الصفحات

الجمعة، 1 يوليو 2011

تحذيرات ثورية مُستعجلة!!

تحذيرات ثورية مُستعجلة!!

تمرحلت الثورة اليمنية المُباركة بمراحل هامة للغاية ، ومن روائع الأمور أن هذه المراحل كانت تُعلم الناس حقائق ومعادن الناس سواء على المستوى الفكري او حتى على المستوى الأخلاقي ، وبين ذلك وذاك كان العتاب الثوري يتمرحل ويتطور تارة ويشتد مرات أخرى ، وهذا لا شك مطلوب لأنه يُعبر عن ظاهرة صحية ثورية لا بُد منها.
في الأيام السالفات تركز النقد على حزب الإصلاح الذيعلى ما يبدو- كان يُحاول السيطرة على الثورة بحكم الترتيبات على أرض الواقع ، فالتنظيم الأنيق ، والقدرة على فرض الذات ، والخطباء المفوهيين ، بجانب تأييد قوى الجيش والقبائل المنشقة لتوجهات الإصلاح جعل من هذه الفرضية قابله للتطبيق ولو بإعتبارات لا تخضع للواقع الكلاسيكي.
إتفقنا وأختلفنا مع هذه الفكرة ، أخذنا وأعطينا مناقشةً وقبولا ورفضا ، لكن التحذير الأخطر أن هذه التجاذبات الثورية قد جعلت من الفريق الآخر المدحور يُطل برأسه من جديد بعد خنوس طال لفترة ستة أشهر ، والأغرب من ذلك أن التعويذات الثورية ما عادت تُجدي لطرده من ساحات النقاش ولو كانت تعويذات من العيار الثقيل!!
أقولها صريحة ، أن بعض المؤتمريين الذين قد خنسوا لردهة من الزمن عاودوا الإنتشار وتنظيم بيتهم من جديد إستغلالا للعتاب الثوري الدائر الذي أخذ أكثر من وقته ، بل تمادوا الى إنتهاك الثورة بشتى الوسائل القبيحة والمقززه وحتى تلك التي تُثير الإشمئزاز!!.
من الصعبأيها الثوار المباركون- أن نعود الى نقطة الصفر بمناقشة هل الثوره شرعية أم لا وخاصة مع الذين تم إسكاتهم بمشروعية الثورة وأخذت وقتا وجهدا كبيرين ، وبالتالي علينا أن نتراص صفوفا منتظمة ومرتبه ضد المعتصبين للشرعية الدستوريه والممجدين لما قبل الساعة الأولى من انطلاق شرارة الثورة ، إن ذلك يعني بالمنطق البسيط أن يتخلى الإصلاحيون عن صلفهم الواضح ، وأن يتعاون الشباب معهم إن هم تواضعوا في هذا الطلب ، وأن تؤجل الأحزاب حواراتها الماراثونية الهزيلة الى حين.
بلغة المعاناة ، لقد أزهقت أرواح كثيرٌ من البسطاء الأحرار ، وسالت دماء الكثيرين ، قدم الناس أروع صور الصمود والإستبسال ، لم يدخروا جهدا او وقتا او تضحية للثورة ، عولوا عليها الكثير ، باتوا يحلمون بمستقبل أفضل يليق ، ويتوقون الى بلد آمن مدني يعطي لكل مجتهدٍ نصيبه ، ومن غير الإنصاف ان لا تتوج كل هذه الجهود بحسم ثوري لا يُشرَك معه شيئٌ آخر.
المسألة بسيطة جدا ، مجرد تمكين للثوار في الساحات من أخذ الحلول الثورية المعروفة ، إجازه مرضية للقاء المُشترك ، حبوب مُهدئللشاطحين- من حزب الإصلاح وعُشاق السيطره ، مُغذية معنوية للثوار المحبطين ، تجمع القوى وإستحضار الهدف ، عدم السماح لدعاة الشرعية الصالحية بالهجوم على ثائر ولو كان مُخطئا ، وبعدها أبشروا بالنصر زحفا او رجالا او رُكبانا...
أرجوكم ايها الثوار أن لا تُشمتوا بنا العابثين بالتهديدات والسُخرية من أتباع الشرعية من خلال العتابات الثورية المترهلة ، ومن خلال الإستمرار في الأخطاء الإقصائية ، ومن خلال الجولات الماراثونية لحوارات المُشترك ، الناس يُعانون في إحتياجاتهم الأساسية ، الأمر وصل الى مستوى المأكل والمشرب والقوت اليومي ، الناس يموتون في المستشفيات والمناطق الحارة ، والوضع يتفاقم من يوم الى يوم وباتت الصيحات الى الرجوع للخلف وتمجيد عهد علي عبدالله صالح تملأُ الأرجاء برغم نتانتها...
أُقسم أن كلمات أنصار الشرعية الزائفه وهزلهمالحامض- بثورتنا المجيده ليبعث في الأحشاء ألما من نوع خاص ، إنه ألم خفوت نجم الحسم الثوري مقابل خلافات تنشبُ هنا وهناك ، ولا أحد مستفيد سوى هولاء الذين فقدوا هدف يُمكن التشبث به ولو من باب الحفاظ على المبدأ...
في الختام ، من كان يظن أن الثورة أصبحت أزمة فهو واهم ، ومن يظن أن المعاناة ستستمر للأبد فهو واهم ، ولكن الأُمنيات منصبة على الثوار الرائعين أن يغلبوا مصالح الناس في هذه الفتره بالسمو عن خلافات ليس هذا اونها ، وأن يجعلوا لثورتهمفي هذه الايام- نصيبا من الأفكار والزخم الثوري الشُجاع حتى يُحسم الأمر وتستتب الأمور...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق