الى نشر العُنف في المجتمع...

أعترف ، هي جملة إبتدائية تحتاج الى جملة بمثابة الخبر لتُفسرها ، هاكم الخبر إذاً....

لستُ خائفا عليك ... محاولات إقصاء من الواقع الحديث لا ولن تنجح ... فلا تفرحوا ... قالها زميل لم يبلغ من العُمر الثانية والعشرين عاما...

دعونا نُعرج على مصطلح الغنطوسية عن بُعد ، الغنطوسية –بعيدا عن معناها في الديانة المسيحية- تعني الإلهام الداخلي البعيد عن العقل لتفسير الأمور الدينية البحته... قد تتطابق مع الوافع وقد تتعارض الا أن مخرجات الفكر الغنطوسي هي من إملاءات الإلهام الداخلي أي مُجرد شعور وخطرات تُصبح قناعة وتُنشر بطريقة هشيميه تعشق النار والريح...

بالضبط هي إملاءاتنا وإلهاماتنا الداخلية المبنية على اختلالين.. الإختلال الأول هو العاطفه الغير متوازنه والآخر هو الشعور بالوصاية على الناس... هي إملاءات لا تؤمن بالعقل ولا تجعل من النتائج ذي قيمة ، والناتج بالتأكيد قناعات غنطوسية مريرة تؤصل الى عُنف لا مفر منه...

الجملة الخبرية المتتمة للمعنى هي : الإسلام ليس ضعيفا حتى يُخاف عليه أو يُدافع عنه ... الإسلام نظام متجدد يستمد قوته من تفاعله مع الزمن والمكان فيستطيع تطويعهما لصالحه وليس العكس... الإسلام دين حاجة ودين حاجة كما سمعت ذات يوم من الإستاذ عبدالقاهر العسلي مسجل عام جامعة صنعاء...

كيف يُخاف على الإسلام من الإقصاء وهو الدين الإلهي الجامع لكل الخير والداعي لكل خير والمنسجم مع كل خير ، إن الخوف على الإسلام من الإقصاء إنما هو خوف على الخير من الإقصاء او الفناء ، وهذا النوع من الخوف يُسمى بالخوف العبثي إذْ أنه لا يمكن أن يحدث... الإسلام كهدف مجبول عليه الإنسان ، ومطبوع بقلبه وفطرته... لكن ما يُمكن إقصاؤه هو شهواتنا الدنيويه التي غلفناها بالإسلام ونسبناها زورا للإسلام العظيم ، هي مطامعنا وحديثنا باسم الرب إفتراءً عليه...

الإسلام دين الله وهو الوحيد المُتكفل بحمايته وما علينا الا أن نُصلح أنفسنا وندع الوصاية على خلق الله وعلى الإسلام بحجة الخوف عليه من الأقصاء... ما علينا أن نفهمه وبطريقة غير عنطوسية هو أن كل شيء من حولنا ينمو ويكبر ، فلنحذر ان نبقى كما نحن للأبد كما قيل...

ما ينبغي الخوف عليه هو بقاؤنا كما نحن ، ملتصقين بخوفنا الغنطوسي على الإسلام المحفوظ بوعد من الله المتعالي الجبار.. ما ينبغي الخوف عليه أن نبقى كما نحن نحاول أن نكون أوصياء على الناس ومدافعين على الإسلام بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة ، ما يجب الخوف عليه هو تعاملنا مع الناس على اننا نحن المرشدين الأتقياء والآخرون هم من يجب علينا أن نُعيدهم الى حضيرة الإسلام...

هي دعوة صادقة الى أن نُصلح انفسنا وان نؤمن إيمانا عميقا بأن الإسلام في محل قوة لأنه مرتبط بالحق والحق قوي بذاته وعليه لا نحسب كل صيحة علينا ونبدأ بالتذمر وإبداء القلق والخوف على الاسلام لمجرد فهم قاصر وتوجس غير مُبرر من مجهول هو في طي العدم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق