الصفحات

الخميس، 14 يوليو 2011

هدنة ما بين الركعتين!!



هدنة ما بين الركعتين!!


تهاجر الأحلام فتقصد مدارات السمو ، تصل متعبة فتنعمُ بمتعة اللقاء ، تستوطن ذلك العالم فتغدو أكثر فرحا وأكثر بهجةً ، فتتحول تلك المدارات الى روايات سامية أبطالها مجهولون...


تأملوا معي هذه المشاهد : سجدة كهل عجوز ، إبتسامة شاب مُتعب ، تلاقي صديقين بعد شتات ... 


وقت مستقطع للمشهد الثالث ... أظنه بُغيتنا ، تأملٌ عميقٌ مع إبتسامة عريضة ، لا وقت للوقت كما يقول النابغة محمود درويش  ،هيا بنا إذاً...


الصديق روحٌ تضاف الى الإنسان تجعله يبدو أكثر جمالا ، أكثر قوة ، أكثر حكمه ... الصديق نكهة بنفسجية تُضفي على إبتسامة الفرح جمالا خاصا ورونقا أجمل... الصديق أغنية صادقة تجعل من الكلمات عروسا زانها إحمرار وجنتيها وحاجبيها المبسوطين... الصديق بلسمٌ يُخفف على النفس عناء الأيام وكدرها ، يُصبر النفس على مكابدة الألام وفجيعتها ، يمسح دموع المقهورين فتبدو أثار أنامله كأنها نظرات أم تعبث في عيون صغيرها...


عزت المعمري من أعشق بتسميته يا (أنا) أطل علينا اليوم كقمر بعد غيابه لشهرين  ، أحسست أن روحي تحاول سحبي نحو الطريق التي جاء منها ، كنتُ أقاوم ذلك الجذب غير أني لم استطع ، هو جذب الصداقة ، هو سحر الأحداث الكونية ، هي ترتيبات الزمان واللحظه والإستغراق ، هو تؤامة الروح عندما تشعر بما يُقاسيه الطرف الآخر : فرحا وحُزنا ، سعادة وحبورا ، وإبتسامة ودمعة...


فتح العامري هو الآخر ، أحسست اليوم أني أنقبض لحُزنه اليوم ، أحسست أن هناك قوة تحاول عبثا أن تشطرنا نصفين ، لازلت أُشاهد إبتسامته المسترسله مشاهدة حضور ، ولكأنها طيف يمر فيُلقي السلام سلاما لا كدر فيه ....


أنا بين صديقايَ هذين ما بين الركعتين ، هدنة صغيرة أحاول بعث روحي من جديد ، أحاول أن أجلس بينهما مُجلاً محترما شاعرا بجمال روحيهما ، أسترسل في دعائي ، أستغرق في تسبيحاتي ، فأنتفض مُفعما بالحب والإحترام وشغف تقبيل رأسيهما ، سماع همساتهما ، و تأمل إبتساماتهما القروية بإمتياز...


لستما الوحيدين لكنكما من ملكا ليلتي هذه ، فالأول ضممته بعد فراق مضنٍ ، والآخر أشعل في قلبي شُعلة حزن أنيقة... ولعلي أبتهل الى الصداقة أن تضع حدا لأمنياتي المكوكية لأصبح صديقا يُكنى بالصديق ، لأصبح أبتسامة في محياهما لأرويَ ما حملته تلك الإبتسامة من معاني كامنة تعزُ على الكلمات الإفصاح عنها ...


دقائق معدودات وتنقضي هذه التجليات ، رحلة قصيرة الى عالم بلا مجاملات ، وتحيات طيبة ليست بنكهات إنسانية ، قبلة صادقة مخضوعة لفحص الصداقة لكل من الصديقين العزيزين ، وكل عام وكل صديق بخير وفي ابتسامه وتسامح وحب...

توقيع:

صخرة الوادي...





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق