الصفحات

السبت، 4 ديسمبر 2010

طرفا نقيض: رعاه الابل والاصوات المشفقه


طرفا نقيض: رعاه الابل والاصوات المشفقه
لعل ما يُميز المتناقضات من حق وباطل ، خير وشر، عدل وظلم هو أن الخطوط الفاصله بينهم تكاد تكون معروفه لكل الناس ، فلكل مجتمع أو ثقافه ميزانهم الخاص الذي يزنون به الحق والباطل ، الخيروالشر، العدل والظلم حتى يجعلوا الخطوط الفاصله معلومه لا تخفى على احد. وبناءً على ذلك يتميز الانسان المبدع والناجح من غيره في فناء المجتمع الواحد.
في خضم منافسه خليجي عشرين وتجاذباتها الثقافيه ، قرأت مقالين لصحفيين خليجيين كريمين هما الاستاذ تركي الدخيل والاخر سليمان الهتلان معبرين بهما عن استيائهما من بعض الخليجيين الذين يتناقلون فكاهات ونكات عن الشعب اليمني. ولعل المعضله العظمى هي ليست تفاهات القوم اولئك ولكنها تبدل موازين الخليجيين جُلهم. متى كانت الماده والمال هما الميزان الذي يُزن به الناس ومتى كان الفقر هو العيب والخزي العظيم يا رعاه الابل!! نعم اقول يا رعاة الابل لانه منذ سنوات تعد بعدد الاصابع لم تكونوا تتفوهون بمثل هذه التفاهات وهذا النوع من الكبر الغرور.
يا رعاه الابل!! اين كنتم عندما كنا نطوف الارض مشرقا ومغربا ناشرين العدل والحضاره والقيم الانسانيه والتجارات النافعه والافكار الداعيه الى الرحمه والتعاون والسلام العالمي؟! اين كنتم عندما ملائنا ما يعرف بالجزيره العربيه الان من رجالنا وشجعاننا فسكنوا الارض وعمروها اكثر مما عمرتموها الان؟! اين كنتم عندما صدرنا للعالم كله- في حينه- اناساً مبدعين وعلمنا العالم ان اليمني هو فؤاد الابداع وروحه فانتجنا شعراء ذهلت اللغه العربيه من ابداعهم وتميزهم ، وشجعان حارت الشجاعه منهم ، وصحابه ناصرت اعظم رسول حين خذلتموه. نعم هذا غيض من فيض ورغم هذا لم نتباهى يوما تباهي البطر والمتكبر بل خضعنا لله الاعناق وتواضعنا كما يفعل الكرام.
وازيدكم شيئا قليلا من غرائب الايام ودوران الزمان لقد شائت الحكمه ان نكون في مقام المتفرج للامم الاخرى التي تمسك الان زمام الحضاره ليبدو للعالم كله : أًممها وشعابها وقراها وقبائلها اننا كنا المثال الاعظم والعقليه الراقيه والرساله الساميه والانتاج المتزن فلم نقتل يوما احدا بسلاح حضارتنا ولم ننشر ذعرا او خوفا للضعفاء وقتئذ ولم نغزوا بلدانا لا تملك الدفاع عن نفسها. ما جعلنا المال يوما مطيه لنشر افكارنا التي نؤمن بها اذ انها صادقه صافيه لا تحتاج الى مال يسرق القلوب ويستلين العقول، ما تعاملنا مع الشعوب المجاوره معامله الملك لعبده وان كنا ملوكا وهم عبيدا بل هي شميه الكرام وسجيه القوم العظام اذ اننا منذ نشاتنا ونحن اصحاب رساله وقيم ومبادئ نبيله واسألوا التاريخ عنا اننا يمنييون!!
ما اريد قوله ان من الطبيعي ان تتبدل الاحوال وتتغير الاحداث ويتربع على عرش القدره والبناء والتطور دولا متعاقبه فكلٌ يُختبر وكلٌ يُمتحن فإن قدم للبشريه خيرا كان مشكورا ويُحفظ حقه في مكامن التأريخ الحقيقي ومن فشل في اختباره وامتحانه وقدم للبشريه كل شر فسيبقى لعنه تلاحقه من كل ذي منصف ومنتمٍ الى الاجيال البشريه المتعاقبه كذلك. أتى دورنا فأبلينا فيه بلاء حسنا وفعلنا ما يمكن فعله، بناءً وتطويرا وتثقيفا ونشرا للامن والحب والسلام والان نحن في مرحله استراحه واستعداد لاستعاده دورنا الثقافي والحضاري الذي ارى بوادره وبشاراته في الافق.
اما عن الحضاره الخليجيه المزعومه ماذا قدت للعالم سوى قنابل تفجر وقيما تهدم وهمجيه تنتشر كالنار في الهشيم ، دولا دمرت وهم احد اسبابها واوطان احتلت وهم اهم اسبابها وثقافات اقصيت وهم ذووا النصيب الاعظم في ذلك ولا يزالون يلقون بأعمالهم واخطائهم نحو الاخرين.
إن من اجل ما يقال في الختام رحم الله امراءً عرف قدر نفسه فاستبصر واستفهم حتى يحسن من نفسه ومن شعبه ويسعى ليُسخر ما وهبه الله لنفع الناس والمجتمعات بشكل عام لا ان يتكبر تكبر المغرور ويقذف الاخرين مستهزءً بعوزهم وفقرهم وحاجتهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق